إعلان

يحيى الفخراني.. رجل مسَه الإبداع (فيديو وصور)

04:10 م الأربعاء 08 أبريل 2015

يحيى الفخراني

كتب- محمد مهدي:

لأنه "معجون بمياه الموهبة"، التمثيل متعته، الوقوف أمام الجمهور أو الكاميرا يُخرج الحاوي بداخله، القادر على إحداث البِدع، لم يستطع "يحيى الفخراني" صبرا بعد تخرجه من كليه طب جامعة عين شمس في عام 1971. عمل فترة قليلة في القسم الطبي بالتلفزيون المصري، ثم ترك البالطو الأبيض وتشخيص حالات المرضى إلى تشخيص عدد لا حصر له من الأدوار في أفلام ومسلسلات ومسرحيات باتت مع الزمن من أبرز علامات الدراما المصرية.

يحيى الفخراني

كان "الفخراني"- وقت أن كان شابا- قد فُتن سريعا بتلك الحالة التي يشعر بها لحظة تقمصه لدور جديد ودخوله في عباءة شخصيات وقع في حبها، لذا لم يكن يفارق مسرح جامعة عين شمس أثناء الدراسة.  وبعد تخرجه وأثناء تحضيره الماجستير في الطب النفسي مع الدكتور أحمد عكاشة، حاول أن ينضم لمسرح الهواة فلم يجد، بحث عن شباب ممثلين من كليات أخرى لبناء فريق مسرحي "وقتها كلمت محمود عبدالعزيز وأحمد راتب.. كنت بتحايل عليهم نعمل مسرح من كتر حبي للموضوع". حتى أتته الفرصة الحقيقية على يد المخرج محمد فاضل بعد أن لفت انتباهه في مشهد صغير بمسلسل "الرجل والدخان" 1973.

yeh2
 
أشياء كثيرة جذبت المخرجين إلى "الفخراني" كوجه جديد في عالم الدراما، أولها الموهبة المدهشة، قدرته على الاندماج مع الأدوار التي يلعبها "وأنا بمثل ممكن ارتكاب حماقات كبيرة بسبب تأثري بالدور"، قد يعرضه الأمر للخطر فلا يبالي، في مسلسل "ألف ليلة وليلة" وهو يؤدي دور "شهريار" أمسك بقوة بـ "نمر" دون أن يعي خطورة الأمر "أنا فاكر وقتها الحلو كان هيغمى عليه.. خاف إن النمر يموتني". وأصيب في قدمه خلال تصوير "شيخ العرب همام"، بعد أن قفز من الحصان "نسيت أني مش في قوة همام.. واضطريت أعمل علاج طبيعي".


 
لا ينافس "الفخراني" أحد، يفكر دائما في الدور القادم، أن يكون أكثر اختلافا وتميزا "لو قعدت أبص حوليا هتأخر"، ينافس نفسه فقط، يبحث عن تحدي جديد ينتصر فيه لموهبته، يتقدم بحماس شديد للدور الذي يعجبه، ويرفض بنفس القدر الأعمال التي لا تليق بما يحبه ويرضاه، وهو ما جعله يتعرض في فترة الثمانينات لأزمة كبيرة مع المنتجين "رفضوا ينتجوا فيلم خرج ولم يعد لأني كنت برفض أعمل أدوار في أفلام تجارية"، غير أن المخرج "محمد خان" تمكن في النهاية من تنفيذ الفيلم. تمسك بالممثل ثقيل الوزن جسدا وفنا ليُصبح من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ويحصل "الفخراني" على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج.


 
الالتزام كلمة السِر في تاريخ "الفخراني"، منضبط دائما داخل البلاتوه، هو أول من يأتي، وأخر من يغادر. تقول زوجته الكاتبة لميس جابر "مرة راح البلاتوه لقاه مقفول لأنه بدري جدًا.. واتجنن مرة وهو شغال مع الأستاذة فاتن حمامة إنه كل ما يوصل يلاقيها قبله"، كان قاسيا على زملائه في مسرحية "الملك لير" عندما ألغى أحد العروض بسبب تأخر الممثلين 5 دقائق " المسرح تحديدا بديره بقوانين شبه عسكرية.. معاد الستار مقدس.. والزملاء بيحتملوني لأني أول واحد بنفذ التعليمات".


 
من يتأمل سيرة الرجل يكتشف أنه يملك أدواته كممثل بدرجة تمكنه من تغير جلده من عمل إلى آخر، فلا وجه للمقارنة بين "رأفت" الابن الأكبر في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا"، و"فاروق" السجين المزور الفنان في "حب في الزنزانة"، "عطية" الموظف الذي مسه عشق الريف فقرر أن يترك العاصمة بمشاكلها وصخبها  في "خرج ولم يعد"، "صلاح أبوالعزم" الكيميائي صاحب المبادئ المتورط في تجارة المخدرات بالخطأ في "الكيف"، "حمادة" كبير السن صغير العقل في "حمادة عزو"، "هاربيرت" الخواجة المسلم الصوفي وكلماته المغزولة بحِكم والرسائل  في "الخواجة عبدالقادر"، حتى "الباسل حمد الباشا" المعالجة الدرامية للملك لير في "دهشة". كل هذا وأكثر قدمه "الفخراني" في ما يقرب من 106 عمل فني على مدار تاريخه.


 
مايزال "الفخراني" الذي أكمل عامه الـ 70 بالأمس، قادرا على العطاء، موهبته لا تنضب، أعماله أكثر نضجا، يفاجئ جمهوره في رمضان من كل عام بدور لا يحتمل الاختلاف على قوته، فيما يقبع في أدراج مكتبه مشروعه الأهم الذي يحلم بتنفيذه قريبا، وهو عمل درامي عن "محمد علي" كان قد أُعلن عن قُرب تنفيذه منذ سنوات لكنه لم يرَ النور "محمد علي لازم يبقى فيلم مش مسلسل.. مهم لو ظهر إن مصر تظهر فنيا بحاجة عالمية غير مسبوقة".
yeh3

فيديو قد يعجبك: