رأفت الميهي.. المبدع عاشق الفانتازيا والتجريب
كتبت- منى الموجي:
لأفلامه معان خاصة، تتسم أفلامه بالجرأة في تناول موضوعات اجتماعية، بطريقة مختلفة يجعلها تدور في إطار من الفانتازيا، ورغم أن هناك من يرى أن بعض الأفلام التي قدمها مخرجنا غير مفهومة، إلا أنه لا يملك سوى أن ينفجر ضاحكا عند مشاهدتها، هو الكاتب والمخرج الكبير رأفت الميهي.
رغم أن أفلام الميهي قليلة مقارنة بأبناء جيله، إلا أن بصمة الميهي في السينما المصرية وفي عالم الفانتازيا والتجريب تحديدا لا يمكن أن يخطئها أحد، فمن منا لا يتذكر أفلام الميهي:
''ميت فل'' بطولة الثنائي شريهان وهشام سليم، وفيه طرح الميهي فكرة كيف إذا فكر الإنسان في أن يختار له والد آخر وعائلة أخرى غير التي ينتمي إليها، وعرض الفكرة كعادته بطريقة فانتازية، حيث يفكر زوجان هما كمال ودلال في البحث عن رجل غني يتبناهما، وبالفعل يعثرا عليه، وتعجبه الفكرة خاصة وأن لديه ابن وحيد متخلف عقليا ما يجعله يرفض الاعتراف به أمام الناس، متعجبا كيف يكون له ابن متخلف عقليا ولماذا لا يكون من حقه هو أيضا أن يختار ابناءه.
''السادة الرجال'' بطولة محمود عبد العزيز ومعالي زايد أكثر النجوم تعاونا مع الميهي، وفي هذا الفيلم يتعرض الميهي لقضية التحول الجنسي، من خلال زوجين أحمد وفوزية تشتد الخلافات بينهما ويصر كل منهما على رأيه، وترفض الزوجة نظرة زوجها للمرأة، فتريد أن تلقنه درسا يدفع ثمنه الاثنين معا، حيث تقرر إجراء عملية جراحية تتحول بعدها لرجل، متناسية الطفل الذي بينهما والذي يصبح بذلك لديه أبوين دون أم.
''للحب قصة أخيرة''، ويروي الفيلم قصة زوجين هما يحيي الفخراني ومعالي زايد، يعمل الزوج مدرس يصاب بمرض القلب فتلجأ زوجته لأعمال الدجل والشعوذة ليُشفى زوجها، وتنقلب حياتها رأسا على عقب وتذبل صحتها حزنا على زوجها، فيتفق زوجها مع صديق طبيب له أن يخدعها بقوله أن الأشعة كانت لشخص آخر غير زوجها، ولكنها تفاجئ بموت زوجها، فتفقد إيمانها بالدجل والشعوذة وتذهب لتكسير هذه الرموز.
كما تكرر التعاون بين الميهي ومحمود عبد العزيز ومعالي زايد في فيلم ''سمك لبن تمر هندي''، وفي فيلم ''سيداتي آنساتي''، وتعاون الميهي مع ليلى علوي في أكثر من فيلم هم ''تفاحة''، ''ست الستات''، ''قليل من الحب كثير من العنف''.
تعاون الميهي في أول عمل سينمائي له كمخرج مع كل من فريد شوقي ومديحة كامل وأحمد ذكري فيلم ''عيون لا تنام''، وشهد ثاني أفلام الميهي تعاونه الأول والأخير مع عادل إمام ويسرا في فيلم ''الأفوكاتو''، أما أخر أفلامه فكان عام 2001 وهما فيلمي ''شرم برم'' لأحمد رزق وخالد صالح وبسمة، وفيلم ''عشان ربنا يحبك'' وتعاون فيه مع مجموعة من الفنانين الشباب ''داليا البحيري، أحمد رزق، جيهان راتب، لؤي عمران''.
حياته
ولد رأفت الميهي في سبتمبر عام 1940، تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وبعدها حصل على دبلومة من معهد السينما عام 1964، بدأ الميهي حياته السينمائية ككاتب سيناريو فقدم أول سيناريو له عام 1966 تحت عنوان ''جفت الأمطار''، وتعاون مع المخرج كمال الشيخ ككاتب سيناريو في أكثر من فيلم وهم ''شيء في صدري، الهارب، غروب وشروق، على من نطلق الرصاص''.
قرر الميهي الابتعاد عن الإخراج وإنشاء أكاديمية لتعليم فنون السينما، وعاد للإخراج مرة أخرى عام 2009 ولكن هذه المرة عبر الدراما التليفزيونية فقدم مسلسل ''وكالة عطية'' مع حسين فهمي ومجموعة كبيرة من الفنانين.
يعانى الميهي منذ عدة سنوات من وعكة صحية ألمت به، صاحبها إهمال الدولة بالسؤال عنه وتوفير الرعاية الصحية اللازمة له، حتى صدر منذ ساعات قرار من رئاسة الوزراء بعلاج الميهي على نفقة الدولة بعدما تدهورت حالته الصحية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: