إعلان

آخرهم ''كابتن مصر''.. تكرار أسماء الأفلام القديمة جريمة في حق السينما - (تقرير)

09:57 ص الأربعاء 27 مايو 2015

تكرار أسماء الأفلام القديمة جريمة في حق السينما

كتبت- منى الموجي:

كانت ولا تزال السينما أحد أهم مصادر الدخل في العديد من دول العالم، لذلك توليها الدول رعاية خاصة، وتسعى لوضع قوانين تحمي استمرار إنتاجها وتضمن الحفاظ على القديم منها، فباتت الأفلام السينمائية كالآثار تعكس قيم وعادات المجتمع، وتوثق هوية الأمة والصورة التي كانت عليها في أزمنة مختلفة، وصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

ورغم أن مصر كانت في مقدمة دول العالم معرفة بالفن السابع، واستطاعت المشاركة بأفلامها في أهم المهرجانات، وساهمت في نقل صورة حقيقية غير مشوهة، تنفي عن المجتمع المصري أنه مازال يحيا في الصحراء، ويسكن الخيام ولا يعرف سوى الجمال والخيول وسيلة للانتقال، إلا أن مع الأيام بدأ هذا التراث في الضياع عبر طرق مختلفة من بينها، أن يحمل أكثر من فيلم نفس الاسم، فيتلاشى الفيلم القديم شيئا فشيء عن ذاكرة الجمهور، ويحل محله العمل الجديد.

كابتن مصر

كابتن مصر

ومن بين أشهر النماذج فيلم ''كابتن مصر''، فعندما يسمع الجمهور الاسم سيستدعي على الفور النسخة الجديدة التي تحمل هذا الاسم، والتي كتبها عمر طاهر، وأخرجها معتز التوني، بطولة محمد إمام، حسن حسني، بيومي فؤاد، إدوارد، خالد سرحان، علي ربيع، وإنتاج عام 2015.

وتدور أحداثه حول لاعب كرة تأتيه الشهرة أخيرا، ولكنه يرتكب حادث بسيارته، ويُحكم عليه بثلاث سنوات، يسعى خلالهم لأن يستكمل حلمه فيقوم بتكوين فريق لكرة القدم من المساجين.

كابتن مصر

أما الفيلم القديم والذي يحمل نفس الاسم فيختلف جملة وتفصيلا عن هذا العمل، وهو من تأليف كمال محمد وإخراج بهاء الدين شرف، وبطولة محمد الكحلاوي، إسماعيل ياسين، زهرة العلا، محمود المليجي، ماري منيب، وتم إنتاجه قبل الفيلم السابق بنحو 60 عام، تحديدا عام 1955.

وتدور أحداث الفيلم حول شاب يقطن في حي شعبي يعرف طريقه إلى النجاح عبر كرة القدم، ويرتبط عاطفيا بإحدى جاراته، التي يتمنى شاب آخر ثري الزواج منها، فيسعى لإفساد هذه الزيجة، بزرع راقصة في طريق الشاب الفقير، فتبعده عن حبيبته وتفسد عليه شهرته ونجاحه.

زنقة ستات

زنقة ستات

''زنقة ستات'' أحد أحدث أفلام 2015، في البداية اختار له صُناعه اسم ''تفاحة آدم'' ولكنهما اكتشفا تطابق الاسم مع مسلسل الفنان خالد الصاوي في رمضان 2014، فتم التغيير واختيار ''زنقة ستات'' والذي لا فرق بينه وبين فيلم أخر قُدم عام 2000 سوى ''ال''.

''زنقة ستات'' بطولة حسن الرداد، آيتن عامر، إيمي سمير غانم، نسرين أمين، مي سليم، سامي مغاوري، بيومي فؤاد.

تدور أحداثه في إطار من الكوميديا، حول ابن ووالده لهما علاقات نسائية متعددة، ويقعان بسبب ذلك في كثير من المشاكل.

زنقة الستات

أما ''زنقة الستات'' بطولة فيفي عبده، ماجد المصري، سامي العدل، ويتناول قصة انتقام راقصة من قاتل شقيقتها، فتسعى للزواج منه، وتقع في حب شاب فقير يستغله زوجها في عمله (تجارة المخدرات).

عدو المرأة

عدو المرأه

يعرف الجمهور أن فيلم ''عدو المرأة'' هو ذلك العمل الذي يحكي قصة كاتب ''عيسى كرامة'' لُقب بعدو المرأة، مُعقد يكره النساء، بسبب اعتقاده أن والدته تخلت عنه لأجل مصلحتها الشخصية والزواج من أخر بعد وفاة والده، إلى ان يقابل فتاة يقع في حبها ويكتشف أن هذا الحب كان في البداية مجرد رهان بينها وبين صديقاتها.

والفيلم من بطولة رشدي أباظة، نادية لطفي، عبدالمنعم إبراهيم، ليلى طاهر، زينب صدقي، وتم تقديمه عام 1962، أي بعد عشرين عام من فيلم حمل نفس الاسم.

محمد فوزي

الفيلم الأخر شاهده الجمهور عام 1942، من بطولة محمد فوزي، صباح وزكي رستم، وهو من الأفلام النادرة أو بمعنى أدق المفقودة، فلا يجد الباحث عنها على مواقع الانترنت سوى أغنية لمحمد فوزي أو مقطع صغير من الفيلم.

كتب قصة الفيلم الصحفي محمد التابعي وأخرجها محمود ذو الفقار، والفيلم يتناول قصة كاتب أيضا شهير عُرف بعداءه للمرأة، تقدم به العمر، ولكن فجأة تتغير وجهة نظره في الحياة وفي المرأة بعدما يرى فتاة جميلة تكافح لتقف لجوار أبيها وأخيها، فيراسلها ويضع مع رسائله صورة صديقه الوسيم ''محمد فوزي''، ويطلب منها الزواج فتوافق، وعندما تراه تكتشف خداعه، وتتوالى الأحداث.

المتهمة

المتهمة

''المتهمة'' اسم واحد لفيلمين تختلف أيضا قصتهما، والفارق الزمني بينهما 50 عام، أُنتج الفيلم الأول عام 1942، وقام ببطولته آسيا داغر، زكي رستم، وفردوس محمد.

وتدور أحداثه حول وكيل نيابة يعيش حياة أسرية سعيدة مع زوجته وابنه، إلى أن تتسبب تحرياته في الحكم على تاجر مخدرات، فتسعى زوجة المجرم للانتقام من وكيل النيابة، وهدم بيته من خلال بث الشك في نفسه تجاه زوجته، وتنجح في تدبير وقيعة بينهما، ليطردها من حياته وحياة ابنها للأبد وتتوالى الأحداث.

وقدمت السينما نفس القصة في عملين أخرين حملا اسمين مختلفين، هما فيلم ''المرأة المجهولة'' بطولة شادية، و''ضاع العمر'' بطولة شادية.

المتهمة

أما الفيلم الأخر فتم إنتاجه عام 1992، وقام بأدوار البطولة معالي زايد، صلاح قابيل، صلاح ذو الفقار، نبيل دسوقي، وميرال.

وتدور أحداثه حول فتاة تتزوج عن طريق ''الخاطبة'' من شخص لا تعرف عنه شيئا، لتهرب من جحيم زوجة ابيها ولكونه غني، ولكنه يورطها في قضية تهريب مخدرات، ويختفي وتكتشف أن اسمه مزورا، فتلد ابنتها في السجن ويشفق عليها المحامي فيأخذ الابنة ويمنحها اسمه، وتتصاعد الأحداث.

الملكية الفكرية

حول هذه الظاهرة ودور الرقابة في الحد منها، قال الدكتور عبدالستار فتحي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية لـ''مصراوي''، إنه لا يجوز استخدام نفس الاسم لأكثر من عمل سينمائي، موضحا أن الأحقية تكون لصاحب الأسبقية في التسجيل، فيكون على صُناع العمل الثاني اختيار اسما أخر.

وأضاف فتحي ''الرقابة تطلب من صاحب العمل أن يغير الاسم، حفاظا على حقوق الملكية الفكرية''.

وحول وجود أكثر من نموذج لأفلام حملت نفس الاسم، وأخرهم فيلم ''كابتن مصر''، أشار فتحي إلى أن الرقابة لا تمتلك جهاز كمبيوتر عليه أرشيف السينما، لذلك فمن الممكن ان تكون أجازته دون علم بوجود عمل أخر يحمل نفس الاسم، وهو ما يجعل مثل هذا الأمر يتكرر ''ويعدي على الرقابة''.

ظاهرة عالمية

ولا يرى الناقد الفني محمود قاسم في الأمر عيبا، مؤكدا أنها ظاهرة عالمية لا مصرية فقط، حيث يوجد أكثر من فيلم يحمل نفس الاسم حتى مع اختلاف القصة التي يرويها كل عمل.

وذكر قاسم عدد من النماذج التي تكرر فيها الاسم، منها فيلم ''هدى'' قدمته في 1942 الفنانة نور الهدى، ثم أعاد المنتج رمسيس نجيب تقديم فيلم بنفس الاسم من بطولة لبنى عبدالعزيز.

ورفض قاسم أن تكون هذه الظاهرة سببا في ضياع تراث السينما المصرية، مؤكدا أن العمل الجيد لا يمكن أن يندثر بسبب وجود عمل أخر حمل نفس اسمه، قائلا ''الفيلم بقوته مش باسمه''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان