لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نجيب الريحاني.. "الضاحك الباكي" الذي كاد يموت من أجل النساء

02:47 م الإثنين 09 يونيو 2014

نجيب الريحاني


كتبت- هدى الشيمي:

هو الضاحك الباكي.. الذي منعه الاهمال من استكمال مسيرته الفنية، وابداعه، وعشقه للفن الذي بدأه منذ الطفولة، فكانت حياته رحلة فنية، اجتماعية، يجتمع فيها النجاح والفشل، الفرح والحزن، الضحك والبكاء.

الوظائف الحكومية:
نجيب الريحاني الذي لم يستطع ايجاد نفسه سوى في التمثيل، فبعد تخرجه من البكالوريا بسبب انهيار ظروف والده المادية، عمل في الكثير من الوظائف الحكومية، فكان من بين تلك الوظائف، وظيفة في البنك الزراعي، وكان أخرها كاتب حسابات بشركة السكر في نجع حمادي.

كشكش بيه:
بعد تركه للوظائف الحكومية وعودته للقاهرة يفاجئ الريحاني بتغير الأوضاع في القاهرة، لتصبح لغته الفرنسية التي يجيدها ليس لها قيمة، وتحل محلها اللغة الإنجليزية، فيعيش مشتتا وحائرا يبحث عن شغفه.

وعندما ذهب الريحاني إلى أحد الملاهي في شارع عماد الدين، ألهمه أحد اصدقائه القدامى بفكرة كتابة مسرحيات أو اسكتشات خفيفة الظل تساعد المواطنين على نسيان الظروف الصعبة التي يمروا بها، والتي تزداد يوميا مع قسوة الاحتلال الانجليزي، وفرضه للكثير من القيود.

حاول الريحاني تطبيق أفكاره، إلا أنه سعى أن يكون مختلفا عن الجميع وألا يشبه أحد، فاخترع شخصية "كشكش بيك"، وحاول خلق الكثير من القصص حولها.

وبالفعل حققت الشخصية نجاحا كبيرا على المسرح وقدمها الريحاني في السينما عام 1931 في فيلم "صاحب السعادة كشكش بيك"، ليحقق الفيلم نجاحا كبيرا ويكون الريحاني أشهر نحم سينمائي على الرغم من عدم اتسامه بصفات الجان أو الرجل الوسيم مثل باقي الممثلين في ذلك الوقت.

الكوميديا السوداء:
رفض الريحاني أن يحصر نفسه في دور "كشكش بيه" على الرغم من الشهرة الكبيرة التي حصل عليها عن طريقه، فقدم نوعا جديدا من الكوميديا وهي "الكوميديا السوداء" التي تعتمد على اضحاك الناس عن طريق النكات والقفشات التي تحمل اسقاطات سياسية ساخرة، تنتقد الواقع المتناقض الذي عانى منه منذ صغره.

واستطاع الريحاني عن طريق كوميديته السوداء اضحاك الناس ورسم البسمة على وجوهم، وابكاء نفوسهم، وتشغيل عقولهم وملئه بالكثير من التساؤلات عن الواقع الذين يعيشوا فيه.

قدم الريحاني الكثير من الأدوار التي تنتمي إلى هذه المدرسة، ومن أشهرها ادواره في أفلام "لعبة الست"، "ابو حلموس"، "سي عمر"، "غزل البنات"، وغيرهم.

بديع خيري:
كون الريحاني وبديع خيري ثنائيا متميزا، فكانت علاقتهما أحد العلاقات المميزة على المستوى الشخصي والفني، فمن شدة التصاقهم ببعض ظن الكثيرون أن بديع خيري مسيحي مثل صديقه.

لم يلجأ الريحاني طوال حياته الفنية إلى أي كاتب أخر سوى خيري، حيث كان يعتبره نصفه الثاني، فقدما معا الكثير من الأعمال من أشهرها مسرحية "30 يوم في السجن"، "أبو حلموس"، "سي عمر"، " حوادث كشكش بيك"، وغيرهم.

معاكسة السيدات:
عرف الريحاني بعشقه للسيدات، فلم تفلت من يده أي سيدة مما وضعه في الكثير من المواقف المحرجة.

كان أولها فصله من العمل في شركة السكر، لمغازلته لزوجة رئيسه في العمل، كما تلقى علقة ساخنة من شاب قوي مفتول العضلات عندما ضبطه الرجل يغازل خطيبته في إحدى المطاعم.

كما تعرض الريحاني لاطلاق النار من صاحب مسرح كان يعمل به، عندما شاهده صاحب المسرح في جلسة غرام مع زوجته، إلا أنه نجا من الموت باعجوبة.

وأكد اصدقاء الريحاني أنه لم يتعظ مما حدث له، فواصل سلسلة معاكسته للنساء عندما تسنح له الفرصة بأن يتواجد مع امرأة جميلة.

بديعة مصابني:
عشق الريحاني "بديعة مصابني" منذ أول لحظة رأتها عيناه فيها، وقال أصدقاء الريحاني إنه تسأل عندما رأى جمالها لأول مرة إذا كانت انسانة مثل باقي البشر، أو ملاك هبط من السماء في هذه اللحظة.

وعلى الرغم من حظه العسر، واختفاء الوسامة من ملامحه إلا أن القدر ابتسم للريحاني لتبادله مصابني والتي كانت قمة من قامات الموسيقي والرقص في ذلك الرقص الحب، فتفضله عن معجبيها الذين كانوا من الملوك والباشوات والأعيان.

وبعد زواجهما الذي استقبله الجمهور بالدهشة والاستغراب، اكتشف الثنائي الأشهر في الوسط الفني في ذلك الوقت الاختلافات الكبيرة الموجودة في شخصيتهما، فالريحاني مسرف وهي سيدة أعمال مدبرة، هو فيلسوف مفكر، وهي لا تفكر إلا في الربح والاستفادة، فانفصلا بعد فترة من الزواج لم تكن طويلة.

الإهمال:
كان للإهمال دور كبير في حياة الريحاني، فأصيب أثناء تقديمه لإحدى مسرحياته أصيب بنزلة شعبية حادة، فطلب منه طبيبه ألا يشارك في العرض المسرحي لعدة أيام، لأن أي انفعال سيؤثر على صوته مدى الحياة.

لم يستجب الريحاني لنصائح طبيبه، فأهمل صحته من أجل فنه وجمهوره الذي عشقه بطريقة فريدة من نوعها، فشارك في العرض المسرحي الذي كان مليء بالانفعالات، مما أثر على صوته طوال حياته، وأصابه بحشرجة ميزت صوته عن باقي الأصوات.

ويعود الإهمال يمارس دوره من جديد في حياة الريحاني، ولكن في هذه المرة كانت أخر ممارسة له، حيث تسبب في وفاته.

فبسبب الإهمال الطبي من قبل الممرضة التي تعالجه بالمستشفى اليوناني، والتي منحته جرعة زائدة من عقار الاكرومايسين، ليموت شارلي شابلن العرب في 8 يونيو عام 1949، تاركا لنا تراثا كبيرا من الفن، ومدرسة جديدة من الكوميديا، وبسمة على ووجوهنا، ودمعة في أعيننا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان