''هي هيك'' دراما محلية تدغدغ أزمات الفلسطينيين اليومية في رمضان
رام الله - (د ب أ):
تنتهي ليلة الزفاف الأولى للشاب الفلسطيني رزق بتعرضه لحروق جسيمة لدى محاولته إشعال النيران لتدفئة عروسه عوضا عن انقطاع التيار الكهربائي في مشهد كوميدي ضمن مسلسل الدراما الساخر ''هي هيك''.
ومع حنقه على الموقف يطلق رزق الذي يجسد شخصيته الفنان الفلسطيني عماد الفراجين عشرات العبارات الساخرة على وضع قطاع غزة المتأزم جراء الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.
وفي حلقة أخرى ضمن مسلسله الذي يذاع خصيصا في شهر رمضان المبارك، يتناول الفراجين أزمة نقص المياه الحادة في الضفة الغربية ومعاناة السكان الشديدة للحصول على قطرات يومية منها.
كما أنه يذهب حد التهكم بشكل نقدي لاذع على حال نواب المجلس التشريعي الفلسطيني وهو يعرض يومياتهم بينما يساعدون زوجاتهم في منازلهمعوضا عن استمرار انقطاع عمل المجلس منذ بدء الانقسام الداخلي في يونيو 2007 بسبب الخلاف بين حركتي فتح وحمتس.
ويعرض مسلسل "هي هيك" على قناة "الفلسطينية" التي تبث من الضفة الغربية، لكن يلقى رواجا كبيرا على مواقع الانترنت حيث حظى بأكثر من نصف مليون متابع على موقع "اليوتيوب".
ويعرض المسلسل يوميا لمدة عشرة دقائق ويقوم ببطولته نفس فريق برنامج "وطن على وتر" الذي عرض لثلاثة أعوام ماضية في شهر رمضان على شاشة تلفزيون فلسطين الرسمي قبل أن يتم حجبه لما اثاره من انتقادات واسعة.
وقال الفراجين لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن مسلسله أكتسي بحلة جديدة لهذا العام بإدخال تغييرات إيجابية من الناحية التقنية كجودة التصوير والإخراج والصوت لتقدم الحلقات في خليط بين البعدين السياسي والاجتماعي.
وأشار فراجين إلى أن أسرة المسلسل احتفظت بنفس نمط عرض قضايا المجتمع الفلسطيني بشكل ساخر وناقد ومعالجة مختلف الظواهر السلبية في المجتمع.
ويقوم المسلسل على توجيه انتقادات ساخرة لما يدور داخل المجتمع الفلسطيني والوطن العربي من أحداث سياسية وعرضها بطريقة كوميدية.
ويستخدم المسلسل قفشات مكتوبة بلهجة فلسطينية 'مطعّمة" بكلمات إنجليزية.
وجرى تغيير اسم وطن ع وتر بسبب العقد الموقع بين فريق المسلسل وتلفزيون فلسطين الرسمي بأن يعود له حق ملكية الاسم.
وقال الفراجين إن اختيار اسم "هي هيك" جاء ليعبر عن مضمون القضايا التي يتم تناولها ضمن المسلسل في رمضان لهذا العام.
ويعرض المسلسل في حلقات أخرى أزمات الفلسطينيين من سوء الأوضاع الاقتصادية ومعاناتهم في السفر والتنقل بين مطارات العالم بأكثر من بطاقة وتصريح أمني.
ويتطرق المسلسل إلى قضايا اجتماعية محل جدل في الشارع الفلسطيني مثل الزواج الثاني والمساواة بين الرجل والمرأة والعلاقة بين الجنسين في مرحلة الشباب.
وتبدو لهجة المسلسل وكأنها تتجاوز المحرم في المجتمع وهو يذهب بعيدا بتناول حوادث العنف وقتل النساء على خلفية الشرف.
كما أنه يتهكم في إحدى حلقاته على الإعلام الفلسطيني من خلال انتقاد تكرار الأخبار اليومية التي تتناول أزمات الوضع الفلسطيني بقالب من السخرية.
وتبث عشرات شبكات الانترنت المحلية حلقات المسلسل إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر.
وقال الفراجين: "نحن نعتذر لجمهورنا أننا اضطررنا البث على الانترنت، نعلم أنه من الأفضل أن تبث الحلقات عبر التلفزيون الرسمي وهذا من حقنا ولكن للأسف فإننا لجأنا لليوتيوب بسبب المنع وهذا أمر محزن".
وكان "وطن ع وتر" اكتسب شعبية كبيرة لدى الشارع الفلسطيني خلال المواسم الثلاثة الماضية من شهر رمضان.
غير أن النائب العام في السلطة الفلسطينية احمد المغني قرر في آب/ أغسطس من العام الماضي وقف بث البرنامج على شاشة تلفزيون فلسطين بسبب "تكرار إساءاته للمجتمع الفلسطيني، وتحقير للمقامات وإساءة في النص والتعبير ".
وعزا المغني في حينها قرار وقف البرنامج إلى "تكرار إساءاته وأخطاءه وهفواته بشكل يسيء للمجتمع الفلسطيني وتحقير للمقامات".
من جهته اعتبر الفراجين أن قرار حظر البرنامج على التلفزيون الفلسطيني الرسمي "مثل قمعا وتقييدا للحريات العامة التي يهدف البرنامج إلى التأكيد عليها وتنميتها".
وقال فراجين إن إحدى الفضائيات العربية تقدمت بطلب إنتاج البرنامج وعرضه على شاشته لكن فريق العمل رفض ذلك بسبب اشتراطها التدخل في مضمون البرنامج.
وتابع "نحن مصممون على إيصال رسالتنا واستمرار عملنا الفنى رغم أي عقبات نواجهها".
وقال الناقد التلفزيوني معمر عرابي إن مسلسل "هي هيك" يعرض دراما إنسانية ملتزمة وهادفة بغرض مناقشة مختلف القضايا التي تثير اهتمام المجتمع الفلسطيني.
وشدد عرابي على أنه من حق المواطن الفلسطيني أن يطلع على الدراما كونها تضيف شيئاً كثيراً وتطرح قضايا سياسية واجتماعية بطريقة نقدية هادفة.
وأضاف عرابي الذي يرأس قناة "وطن" المحلية على الانترنت وهي واحدة من شبكات الانترنت التي تبث "هي هيك " أنه "آن الأوان لوقف مقص الرقيب على الفن الإنساني وهذه هي رسالة المسلسل وهي تلقى تجاوبا شعبيا كبيرا ".
ويقول الفراجين إن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع محافظ وهناك "محرمات جنسية يجب ان لا يتصدى لها أحد"، لكنه يرى أنهم تمكنوا من كسر حاجز الصمت وحظوابشعبية تمكنهم من المضي في طريقهم.
ومن القضايا الأخرى التي تصدى لها المسلسل وصول الأخوان المسلمين إلى سدة الحكم في عدة دول عربية واستمرار الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وصولا إلى مشاكل الحياة الزوجية.
فيديو قد يعجبك: