إعلان

''أسرار عائلية''.. رحلة شاب للتخلص من الشذوذ الجنسي

05:14 م الأربعاء 22 يناير 2014

كتب ـ محمد طعيمة:

انتظرت كثيراً لأرى ذلك الفيلم الذي امتلئ أخباره صفحات الجرائد والمجلات، وتسارعت مواقع الإنترنت بمختلف توجهاتها للكتابة عنه وعن أزمته مع الرقابة التي تتعنت في عرضه رغم القضية الحساسة التي يناقشها بـ''احترام''.

وجاء اليوم الموعد ونشرت معظم المواقع أخبار مفادها ''اليوم.. العرض الخاص لـ''أسرار عائلية'' أول فيلم يناقش الشذوذ الجنسي''، وذهبت للعرض الخاص وكانت برفقتي ممثلة صديقة جلست بجواري، وقبيل عرض الفيلم تحدثت لي أنها حضرت بناء على دعوة من بطل الفيلم محمد مهران الذي كان يزاملها في أكاديمية الفنون، وظلت لدقائق تتحدث لي عن موهبة مهران وكيف أنه لم يحصل على حقه، ما جلعني أتنبأ بمشاهدة فيلم ''عبقري'' يناقش هذه القضية ''الحساسة'' برقي ووعي.

وبدأ الفيلم بإهداء من منتجه لروح والده، ومخرجه هاني فوزي للمخرج الكبير داوود عبدالسيد، ثم بدأت القصة.. شاب في مرحلة الثانوية العامة لديه ميول جنسية، يحرص على حلاقة ذقنه باستمرار وكذا حلاقة شعر يده لتبدو ناعمة وكلها حنية، صوته الدافئ، نظرات عينيه المكسورة، يتبع ذلك مشاهد متقطعة لعلاقات حميمية لنفس الشاب مع رجال مختلفين، ويسعى الشاب طوال أحداث الفيلم لمعرفة إن كان ما يفعله طبيعياً أم أنه مريض ويحتاج لعلاج.

وتبدأ رحلة العلاج.. أم ترفض الاعتراف بأن ابنها ''شاذ'' حتى لا يعايرها والده المسافر لأمريكا به وبفشلها في تربيته.. طبيبة محجبه ترفض أن تستمع للشاب لأن ما يقوله ''عيب''.. طبيب آخر يعالجه بأدوية الاكتئاب التي تجعله دائم الميول للنوم في الحصص.. شيخ المسجد الذي يهاجمه لأن ما يفعله ''حرام''، ليجد الشاب نفسه في ورطة تتمثل في عدم تقبل أحد له، فالجميع يرفضونه ولكن لا أحد منهم يخبره كيف يعود طبيعياً مرة أخرى.

ينهي مروان دراسته الثانوية ويحصل على 88% يدخل بهم كلية العلوم ويعود ليستكمل نشاطه الجنسي، ولكن هذه المرة عن طريق اصطياد ''الزبائن'' عبر الانترنت ليقع مرة مع لص يجرده من امواله - مشهد مقتبس من فيلم عمارة يعقوبيان -، ومرة مع شخص يهينه، ليقرر أن يبحث عن طبيب كفء يعالجه، ويجد ضالته في أحد أطباء الامراض النفسية والعصبية الذي يظهر كضيف في أحد اللقاءات التليفزيونية للحديث عن ''الشذوذ الجنسي''.

وتبدأ رحلة علاج جديدة للشاب مع الطبيب الجديد الذي يعرف منه أن شقيقه هو أول من ''اغتصبه'' عندما كان طفلاً صغيراً، وليكتشف أن بعد والده عنه وإقامته في أمريكا هي أحد أسباب استمراره في علاقاته الشاذة، لتبدأ لحظة المكاشفة والمصارحة بين الشاب ووالده ووالدته وشقيقه وليعود لحياته الطبيعية، وليختتم الفيلم بمشهد يجمع الأب مع والده وهما يسيران في الشارع وقد ارتسم على وجهيهما علامات الفرحة.

ونزل ''تتر'' النهاية، ونظرت لصديقتي الممثلة الشابة وسألتها.. ''أين مشاهد الشذوذ التي تحدثوا عنها؟؟، فالفيلم لا يروج للمثلية ولا يوجد به مشهد واحد خادش للحياء أو يؤذي مشاعر المشاهدين''.. فأجابتني قائلة.. ''يمكن كانت دعاية''.

وفي النهاية الفيلم هو محاولة جيدة لعلاج مشكلة خطيرة ومتفشيه في المجتمع المصري وهي غياب الأب عن زوجته وأولاده وسفره للخارج لجمع الأموال وتوفير حياة كريمة لهم، وما قد يسببه ذلك من انفلات أخلاقي ومشاكل كثيرة يصعب حلها بعد ذلك.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان