لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يوسف شاهين ..أخرج الثورة ولم يحضر عرضها

08:23 م السبت 27 يوليو 2013

كتب - أحمد عبد المجيد:

تمر اليوم الذكرى الخامسة لوفاة المخرج الكبير يوسف شاهين ,رحيث رحل عن عالمنا فى 27 يوليو عام 2008 ، بعد صراع طويل مع المرض , وتوفى أثناء تصويرة فيلمة الأخير ''هى فوضى''.

الأجراس تدق لصرخة ميلاد

كان اسمة الحقيقى "يوسف جبرائيل شاهين"، مسيحي كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية , وهاجر إلى مصر في القرن التاسع عشر، كافحت أسرته لتعليمه، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية.

وعقب اتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي لدرسة المسرح, وبعد رجوعه إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي بالدخول في صناعة الأفلام .

حدوتة مصرية

قدم شاهين 37 فيلما سينمائيا طويلا، أهمها فيلم صراع فى الوادى ,صراع فى النيل , جميلة بوحريد , باب الحديد , الناصر صلاح الدين , عودة الابن الضال , إسكندرية... ليه؟, المهاجر , المصير, هى فوضى, كما قدم ستة أفلام قصيرة أهمها عيد الميرون والقاهرة منورة بأهلها.


"قلبى جوا يغنى"

اعتمد شاهين على الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين في أفلامه، منذ فيلمه الأول "بابا أمين" وحتى آخر أفلامه "هي فوضى", وتعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين أمثال الملحن كمال الطويل والموسيقار محمد نوح، وأحمد منيب والشاعر عبد الرحيم منصور.

وكان يشارك بنفسه في اختيار الأغاني والموسيقى التي تخدم فكرته, فقد تعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في عام 1957 قدم فيلم "انت حبيبى" ، و عام 1965 قدم مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم "بياع الخواتم" , و عام 1976 اختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم "عودة الأبن الضال" وعام 2001 أختار المطربة لطيفة فى فيلم "سكوت هنصور", ومنذ عام 1982 أختار شاهين الصوت النوبى محمد منير ليترجم بصوتة أفلام "حدوتة مصرية" عام 1982 وفيلم "اليوم السادس" عام 1986, ثم قدم عام 1997 فيلم "المصير".

أغوص فى قلب السر

نال شاهين العديد من الجوائز فى العديد من المهرجانات العالمية , فقد نال عام 1970جائزة التانيت الذهبية من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم "الأختبار" وفى عام 1979 نال جائزة "الدب الفضى" من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم "إسكندرية ليه" , وفى عام 1989نال ايضا على نفس الفيلم أفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي, وفى عام 1997 نال جائزة مهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم "المصير", وعام 1997 نال جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "المصير" , وعام 1999 جائزة فرنسوا كالية من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "الآخر", وعام 2003 نال جائزة اليونيسكو من مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلم "11/9/2001".

وكان ليوسف شاهين آراء سياسية شديدة أدت إلى صدامة مع كل الأنظمة الحاكمة فى مصر والوطن العربى، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، ولولا وساطة عبد الرحمن الشرقاوي ما كان عاد إلى مصر.

كما عارض شاهين الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك، وكذلك جماعات "الإسلام السياسى"، وكان هذا واضحا فى أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة جيدة للمراة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي أشار سبب الهزيمة في حرب 1967 إلى الفساد الذى أستشرى فى مصر وقتها .

كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين، لتناوله قصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام, وهجومه العنيف ضد الأرهاب فى فيلم "المصير", كما قدم رسالة إلى فساد الشرطة فى فيلم "هى فوضى".

"الحكمة قتلتني"

وكانت لشاهين بعض العبارات الشهيرة التى لا تنسى ومحفورة فى وجدان معجبيه, حيث قال " حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته, وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات, أستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها" .

كما قال ايضا "إذا أردنا أن نعرف الفنان الملتزم فهو الذي يتقبل مسؤوليات أختياره بسلبياته وإيجابياته ".

"مين اللى مدبوح من الألم"

في مساء يوم 15 يونيو 2008، أُصيب يوسف شاهين بنزيف متكرر بالمخ، وفي يونيو 2008 دخل يوسف شاهين في غيبوبة، والتى على أثرها دخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة, ونظرا لسوء حالتة الصحية تم أستئجار طائرة خاصة لنقلة إلى باريس و تم إدخاله فى المستشفي الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر .

"يا ناس يا مكبوتة هى دى الحدوتة"

توفي يوسف شاهين عن 82 عاما في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى العسكري ، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة اسابيع ، وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة.

وتم دفن شاهين، في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية، التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه، وقد طبع على قبره مجموعة من العبارات الشهيرة فى أفلامة أختارها أصدقاءة والمقربون منه منها أغنية الفنان محمد منير حدوتة مصرية التى غناها فى فيلم "حدوتة مصرية " " لا يهمنى اسمك ,ولايهمنى عنوانك, ولايهمنى لونك ولا ميلادك, يهمنى الإنسان ولو ملوش عنوان", كما كتب شاهين وصية قبل موته كتب فيها : "أرجو أقامة عزاء لى بمسجد عمر مكرم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان