نجاح الموجي.. وكيل الوزارة والسنَيد العظيم..(بروفايل)
كتبت- منى الموجي:
''حنكورة حكالنا حكاية حتقلب حالنا حوشونا حرام، خدوجة خليفة خطبها خليل ابن أخت خفاجة إمام''، جمل لا يمكن أن يتغنى بها سوى مونولوجست خفيف الظل، يحمل ملامح صوتية وشكلية خاصة لا يمكن أن ينافسه فيها أحد، تستطيع أن تقول عنه مونولوجست، كوميديان، سنَيد، أو تقول عنه خليفة عبد السلام النابلسي، أو شكوكو أو عبد المنعم إبراهيم، فهو واحد من الذين عاشوا طيلة حياتهم سنيدة لآخرين ولكن لا يمكن أن نتخيل أفلامنا دونهم، لذلك اعتبرهم الجمهور فاكهة السينما المصرية، هو ''طأطأ'' و''مزيكا'' هو الكوميديان الراحل نجاح الموجي.
السنَيد
ولد عبد المعطي محمد الموجي في يونيو عام 1943 في ميت الكرماء بمحافظة الدقهلية، بلغ عدد اخوته 14 توفي منهم 11 ولم يتبق سوى ثلاثة أشقاء فقط، واستعان باسم احد اشقاءه ليصبح اسما فنيا له، تخرج نجاح في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وظل يجمع بين العمل في الفن لإشباع موهبته وبين الوظيفة الحكومية التي ظل بها حتى وصل لدرجة وكيل وزارة.
اشتهر نجاح بتقديم أدوار البطولة الثانية ودور السنيد خاصة في الأفلام السينمائية، وهو الوضع الذي اختلف على خشبة المسرح حيث استطاع أن يحصل على أدوار كبيرة نسبيا وحقق نجاحات متنوعة في المسرح والسينما والتليفزيون.
البداية
جاءت بداية نجاح مع ثلاثي أضواء المسرح حيث أسند إليه المخرج محمد سالم دور مهم في مسرحية ''فندق الأشغال الشاقة'' عام 1969، وتوالت عليه الأعمال المسرحية فقدم شخصية ''مزيكا'' في مسرحية ''المتزوجون''، ومن أشهر مسرحياته ''خد الفلوس واجري''، ''مولد سيدي المرعب''، ''رقص الديوك''، ''يوم عاصف جدا'' والتي قال فيها جملته الشهيرة ''فضلك زلطة وتطلع بره''.
ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها ''الكيت كات''، ''تحويلة''، ''طأطا وريكا وكاظم بيه''، ''زيارة السيد الرئيس''، ''المساطيل، ''اغتصاب''، ''أيام الغضب''، كما شارك في مسلسل ''بوابة الحلواني''، ''أهلا بالسكان''، ''ناس وناس''، ''العائلة''.
فرضت عليه ملامح وجهه الشعبية الأدوار التي عُرضت عليه طيلة مشواره الفني، فملامحه لم تكن لتساعده في أن يصبح فتى شاشة أول ''الجان''، ولكن جعلت منه ابن البلد الظريف، الذي يدخل إلى القلب دون استئذان، فرغم أنه لم يكن بطلا أول للأعمال الفنية، ورغم أنه لم يحظ بالتقدير والتكريم الكافي، إلا ان الجمهور اختاره ليكون واحدا من بين نجوم الكوميديا الذين لا ينساهم رغم الرحيل.
حصل نجاح على عدد من الجوائز خلال مشواره الفني، من بينها جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشق عن دوره في فيلم ''أيام الغضب''من إخراج منير راضي، ووهو الدور الذي يعتبره النقاد نقلة في مشواره الفني، وجائزة خاصة من مهرجان المركـز الكاثوليكي عن دوره في فيلم التحويلة، وأفضل دور ثان عن زيارة السيد الرئيس، وجائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في ''ليه يا بنفسج''.
الرحيل
رحل الفنان نجاح الموجي عن عالمنا بعد سنوات طويلة من العطاء الفني، تاركا إرثا فنيا كبيرا، يستحق عليه التكريم والتقدير، وكغيره من أهل الكوميديا لابد أن يكون في الرحيل مأساة مؤلمة تخالف البهجة والمرح والسعادة التي يرسموها على وجوه المشاهدين حتى الآن، حيث سقط نجاح في منزله مُصابا بأزمة قلبية ظل يعاني آلامها منتظرا أن تأتيه سيارة الإسعاف لعلها تنقذ حياته، لكن سيارة الإسعاف رفضت أن تلبي نداءه فوصلت إليه بعد ساعتين، كان قد رحل عن عالمنا في سبتمبر 1998.
وكانت ابنته المذيعة آيتن الموجي قد حكت تفاصيل أخر ساعتين في حياة والدها، مؤكدة أن والدتها أيقظتها من النوم لتجد حلا بعدما وجدت نجاح يتألم ولا يستطيع التنفس، وكان يتألم ويناجي ربه بصوت عالي، مشيرة إلى أنها وجدت والدها واقفا في شرفة المنزل يناجي ربه قائلا ''يارب'' وحاولت عبثا الاتصال بسيارة الإسعاف وبأكثر من مستشفى فاعتذرت مستشفى لتعطل سيارة الإسعاف، واعتذرت أخرى لحصول سائق الإسعاف على إجازة وليس لديها بديل، فاضطرت إلى الاتصال بالشرطة لترسل لها سيارة إسعاف ولم تأت هي الأخرى إلا بعد فوات الوقت، وظل نجاح على هذه الحالة السيئة غير قادر على التنفس بصورة طبيعية، حتى فاضت روحه إلى بارئها، وجاءته سيارتين إسعاف بعد فات الآوان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: