عزيزة أمير.. الشمعة التي أحرقتها أضواء السينما وأعادها الجمهور للحياة بعد الانتحار
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت- منى الموجي:
ربما لا يتذكرها البعض، وقد يجهلها البعض الآخر، إلا أن هذا النسيان أو الجهل بها لن ينفي أنها واحدة من بين أشهر النساء في العالم على المستوى الفني، استطاعت أن تسبق الرجال في تأسيس صناعة السينما، تلك الصناعة الوليدة في مصر آنذاك، لتصبح رائدة للسينما المصرية، وليخلدها التاريخ، ويكون برهانا على قوة إرادتها وتحملها مشاق مجال جديد يجهله الجميع، فتغامر بأموالها وتنتج أول فيلم سينمائي مصري ''ليلى'' عام 1927، فيؤكد لها الاقتصادي الوطني طلعت باشا حرب أنها فعلت ما لم يستطع فعله الرجال، هي مفيدة محمد الشهيرة بعزيزة أمير.
ابنة دمياط
ولدت مفيدة في محافظة دمياط في ديسمبر عام 1901، عاشت يتيمة منذ ميلادها بعد أن وفاة والدها بعد أيام قليلة من مولدها، لتنتقل مع أسرتها إلى الإسكندرية وبعدها إلى حي السيدة زينب في القاهرة.
لم تحصل مفيدة على أي شهادة دراسية ولكن تمتعت بقدر عالي من الثقافة بسبب قربها من شخصية سياسية شهيرة، قيل أنه تزوجها سرا، واخفى هذه الزيجة عن زوجته الأولى وعن ابناءه، وسافر بمفيدة في رحلة لأوروبا اكتسبت منها ثقافتها، وحرصت خلالها على تعلم اللغة الفرنسية، وجذبتها هناك أضواء الفن من سينما ومسرح، لتبدأ رحلتها الفنية عبر خشبة المسرح عام 1925 وتلتحق بفرقة رمسيس لتقف للمرة الأولى أمام عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي.
الجاه المزيف
وجاء أول أدوارها في عالم الفن بعدما أرسلت صورتها إلى وهبي ومعها رسالة تترجاه فيها أن يقبلها كممثلة بين فرقته، فأعجب وهبي بجمالها ومنحها أول أدوارها من خلال مسرحية ''الجاه المزيف''، وانتقلت بين الفرق المسرحية فانضمت إلى فرقة عكاشة وهي الفرقة التي منحتها أدوار البطولة، ثم فرقة الفنان نجيب الريحاني، كما كانت بطلة لأولى مسرحيات الفرقة القومية المصرية ''اهل الكهف'' المأخوذة عن نص مسرحي يحمل نفس الاسم للكاتب توفيق الحكيم، وهي اخر أعمالها على خشبة المسرح، قبل أن تتفرغ للسينما.
ليلى
يُعتبر أول أدوارها السينمائية، قيامها بآداء دور فتاة تونسية في فيلم فرنسي، تم إنتاجه عام 1920، وانتجت فيلمها ''ليلى'' عام 1927، والذي اعادت تصوير نهايته بعدما رفض الجمهور المصري النهاية، حيث كانت تدور أحداث الفيلم حول فتاة تجسد دورها عزيزة، تقرر الانتحار في نهاية الفيلم، بعدما تضع ابنتها غير الشرعية، بعد هروب الشاب الذي غرر بها، وسفره مع سائحة أمريكية.
وبعد غضب الجمهور واحتجاجه على هذه النهاية الحزينة، اضطرت عزيزة أن تعيد تصوير نهاية الفيلم مرة أخرى وتختار نهاية سعيدة للفيلم، يعود فيها الشاب إلى ابنة بلده، ويترك الفتاة الأجنبية، فأعادها الجمهور إلى الحياة بعد الانتحار.
استوديو هليوبوليس
هي أيضا من أوائل الفنانين الذين حرصوا على إنشاء استوديوهات لتصوير الأعمال السينمائية، حيث انشأت استوديو هليوبوليس عام 1928، صورت فيه فيلمها ''بنت النيل''.
لم تكتف عزيزة بأن تكون ممثلة مسرح وسينما ومنتجة، لكنها أيضا شاركت تقريبا في كافة نواحي الصناعة السينمائية، فكانت أول إمرأة في العالم تُقدم على تجربة الإخراج، فأخرجت فيلم ''ليلى'' بمشاركة الفنان استيفان روستي، و''كفري عن خطيئتك'' الذي خسرت فيه الكثير من الأموال، كما قامت بعملية المونتاج لأحد الأفلام، وكتبت السيناريو والحوار لـ 18 فيلم، من بينهم ''بياعة التفاح''، ''ليلة الفرح''، ''فتاة من فلسطين'' والذي يعد من أوائل الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية، ''خدعني أبي''، و''آمنت بالله''.
أسست عزيزة شركة ''إيزيس فيلم'' وهو الاسم الذي كانت تحب أن تطلقه على نفسها، وانتجت من خلال هذه الشركة عدد من الأفلام، بمعاونة زوجها الفنان محمود ذو الفقار.
الفدية
في عام 1936، شعرت عزيزة بأنها كانت الفدية والقربان، الذي به بدأت صناعة السينما وتطورت، فعند تكريمها في المؤتمر الأول لصناعة السينما المصرية، قالت عزيزة وهي تغالب دموعها '' يكفيني فخرًا يا حضرات السادة، أن صناعة السينما قد تقدمت هذا التقدم الكبير، وأن أكون أنا الفدية والقربان''.
ربما كان أكثر أفلامها نجاحا من الناحية الإنتاجية، هو أول أفلامها حيث حقق أرباحا أضعاف ما انفقته على الإنتاج، ولكن تفاوتت بعد ذلك أفلامها بين النجاح والإخفاق، ورغم ذلك لم يبعدها الفشل عن إقبالها على الإنتاج، وإنفاق كل ما تملك على المجال الذي عشقته، لتختار أن تكون شمعة تحرقها أضواء السينما المتوهجة ولكنها تنير الطريق لمن يأتون بعدها.
زيجاتها
تزوجت عزيزة أكثر من مرة، من بينها ثري مصري من صعيد مصر يُدعى أحمد الشريعي، وكان أخر زيجاتها زواجها من الممثل والمخرج محمود ذو الفقار، وافتها المنية عن عمر يناهز 51 عام، في 1952، قبل أن ترى أخر أفلامها ''آمنت بالله''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: