قصص غرام كمال الشناوي.. دنجوان الأبيض والأسود
كتب- أحمد عبد المجيد:
كانت عقارب الساعة تشير لاقتراب موعد ميلاد الفتى الأول والبرنس ودنجوان السينما المصرية والعربية كمال الشناوى فى مدينة ''ملكال''بالسودان يوم 26 ديسمبر عام 1921 ثم انتقل مع والده إلى مصر واستقر بمدينة المنصورة.
رغبته المولعة فى التمثيل أرغمته على ترك مهنة تدريس الرسم ومعهد الموسيقى العربية, لينطلق عام 48 ويقدم أولى أدواره فى السينما في فيلم ''غنى حرب'' .
أول حب.. وأول صدمة
أول تجربة حب خاضها النجم الوسيم كانت فى مدينة أسيوط بعد تخرجه في كلية التربية الفنية وأثناء عمله كمدرس رسم, أقامت الأميرة شويكار حفل كبير لتدعيم المرأة , وفجأة وجد الشناوى ضالته ورأى الفتاة الشقية التى سكنت أحلامه وتحدث معها وعرض عليها أن يقوم بتوصيلها إلى منزلها, ونظرا للعادات والتقاليد الصعبة فى أسيوط , كانت اللقاءات تتم داخل عربة ''حنطور'', ينطلقوا بها خارج المدينة.
عاش الشناوى أجمل لحظات الحب بكل ألوانه, وعندما عرض على محبوبته الزواج اكتشف أنها متزوجة ولديها أبناء, وكانت الصدمة شديدة على الشناوى، الذي ترك أسيوط على أثرها ورحل إلى القاهرة، تاركا وراءه قصة حب حزينة مليئة بالكذب والنفاق, ليفاجئ بعد عدة سنوات بقدومها لتبلغه بانفصالها عن زوجها طالبة الارتباط به, ومع رفض الشناوى وإصراره على انتهاء هذه العلاقة الكاذبة , قامت بتهديده بالانتحار إذا لم ينفذ لها طلباتها, ولم تعنه تهديداتها وأصر على رفضه حتى تركته وتزوجت بآخر.
''ملاية لف''
دخلت الموديل السمراء''زينب'' بنت البلد ترتدى ملاءة لف سوداء من أجل رسمها على أيدى طلبة كلية التربية الفنية, ودائما العيون تنطق قبل الشفايف فبدأت النظرات تتعمق بينها وبين الشناوي, وتقابلا سرا بعيدا عن أعين الناس, واكتشف أنها حلم حياته, وكشف رئيس القسم هذه العلاقة فقام بتحذير الشناوى من التمادى فيها, وانصاع لأوامره وتركها وأغلق قصة حب بدأت بالعيون وانتهت بالخوف والتهديد.
صفعة الجد
جلس الشناوى على أحد القهاوى وبدأت عيناه تغزو صوب فتاة بسيطة تقوم بتقديم وجبات الفول للزبائن, وكانت بساطتها كفيلة لجذب الشناوى لها , وظل يوميا يجلس أمامها ويتناول منها وجبة الفول المقدسة, وتجرأ الشناوى فعرض عليها فكرة أن يقوم برسمها , ولم تتمالك نفسها أمام هذا العرض الغريب عليها , فوافقت أمام وسامة هذا الرجل الذى غزا قلبها بنظراته, فصعدت معه لإحدى الأسطح وقام الشناوى ببمارسة هوايته, إلا أنه كان على موعد مع القدر فدخل إليه جده الذى عاش معه وقام بصفعه بسبب انحرافاته, وقام بطرد الفتاة لتذهب وتختفي بعيدا.
الشعر الحرير
وكالعادة جلس الشناوى على أحد المقاهى ولكن فى هذه المرة كان نجمه قد سطع في عالم السينما , وكان برفقته الفنانين عبد المنعم مدبولى وفريد شوقى وعبده العربى, ومرت عليهم فتاة ترتدى ثيابا باهظة الثمن وشعرها الحرير ينساب متوجا جمالها.. ألقت نظراتها إلى الشناوي الذي سارع بالخروج من المقهى ليتخذ شارعا جانبيا, ليقابلها وتطلب منه الخروج معها إلى أحد الكازينوهات لتبوح لها بحبه.
كاريوكا
كانت الفنانة تحية كاريوكا فتاة أحلام الشناوى لما كانت تتمتع بسحر خاص وجسد يتفوق على جسد مارلين مونرو - بحسب تعبيره - ولم يصدق نفسه أنه سيقف أمام فتاة أحلامة وسيقبلها فى أحد المشاهد , وعندما جاءت اللحظة الحاسمة، قام بتقبيلها لفترة طويلة ليخرج مشاعر ظلت مدفونة لسنوات طويلة بداخله, الأمر الذى أصاب كاريوكا والعاملين بالدهشة وظلوا يتذكرون هذه الذكرى بكل الحب والاحترام.
راقية إبراهيم
لم يتمالك الشناوى نفسه وهو يقف أمام الفنانة راقية إبراهيم التى امتازت بثقتها الشديدة واعتزازها بنفسها بالإضافة إلى شياكتها وأناقتها , وبمجرد الوقوف أمامها أخرجت منه الفنان التشكيلى فقام برسمها بمشاعر حب صادقة, وقدم لها الصورة وكتب عليها بعض الكلمات التى تعبر عن حبه الجارف, وعندما قرأت راقية الكلمات واجهته بها, فأصيب الشناوي بالخجل ولم يستطع النطق بكلمة.
شادية
تأتى الفنانة الجميلة شادية لتظهر على السطح وتقدم مع الشناوى أقوى دويتو فى السينما العربية, واعتقد الجميع أن هذا الثنائى في طريقه للزواج, ولكن يفاجىء الشناوى الجميع ويقوم بالزواج من شقيتها عفاف شاكر, ولم يفصح الشناوى عن الأسباب التى أدت إلى هذه الزيجة الغريبة التى لم تستمر سوى شهر واحد, وقد أرجع البعض الأمر لأن هناك سرا كبيرا وظروف خاصة أدت إلى سرعة الزواج والطلاق.
هاجر حمدي
وتأتى الزوجة الثانية الراقصة هاجر حمدى التى كان مخططا من قبل الشناوى أن تكون الزوجة الأولى لولا تدخل القدر, واتفق الشناوى مع هاجر على الزواج، مقابل اعتزالها الرقص، ووافقت من أجله واستمر الزواج عدة سنوات وأسفر عن ابنهما محمد, وتم الطلاق في هدوء.
ناهد شريف
تظهر الفنانة ناهد شريف لتصنع قصة حب من نوع خاص فى حياة الشناوى..
شاء القدر أن ترفض الفنانة زبيدة ثروت بطولة فيلم ''زوجه ليوم واحد'' ويستقر الشناوى على الفنانة الشابة ناهد شريف.. أعجب الشناوي بها لرقتها ونعومتها فى التعامل, وأسفرت تلك العلاقة عن زواج عرفى سرى منذ عام1968 إلي عام1972, ولم يقدم لها الشناوى كل ما تطلبه امرأة من رجل كالعطف والحنان, حيث تعامل معها كدونجوان.
كان الفنان الكبير على موعد مع القدر في أيامه الأخيرة فقد توفي ابنه, وأصيب بحالة نفسية سيئة أدخلته فى اكتئاب, وبدأ الحنين إلى الماضى يراوده فأغلق على نفسه وبدأ يترجم أحزانه بالرسم, ولم تكن عزلته كفيلة بخروجه من أحزانه, فقد أصيب بمرض السرطان ولم يستطع مقاومته ليرحل بهدوء في ليلة القدر، عن عمر ناهز 89 عاما، تاركا وراءه مشوارا حافلا وبصمة واضحة فى تاريخ السينما.
فيديو قد يعجبك: