نقاد: الدين والموروث الثقافي للمصريين أهم أسباب نُدرة أفلام الخيال العلمي
كتبت- منى الموجي:
يؤكد نقاد السينما أن نُدرة أفلام الخيال العلمي، ترجع إلى عدد كبير من الأسباب من بينها، الموروث الثقافي للشعب المصري، واعتبار البعض أن الأفكار التي تتناولها هذه الأفلام تتعارض والثوابت الدينية، لذلك ظهرت الأفلام التي تتناول الجن والعفاريت، لذكرهما في القرآن الكريم، وتقبلها الجمهور، في حين رفض أفكار أخرى.
كما يكشف النقاد لـ''مصراوي'' أهم الأسباب التي أدت لنُدرة أفلام الخيال العلمي في السينما المصرية...
فانتازيا
أكد الناقد محمود قاسم أن أفلام الخيال العلمي التي قُدمت في مصر تدور أغلبها فوق الأرض مثل ''طاقية الإخفاء''، و''قاهر الزمن''، ومضيفا ''لا اتذكر فيلم يدور خارج هذا الإطار سوى فيلم رحلة إلى القمر، وهو فيلم ضعيف في كافة جوانبه الإنتاجية والتمثيلية''.
مشيرا إلى أن الخيال العلمي نوعين الأول تدور أحداثه تحت الأرض أما النوع الثاني، فهو ذلك الذي تتم أحداثه في الفضاء الخارجي.
وحول دور المؤلفين في تقديم هذه النوعية من الأفلام، يرى قاسم أن هناك فقر لدى المؤلفين، متابعا ''إذا وجدت الفكرة باتت هناك مشكلة فيمن لديه قدرة على تنفيذها بصورة جيدة، بالإضافة إلى الجمهور الذي قد لا يتقبل هذه النوعية من الأفلام ويصفونها بالخرافة، في حين أن في العالم الغربي يطلقون عليها فانتازيا أي كسر لحدود الزمان والمكان والتنبؤ بالمستقبل، وهي الفكرة التي يرفضها مجتمعنا، رابطا الموضوع بالمسائل الدينية، ومرددا أن التنبؤ مسألة لا يجب أن يقوم بها الإنسان''.
وأشار قاسم إلى مسألة أخرى قد يكون لها دور في غياب هذه النوعية من الكتابات وهي توقف جوائز البحث العلمي، وإلغاء ''عيد العلم''، ما يعكس غياب الاهتمام بهذه النوعية من الأفكار، متفقا مع قول الكاتب نهاد شريف، والذي يعده البعض رائد كتابات الخيال العلمي، عندما قال في إحدى حواراته الصحفية ''أعظم العلوم الحديثة كانت بدايتها فكرة طارئة، سبق وأن تنبأ بها أدب الخيال العلمي، وإن مسيرة البشرية منذ بدء الخليقة وحتى الآن لم تكن لتسيطر على مسيرتها وتقدمها العلمي إلا عن طريق الخيال العلمي الذي كان بمثابة الشمعة التي أضاءت الطريق أمام العلماء وإنجازاتهم العلمية''.
واشار قاسم إلى تعرض فيلم ''قاهر الزمن'' لهجوم من قبل البعض، وتم عقد محاضرات لمناقشة نهاد وكاتب السيناريو والحوار أحمد عبد الوهاب، واصفا هذه المناقشات بالحادة، وأنهما كانا يمتلكا حُجة قوية في الرد على المعترضين، معتبرا أن فكرة الفيلم كانت جيدة ولكنه كان محدود الامكانيات في التنفيذ.
الموروث الثقافي
''طبيعة الموروث الثقافي للشعب المصري، ومعتقداته من الملابس إلى التعليم لا تسمح سوى بنوعية واحدة من هذه الأفلام، وهي تلك التي تتناول الجن والسحر والأعمال وفكها، مثل فيلم الأنس والجن''، وهو ما أكدت عليه الناقدة نهى حماد، في حديثها إلى ''مصراوي''.
وأضافت نهى ''أحيانا ممكن الإنسان يبتكر نظرية علمية ويرى البعض أنها تتعارض مع الدين، فيتم رفض هذه النوعية من الأفلام من قبل المنتجين والمؤسسة الدينية والجمهور، بينما سُمح بوجود تدور حول فكرة تعارض مضمون هذه الأعمال مع الدين سواء من قبل المسلمين أو المسيحيين، لافتة إلى ان في الخارج لديهم انفتاح أكثر من دولنا، لذلك تخرج مثل هذه الأفلام إلى النور، دون منع.
أما السبب الثاني في ندرة هذه النوعية من الأفلام، من وجهة نظر نهي، فيعود إلى احتياج هذه النوعية من الأفلام إلى نوعية خاصة من النصوص والإنتاج، مشيرة إلى أن مصر بها شباب وفتيات يكتبون أعمال أدبية تصلح لتحويلها لأفلام خيال علمي، لكنهم يواجهون رفض من قبل دور النشر التي تخشى نشر هذه الأفكار، كذلك من المنتج الذي يخشى خوض مثل هذه التجربة، موضحة أن التجاب التي قُدمت في مصر كانت تخرج من الناحية الإنتاجية ساذجة يضحك عليها المتلقي في القرن الحادي والعشرين، لذلك لابد من تقديمها بصورة تُقنع الجمهوروتحرك خياله، وهو ما يتحقق بالإنتاج الضخم، وفقا لقولها.
وقالت نهى ''قديما كان لدينا انفتاح ووعي ورحابة فكر أكبر، فتم إنتاج مسلسل عن قصص لمصطفى محمود بطولة تهاني راشد وعزت العلايلي، أما الآن فوصلنا لحد منع فيلم تافه من العرض هو فيلم (الخروج- آلهة وملوك)، وهو ما يدل على أننا نعيش ردة ورجعنا 200 سنة''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: