لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استيفان روستي.. "شرير السينما الذي مات وفي جيبه 7 جنيهات"

03:21 م الأربعاء 14 مايو 2014

استيفان روستي

كتبت- منى الموجي:

هو الشرير الظريف، الذي جمع بين الشر والكوميديا فنجح في أن يحتفظ بحب الجمهور حتى الآن، فلن يستطع المشاهد رغم أدواره التي كانت لا تخلو من لمسة شر إلا أن يحبه ويبتسم بمجرد ظهور وجهه على الشاشة هو الفنان استيفان روستي.

ولد استيفانو دي روستي عام 1891 لعائلة ثرية أب نمساوي وأم إيطالية، وكان والده هو سفير النمسا في القاهرة، ولم تدم زيجة والده بوالدته طويلا حيث انفصلا بسبب رغبة أهله ليعود بعدها إلى النمسا وتفضل الأم أن تبقى وابنها في مصر، درس في مدرسة رأس التين التي أرتكب فيها جريمة لم ينساها طوال حياته، وتم فصله من المدرسة لعشقه للتمثيل.

الجريمة
وحكى استيفان في لقاء إذاعي نادر عن جريمة ارتكبها في عهد التلمذة بمدرسة رأس التين، حيث عوقب بأن يكون طعامه من العيش الحاف فقط، لكنه شعر بالجوع فأرسل الفراش ليشتري له علبة "سردين" وتناولها بحصة الرسم، ووضع العلبة أسفل "التختة" التي يجلس عليها، ليفاجئ في هذا اليوم بزيارة وزير المعارف آنذاك الزعيم سعد زغلول ومعه مفتش المعارف.

ووجد المفتش يتجه إلى أخر صف حيث يجلس ليمسك بعلبة السردين ويسأله كيف ومتى أكلها، فأكد له استيفان كذبا أنه تناولها في حصة اللغة الإنجليزية وذلك حتى ينتقم من مدرس هذه المادة حيث كان بينهما مصانع الحداد، وقام المفتش بتوبيخ المدرس ومعاقبته بنقله إلى الصعيد، وهي الجريمة التي ندم على ارتكابها استيفان.

عمل استيفان في بداية حياته كبوسطجي، ولكن سرعان ما طردته مصلحة البريد بعد أن عرفت بعمله في مجال التمثيل، حيث كان التمثيل وقتها يعتبر أمر غير لائق.

صدفة
تزوجت والدته من رجل إيطالي آخر ما دفع استيفان لترك البيت وكان قد أصبح شابا لتجمعه الصدفة بالفنان عزيز عيد، الذي اعجب باستيفان وبقدرته على التحدث اللغة الإيطالية والفرنسية بطلاقة، فضمه إلى فرقته المسرحية، ثم التحق بفرقة نجيب الريحاني.

وكانت رحلته إلى النمسا وألمانيا بحثا عن والده سببا في تعرفه على المخرج محمد كريم، والفنان سراج منير وكان كل منهما يعمل على دراسة الفن، فانضم إليهما استيفان وعاد بعد ذلك إلى القاهرة لتسند له المنتجة عزيزة أمير إخراج فيلم "ليلى"، وقدم 6 أفلام من إخراجه.

شارك اسيفان فيما يزيد عن 300 فيلم، اشتهر خلالهم بتقديم دور الشرير الظريف، ومن أشهرها "سلامة، سمارة، بلدي وخفة، ملك البترول، رقصة الوداع، عنبر"، وظل الجمهور حافظا للجمل التي قالها في أفلامه من بينها "نشنت يا فالح" في فيلم "حبيبي يا أسمر"، "في صحة المفاجآت" في فيلم "تمر حنة"، "طب عن أذنك اتحزم واجي" في فيلم "سيدة القصر".

شائعة وفاته
ومن أطرف المواقف التي مر بها استيفان هو انتشار شائعة وفاته، وبالفعل صدق الجميع الخبر واقامت نقابة الممثلين حفل تأبينه بحضور زملاءه الفنانين، ففوجئ الجميع بحضور استيفان، ما أدى لانتشار الذعر بين الحضور، بينما انطلقت الزغاريد من نجوى سالم، وماري منيب، وسعاد حسين، بعدما اكتشفوا أنه مازال حيا.

لم تدم حياة استيفان روستي طويلا بعد هذه الشائعة، فبعد أسابيع قليلة توفى في شهر مايو عام 1964، إثر إصابته بذبحة صدرية، وهو لا يملك سوى جنيهات قليلة لا تكفي لمصاريف الدفن والجنازة، رغم كل هذه السنوات التي منحها للفن ورغم مواهبه المتعددة في التأليف والإخراج والتمثيل، ورغم أنه ليس لأبوين مصريين إلا أنه توفى عاشقا لتراب مصر، وذاب في المجتمع المصري بثقافته وعاداته.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان