لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''الصبي والعالم''.. عندما تتمكن الألوان والموسيقي من التعبير عن العالم

01:05 م الجمعة 14 نوفمبر 2014

كتبت- هدى الشيمي:

وسط ألوان مبهجة وموسيقى ساحرة خرج صبي إلى العالم، لا يعلم فيه أحد سوى والده ووالدته، فيلهو في الحقول وسط المراعي والزهور، ويلعب برفقة الدجاج ويحتضن الزرافات، إلا أنه يفاجئ بسفر والده، لتنقلب حياته رأسا على عقب، هذا ما بدأ به المخرج البرازيلي إلى أبريو فيلمه ''الصبي والعالم''.

كان التميز الحقيقي في الفيلم هو طريقة استعمال المخرج للألوان، وطريقته في التعبير بها عن كل شيء يحدث حول الصبي، والذي لم يكن له فم واعتمد على عينيه فقط من أجل الافصاح عما يشعر به وعما يدور بداخله.

اعتمد المخرج على الألوان المبهجة في البداية كالأحمر والبرتقالي والفوشيا، للإشارة إلى السعادة والانطلاق، والبهجة الموجودين في حياة الطفل قبل مغادرة والده له، ولوالدته، ثم تبدأ الألوان في التغير شيء في شيء لتتحول إلى ألوان داكنة، للتعبير عن شعور الصبي بالوحدة والخوف، ورفض فكرة ترك والده لهما.

تبدأ رحلة الصبي الصغير من على نفس رصيف محطة القطار التي غادر منها والده، ليجد نفسه برفقة شيخ كبير، في عالم مختلف تماما عن عالمه الذي تعود على العيش فيه، عالم يسكوه الظلم والاضطهاد، وقسوة القوي على الضعيف.

وتمكن المخرج من عرض صور لعمال الغزل والنسيج عبر عيون الطفل، فصورهم وكأنهم موسيقين يتبعون مايسترو في أوركسترا غنائية، وجعل الصبي يبدو ضائعا وسط هذا العالم الصناعي الجديد، الذي يختلف عن البيئة المسالمة الهادئة التي عاش بها.

ففي أحد مشاهد الفيلم يتعلق الصبي بأحد النوافذ في حافلة يركبها وفي عيونه الانبهار والاندهاش الكامل، لما يراه أمامه من ازدحام مروري ولافتات إعلانية ضخمة، وإعلانات تجارية، وضجيج وصخب ناتج عن الازدحام.

واستطاع المخرج برسوماته البسيطة وألوانه، التعبير عن نفسية الطفل، عندما تعلق في نافذة من نوافذ حافلة كبيرة في المدينة، وبدأ في تحويل كل ما يراه في العالم الجديد إلى شيء برئ وطبيعي وقريب من خياله وعالمه الذى تربى به، فقام بتحويل الدبابات والمركبات الحربية إلى الحيوانات الوحشية الموجودة في الغابات والبراري، والآلات والمعدات الصناعية بالحيوانات التي تعود على رؤيتها دائما مثل الزرافات والبجع والبط.

يحاول الفيلم التأكيد على فكرة أننا منذ كنا أطفال لا نلاحظ أو نلتقط إلا كل ما هو حيوي وطبيعي، فنتابع نمو الزهور، ونراقب سطوع الشمس، وننصت للألحان الجميلة، محاولا بذلك الإشارة إلى أن الفطرة الطبيعية للانسان تساعده على أن يكون خيّر.

ويعرض التأثير الذي نتج عن الصناعة والتكنولوجيا على البيئة الطبيعية المحببة لقلوب الجميع، واعتمد في ذلك على مشاهد حقيقية وواقعية مأخوذة من أفلام تسجيلية ووثائقية، لطقع الأشجار وحرق الغابات، وتلوث المياه وموت الأسماك والأحياء البحرية.

واستطاع مخرج العمل تصوير الصراع الموجود بين السياسين والمدنين، بتحويل كل منهم إلى طائر كبير، الأول كان طائر ملون يطير بخفة ورشاقة في السماء ناشرا البهجة، أما الثاني فكان طائر ضخم أسود وشرس، يطير في ثقة، ونشأ بين كلا الطائرين مشاجرة فتم قتل الطائر الملون، المبهج.

وينتهى الفيلم بعودة الطفل الصغير إلى منزله القروي بعد انتهاء رحلة البحث المضنية، ولكنه لا يعود كطفل صغير بل يعود كشيخ كبير في السن، يمكث تحت الشجرة التي قام بزرعها منذ كان طفلا صغيرا، ويستمع إلى اللحن الموسيقي الذي كان يعزفه له والده دوما.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان