إعلان

وردة.. الجزائرية التي مُنعت من الغناء بسبب عامر والقذافي

10:44 ص السبت 24 مايو 2014

وردة الجزائرية

كتبت- منى الموجي:

هي وردة بستان الغناء العربي، استطاعت رغم أن ظهورها جاء في ظل وجود عدد كبير من مطربات زمن الفن الجميل أن تثبت نفسها، لتصبح نجمة بارقة في سماء الفن، فنجحت في تقديم الشكل الغنائي الموجود وقتها ونجحت في تطوير الأغنية الطربية لتشدو بأغاني بسيطة تلائم روح العصر، فأصبحت وردة الجزائرية حلقة واصلة بين زمن الفن الجميل وبين كل ما هو جديد في الموسيقى والغناء، مع حرصها على الاحتفاظ بجمال اللحن وصدق الكلمة وروعة الأداء.

ولدت وردة فتوكي عام 1939 في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، تربت على صوت أم كلثوم وأسمهان وتأثرت بهما كثيرا، اكتشفها الفنان احمد التيجانى فقدمها للإذاعة الفرنسية الموجهة للعرب في شمال إفريقيا، ونصحها كثيرون بضرورة الذهاب إلى مصر حتى تبدأ مشوارها الفني الحقيقي من هناك، وقبل مجيئها إلى القاهرة اصطحبتها والدتها إلى لبنان وبدأت هناك تقديم أغاني خاصة بها.

ألمظ

دعاها المخرج حلمي رفلة لتأتي إلى مصر ليقدمها في أولى بطولاتها السينمائية ويتعرف عليها الجمهور المصري في فيلم ''ألمظ وعبده الحامولي''، وتوالت أعمالها الفنية بعد ذلك، وقدمت أكثر من عمل سينمائي من بينها ''حكايتي مع الزمان''، ''صوت الحب''، ''أميرة العرب''، ليه يا دنيا''، كما قدمت ثلاثة مسلسلات فقط خلال مشوارها كان أولها مسلسل ''الوادي الكبير''، ''أوراق الورد''، ومسلسل ''آن الأوان''.

شائعة

تسببت شائعة قيل أن وردة أطلقتها على نفسها، في منعها من دخول مصر، حيث أشيع وجود علاقة بينها بين المشير عبد الحكيم عامر، وكانت وردة قد قابلت المشير صدفة أثناء عودته إلى دمشق فوجد سيدة في الطريق تعطلت سيارتها فأمر رجاله بتوصيلها إلى المكان الذي تريده، وألحت وردة حتى تذهب إلى عامر وتشكره بنفسها على ما فعل، وبالفعل ذهبت وقابلته وكان معه وقتها عدد كبير من قادة الجيش من بينهم الرئيس الراحل أنور السادات.

وانتشرت الشائعة بصورة كبيرة، وقيل أن وردة حاولت إقناع المحيطين بها بأن المشير وهي دائمان الاتصال ببعضمهما البعض، وكان غرضها من ذلك أن يُشاع في الوسط الفني علاقتها بالمشير فيحاول الجميع الاقتراب منها وفي نفس الوقت لا تتعرض لأية مضايقات، خاصة وأنها في بداية مشوارها في مصر، لكن أدى ذلك إلى ما لا يحمد عقباه، فصدر قرار بمنع وردة من دخول مصر، وينفي البعض أن تكون وردة وراء هذه الشائعة مؤكدين أن الهدف من هذه الشائعة التشويش على علاقة عامر بالفنانة برلنتي عبد الحميد.

ويُكذب عدد من الفنانين والنقاد واقعة تعطل السيارة وذهاب وردة لاستراحة عامر لتشكره، موضحين أنها التقته مرة واحدة في حياتها أثناء اشتراكها في أوبريت ''الوطن الأكبر''، وذهبت مع الفنانين بعد انتهاء الأغنية لتحيي الحضور ومن بينهم عامر، ولم يحدث أن تقابلا بعد ذلك، وأن مسألة طردها من مصر كانت هي الأخرى شائعة ولم يحدث أن طردت السلطات وردة من مصر بسبب المشير.

عادت وردة إلى بلدها وابتعدت عن الفن وتزوجت وانجبت ابناءها رياض ووداد، حتى عادت من جديد إلى مصر في فترة حكم السادات، ومنعها السادات في وقت لاحق من دخول مصر بعدما غنت للقذافي في احتفالات الثورة الليبية.

مطلب رئاسي

تزوجت وردة من رجل سياسة هو جمال قصيري وكان وقتها وكيل وزارة الاقتصاد في الجزائر، واعتزلت الغناء حتى طلب منها رئيس الجزائر هواري بو مدين أن تغني في عيد الاستقلال العاشر للجزائر، وكأنه أعاد إليها روحها بقرار رئاسي فلم تستطع أن ترفض، ووقتها شعرت بصوتها يعود إليها من جديد ويطلب منها ألا تتركه مرة أخرى، فاختارت أن تترك زوجها وتم الطلاق.

بليغ حمدي

يربط كثيرون بين بداية وردة الحقيقية وبين غناءها لأغنية ''أوقاتي بتحلو'' ألحان سيد مكاوي، وهي الأغنية التي كان من المقرر أن تغنيها كوكب الشرق أم كلثوم لكن سبق السيف العذل وتوفيت أم كلثوم عام 1975، لكن لم يفرج مكاوي عن الأغنية ويمنحها لوردة إلا عام 1979، وحققت الأغنية نجاح كبير.

التقت وردة الملحن بليغ حمدي ولم يكتفيا بأن يجمعهما الفن والألحان، ولكن ارتبطا عاطفيا وتزوجا وقدما معا أجمل الأغاني، ولم ينقطع التعاون الفني بينهما رغم الانفصال، ومن أشهر الأغاني التي تغنت بها وردة من ألحان بليغ ''اشتروني''، ''العيون السود''، ''مستحيل''، ''بلاش تفارق''، وكانت اخر أغانيهما معا أغنية ''بودعك''.

توفيت وردة في 17 مايو عام 2012 إثر إصابتها بأزمة قلبية وهي في شقتها بالقاهرة، وتم نقلها بطائرة عسكرية بأمر من رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر لتُدفن في مقبرة العالية، تاركة إرثا غنائيا حيا بيننا إلى اليوم ويردده عشاقها في الوطن العربي بأكمله.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان