جمال عبدالناصر.. الجاني والمجني عليه في الدراما المصرية
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
تقرير- منى الموجي:
رغم وفاته والتي مر عليها أكثر من 40 عام مازلنا نتذكره ونحتفل بيوم ميلاده ووفاته وتستعيده الأعمال السينمائية والتليفزيونية لتتحدث عنه وعن دوره في واحدة من أهم الفترات التاريخية التي عاشتها مصر، ففي حياة الأمم رجال لا تغيب الشمس برحيلهم هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي يتخذه كثيرا من المصريين والعرب رمزا للعروبة والكرامة.
تناولت شاشة السينما والتليفزيون حياة الرئيس جمال عبد الناصر في العديد من الأعمال، وسواء كنت متفق مع عبد الناصر محب له ولفترة حكمه، أو كنت معترضا عليه وكارها له ولفترة حكمه، لن يقدر أحد على إنكار تأثير ناصر الكبير في تاريخ مصر منذ ثورة 1952 وحتى وفاته في 1970، لذلك اهتم أهل الفن بتقديم أعمال فنية تتناول هذه الفترة وتدورحول رجل هذه المرحلة المهمة جمال عبد الناصر، فقصة حياته عامرة بكثير من المواقف والأحداث التي تمثل أرضا خصبة للأعمال الفنية.
صديق العمر
كان أخر الأعمال الفنية التي تناولت قصة حياة ناصر مسلسل ''صديق العمر''، الذي يركز هذه المرة على العلاقة التي جمعت بين ناصر وصديق عمره ورفيق دربه المشير عبد الحكيم عامر، المسلسل عن قصة كتبها السيناريست ممدوح الليثي، سيناريو وحوار محمد ناير، وجسد فيه الفنان السوري جمال سليمان دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بينما قام بدور المشير عبد الحكيم عامر الفنان باسم سمرة.
وجه كثير من النقاد والمشاهدين العديد من الانتقادات لمسلسل ''صديق العمر''، لوجود العديد من الأخطاء التاريخية، ولضعف السيناريو والحوار، إلى جانب رؤية كثيرون أن اختيار جمال سليمان لآداء دور عبد الناصر لم يكن بالاختيار الموفق، فمازال هناك حاجز في لهجة سليمان يمنع المصريين من تصديق الأداء، وفقا لقول البعض.
كما انتقدت عائلة عبد الناصر، ورأت هدى عبد الناصر أن المسلسل يحاول تشويه صورة والدها، ويركز على هزيمة يونيو 1967، وأضافت في تصريحات لها أن المسلسل تناول أمور شخصة بين ناصر وعامر لا تهم أحد، وتساءلت أسرة عبد الناصر عن سبب ظهور المسلسل في هذا التوقيت.
بينما رأى عمرو عبد الحكيم عامر أن الأعمال الدرامية لم تعتاد على تقديم صورة الرئيس والقادة السياسية بشكل سلبي وإنما يظهرونهم دائما دون أخطاء، مضيفا أن المسلسل ليس فيه أية مغالطات ولكنه عاب على إظهار شخصية المشير عبد الحكيم عامر عصبي بصورة زائدة عن الواقع.
ومن ناحية أخرى، قام سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات بنشر مقال أكد خلاله وجود العديد من الأخطاء التاريخية والمغالطات في سير أحداث المسلسل، وعدد الأخطاء التي ظهرت في الحلقات الأولى من المسلسل وملاحظاته على بعض المشاهد، معتقدا أن المسلسل منقول عما كتبته الفنانة برلنتي عبد الحميد الزوجة الثانية للمشير، في كتابيها ''المشير والرئيس'' و''الطريق إلى قدري.. إلى عامر''.
ولا ينكر شرف على العمل الفني أن يكون به مساحة من الإبداع والحرية، ولكنه يشدد على ألا يتسبب ذلك في تزييف الحقائق والتاريخ.
ورفض فريق عمل المسلسل ما يُقال حول أن المسلسل ظلم ناصر، مؤكدين أن المسلسل حصل على الموافقات من الجهات المعنية وهي بالطبع جهات لا تريد تشويه صورة جمال عبد الناصر، لافتين إلى أنه من حق من ينتقد العمل تقديم عمل فني آخر.
أعمال أخرى
ومن بين الأعمال الفنية التي تحدثت بصورة كاملة عن عبد الناصر أو التي ظهر فيها دور الزعيم، فيلم ''ناصر 56'' لأحمد زكي، وفيلم ''جمال عبد الناصر'' لخالد الصاوي، ومسلسل ''فارس الرومانسية'' عن حياة الكاتب يوسف السباعي ومسلسل ''كوكب الشرق أم كلثوم'' ومسلسل ''رد قلبي'' وقام بآداء الشخصية في الثلاثة أعمال الفنان رياض الخولي، كما قدم الفنان مجدي كامل شخصية الزعيم أكثر من مرة أولها في مسلسل ''العندليب''، ليتم بعد ذلك الاستعانة به في عمل كامل يتناول حياة الرئيس تحت عنوان ''ناصر''.
وإذا لم يكن هناك دور للزعيم في عمل فني يجسده فنان ما، فلا يخلو عمل درامي تقع أحداثه في فترة حكم ناصر من ظهوره من خلال خطاب التنحي الذي ألقاه ناصر على المصريين بعد نكسة 1967.
ورغم كل هذه الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي ظهر فيها ناصر، سيظل ناصر وفترة حكمه بحرا تنهل منه أعمال فنية مٌقبلة.
نشرة أخبار
وفي تقييم الأعمال الفنية التي تناولت ناصر يؤكد الناقد الفني كمال رمزي في تصريحات خاصة لمصراوي أن فيلم ''ناصر 56'' به دقة شديدة وإبداع ممثل أحمد زكي، حيث قدم دور وصل به إلى أعماق جمال عبد الناصر، وقدم مشهد غير مسبوق على شاشة السينما، ''أثناء إلقاء خطابه الشهير في الأزهر فهناك لقطة واحدة لأحمد زكي بعينيه بها أكثر من أربعة أو خمسة انفعالات مركبة، مزيج من رباطة الجأش والقوة والغضب ولحظة من اللحظات جعلنا نشعر أن لمعة عينيه هي إنذار''، معتبرا هذا المشهد من أقوى المشاهد التي قدمها زكي.
وأضاف رمزي: ''خالد الصاوي قدم دور ناصر بإمتياز، وكذلك قدم مجدي كامل الشخصية بصورة جيدة''، موضحا أن مشكلة مسلسل ''صديق العمر'' ليست مشكلة ممثل ولكنها مشكلة نص مكتوب أشبه بالنشرات الإخبارية والرسائل التقريرية، وليس به إبداع وانفعالات الممثلين موحدة، والإخراج به بلادة ويفكر المشاهد بإخراج برامج التوك شو، حسب قوله.
ووصف رمزي أعضاء مجلس الثورة أثناء اجتماعاتهم في مسلسل ''صديق العمر'' بأنهم أقرب ما يكونوا للكومبارس المتكلم لا توضح حقيقة شخصياتهم، ويرفض رمزي فكرة أن جمال سليمان لا يصلح لآداء الشخصية لكونه سوري، قائلا ''سليمان بذل مجهود كبير في آداء الدور لكن النص غير جيد، كما أننا لا ننسى أن عبد الناصر كان رئيسا لسوريا، ومن حق السوريين تقديم عملا عنه، فأنتوني كوين قدم شخصية عمر المختار''.
كما يرفض رمزي التفسير التآمري الذي يؤكد أن الغرض من المسلسل تشويه صورة عبد الناصر، موضحا أن المسلسل ليس به إدانة لناصر بالعكس فيه توقير كبير له، حسب تعبيره.
شهادة مجروحة
أكد المخرج محمد فاضل والذي سبق وأن قدم فيلم عن حياة جمال عبد الناصر ''ناصر 56'' من بطولة أحمد زكي، أن شهادته مجروحة، لكنه يشير إلى أن الإبداع لا يمكن منعه، وأن العمل الفني يُرد عليه بعمل فني آخر.
ولفت فاضل إلى أن مسلسل ''صديق العمر'' تصور أن المشير عبد الحكيم عامر هو صاحب الكلمة، ومن حق أي مبدع آخر أن يقدم وجهة نظره ففي العمل الذي يطرحه، والحكم في النهاية يكون للجمهور لأن ما يُقدم تاريخ مُعلن وليس سري.
وفضل فاضل أن يؤخر تقييمه للمسلسل واختياره لأفضل من قدم دور ناصر حتى تنتهي كل حلقات العمل.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: