وجدي الحكيم يحكي ذكريات من داخل الإذاعة في عهد عبد الناصر - (حوار)
كتب-أحمد عبد المجيد:
إعلامي مصري كبير, قدم برامج إذاعية وأدبية منذ بداية عمله الإعلامي باتحاد الإذاعة والتلفزيون , يعد أحد المهتمين بالموسيقي والغناء، عاصر ثلاث حروب داخل مبنى ماسبيرو, و ترأس الإذاعة المصرية، و في عهده قدم أقوي الأغانى الوطنية التي ألهبت الجماهير والجنود المصرية , وقد منحة محمد عبد الوهاب اسمه الشهير ''وجدي الحكيم''.. يتحدث لـ''مصراوى'' عن ذكريات حرب أكتوبر:
قال الحكيم إن الأغنية الوطنية لا ترعها شركة ولا مجموعة من الهواة, وطول عمرها من إنتاج أجهزة الإعلام الرسمية , وعن طريقها يتم تجميع الناس حول البلد , والإعلام المصري في سنة 56 فتح استوديهاته, وقدم أشهر أغنية وطنية بعنوان ''الله اكبر فوق كيد المعتدى'', وفى سنة 67 قدمنا اقوي الاغانى قبل وبعد النكسة , وفى عام 73 ظهرت أقوي الأغانى الوطنية مثل أغنية ''الربابة'' و''خلى السلاح صاحي''.
وعن ذكرياته في حرب أكتوبر داخل ماسبيرو قال, ''لم يكن مخططا بالإذاعة أيام حرب أكتوبر أن نقوم بإنتاج أغاني وطنية جديدة , وكان المخطط أن نذيع الاغانى الوطنية العامة التي تواكب البيانات العسكرية , وكانت كل الأموال وقتها يتم تحويلها للمجهود الحربي''.
أما عن أول أغنية وطنية لحرب أكتوبر قال ''اضطررنا لعمل أغنية ''الربابة'' والسبب بأنني فوجئت بوجود الموسيقار بليغ حمدي بصحبة الفنانة وردة الجزائرية والشاعر عبد الرحيم منصور عاملين مشاكل مع أمن ماسبيرو ووصل الأمر إلى التشابك بالايدى , ونزلت فورا إليهم وقلت لهم مفيش فلوس لإنتاج اغانى ,فرد علي بليغ قائلا ''مفيش قوة في الأرض تمنعني من تقديم واجبي نحو بلادي , ومستعد للتبرع باجري ودفع كل مصروفات الفرقة من جيبي الخاص'', و مع إصرارى بالرفض قام بليغ بالاتصال بشرطة النجدة , وعلى الفور قمت ببلاغ بابا شارو رئيس الإذاعة وقتها , فأمر بدخولهم وفتح الأستوديو لهم , وقمنا بتنفيذ أغنية الربابة.
وأضاف الحكيم أن بابا شارو انبهر بالأغنية وابدي إعجابه بها , وبمجرد نزولها أصبح الشارع المصري يرددها , وبعد هذا النجاح الكبير الذي حققته الأغنية , قمنا بتصويرها بديكور مسلسل لنور الدمرداش ,كما أتذكر أثناء زيارتنا للجبهة وكان معي مجموعة كبيرة من الفنانين ,قابلني الفريق تحسين شنن وقال لي '' لولا وجود بليغ ووردة وعبد الرحيم منصور لكنت اعتقلتك فورا'' , مبررا ذلك أن المجندين أصبحوا يرددون أغنية الربابة 24 ساعة, كما ذكرني بموقف احد الجنود أثناء قيادته لأحد الدبابات وأطلق قذيفة من مدفعه وأصاب دبابة إسرائيلية , خرج من دبابته وراح يرقص مرددا أغنية الربابة, بسبب تهوره وخروجه من دبابته معرضا حياته للخطر.
وعن الساعات الأخيرة قبل إعلان ساعة الصفر لحرب أكتوبر قال الحكيم , ''كانت الإذاعة بها مجموعة الطوارئ الخاصة بالحرب برئاسة صبري سلامة, وكنا نقوم بعمل اجتماعات من اجل تنفيذ خطط الإذاعة , وفى يوم 6 أكتوبر طلبنا من بابا شارو السماح بالخروج من الإذاعة , ولكن فوجئنا به يأمرنا بالجلوس لعمل خطة جديدة عن كيفية الاتصال بالعاملين بالإذاعة ,وطلب من الجميع عدم خروجهم من مكاتبهم , وهنا أدركت إننا أمام أوقات عصيبة والحرب تدق على الأبواب , وبالفعل ظنوني جاءت في محلها ,وقام صبري سلامة بإطلاق البيان الأول للقوات المسلحة''.
أما تجربته مع نكسة 67 قال ''كنت وقتها مسئول في الإذاعة عن الاغانى , وقبل النكسة قدمنا اقوي الاغانى التي ظلمت ولم تأخذ حقها , بمشاركة صلاح جاهين والابنودى وبليغ و كمال الطويل وسيد حجاب , وعندما جاءت النكسة صدمت الناس وانصرفوا عن سماع الراديو والتلفزيون, وأصبحت هذه المشكلة تؤرقنا, كما فوجئنا بمغادرة الفنانين مبنى ماسبيرو ماعدا بليغ والابنودى وعبد الرحيم منصور وعبد الحليم حافظ, أما صلاح جاهين دخل في عزلة كبيرة بسبب النكسة, وأثناء وجودنا بالإذاعة قدم الابنودى أغنية ''عدى النهار'' ووجدت صعوبة فى أقناع المسئولين في الإذاعة بإيجازة الأغنية , وبعد إذاعتها استطعنا جلب المستمعين إلى الإذاعة مره أخرى, كما تحمست الفنانة أم كلثوم وجاءت إلى الأستوديو قامت بتسجيل أغنية ''سقط القناع'' , واستطاعت تحويل حالة الحزن المسيطرة على الشغب إلى الدعوة للأمل والتفاؤل, كما قامت بجمع تبرعات لصالح الجيش المصري''.
وبخصوص أغاني ثورة 25 يناير قال الحكيم ''أثناء وجود وزير الإعلام أسامة هيكل قدمنا أروع 22 أغنية وطنية وعندما جاء الإخوان دفنت هذه الأغانى بإدراج الإذاعة , وعندما جاءت الوزيرة درية شرف الدين ,قامت بإعادة الروح لهذه الأغانى من جديد من اجل أن تؤرخ للشعب المصري''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: