إعلان

صاحب السعادة.. محمد فوزى

07:20 م الأحد 20 أكتوبر 2013

كتب-أحمد عبد المجيد:

جاء إلى القاهرة عام 1938 الشاب الوسيم ''محمد فوزى'' قادما من طنطا حاملا بداخلة أحلام وطموحات عريضة.. ولكن دائما ما يبدأ المشوار الفنى بالمطبات الصناعية فاصطدم فوزى بالعديد من المطبات أهمها خروجه من معهد فؤاد الأول للموسيقى بسبب انقطاع الأموال التي كانت ترسلها أسرته من طنطا، ثم بدأت الانفراجة بانضمامه لفرقة بديعة مصابني ثم فرقة فاطمة رشدي ثم الفرقة القومية للمسرح.

لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمامه, فأثناء تعاقده مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً ومغنياً بديلاً للمطرب إبراهيم حمودة في مسرحية ''شهرزاد'' لسيد درويش , وفى أول ليلة عرض صعد إلى المسرح ولكنه أخفق وظهر عليه الارتباك، بالرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه.

واختفى فوزى سنوات طويلة إلى أن قابلته الفنانة فاطمة رشدي وعرضت عليه، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً, ثم عرض عليه يوسف وهبي دوراً صغيراً في فيلم ''سيف الجلاد'' و غني فيه من ألحانه أغنيتين , وطلب منه تغيير أسمه ليكون محمد فوزى .

وكان المخرج محمد كريم يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم '' أصحاب السعادة'' أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته في محمد فوزي، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعد ‘إجراء العملية أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر.

وكان نجاحه في فيلم ''أصحاب السعادة'' بوابة عبورة للنجومية , ثم قام بتأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.

تربع فوزى على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات وقد خلالها 35 فيلما أشهرهم ''ثورة المدينة '' و ''فاطمة وماريكا وراشيل'' ''وكل دقة ف قلبى''.

ولم يتخيل فوزى أن الإذاعة التى رفضته مطربا تقدم على التعاقد معه لإذاعة أغانيه السينمائية, وقدم من خلالها أشهر الأغانى الوطنية والدينية وأغانى الأطفال مثل ''بلدي أحببتك يا بلدي''، ''يا تواب يا غفور''، و''إلهي ما أعدلك'' و'' ماما زمانها جاية'' و'' ذهب الليل'' .

عام 1958 استطاع فوزي تأسيس شركة مصرفون لإنتاج الاسطوانات، وفرغ نفسه لإدارتها، حيث كانت تعتبر ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً، بينما كانت شركة فوزي تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً، وأنتجت شركته أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهما.

قام محمد فوزي بتلحن النشيد الوطني للجزائر قسما الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا, كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبد المطلب وليلى مراد ونازك وشقيقته هدى سلطان ونجاح سلام، وغيرهم.

وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن , فقد دفع تفوق شركة فوزي وجودة إنتاجها إلي تأميمها سنة 1961م وتعيينه مديراً لها بمرتب 100جنيه الأمر الذي أصابه باكتئاب حاد كان مقدمة لرحلة مرضه الطويلة التى عرفت باسم'' مرض فوزى'' وقد حير هذا المرض الكثير من الأطباء ولم يكتشفوا سره حتى الآن, وانتصر المرض عليه فرحل في 20 أكتوبر 1966م.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان