إعلان

صناع "بركة يقابل بركة": نجاح الفيلم فاق توقعاتنا.. ولذلك استخدمنا الكوميديا

10:22 ص الأربعاء 23 نوفمبر 2016

حوار- هدى الشيمي:

شبان ولدوا وترعرعوا في المملكة العربية السعودية، تعرفان على بعض في أمريكا، وقررا بعد فترة التعاون في فيلم سينمائي يتناول أكثر القضايا التي تشغل مواطنيهم، "الفضائل العامة"، وكانت النتيجة فيلم "بركة يقابل بركة" الذي عُرض في مهرجانات عالمية آخرها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما نجح الفيلم في الوصول للقائمة الأولية لجوائز الأوسكار فئة أفضل فيلم أجنبي. وعلى هامش المهرجان التقى مصراوي بمؤلف ومخرج الفيلم محمود الصبّاغ، والبطل هشام فقيه، وأجرى معهما الحوار التالي:

هل توقعتما النجاح الذي حظي به الفيلم بعد عرضه في المهرجانات الدولية؟

فقيه: توقعاتي للفيلم كانت قليلة، لأنها تجربة جديدة عليّ، كما أننا نعتبر في السياق السينمائي الدولي مبتدئين، فيلمنا متواضع، ويمكن يكون حقق هذا النجاح لأنه يمثلنا.

صباغ: النجاح الذي حققه الفيلم على مدار ثمانية أشهر، منذ عرضه لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي وحتى الآن فاق كل توقعاتي.

شهدت دور العرض في الأوبرا ووسط البلد ازدحاما ملحوظا وقت عرض الفيلم.. فهل توقعت هذا الاستقبال من الجمهور المصري؟

فقيه: لا، كان المصريون أكثر جمهور متخوف منهم، لأنه تربى ونشأ على أفضل كوميديا، وفخر لي أن يحضروا الفيلم ويضحكهم.

ولماذا اخترت قالب كوميدي لعرض فكرة دسمة ومهمة داخل المجتمع السعودي؟

استعرت الكوميديا بشكل مقصود، لأنها تستطيع الوصول لقلوب الناس، وتوصل لشرائح أكبر، وأخذت فكرة شاب يقابل شابة من السينما الكلاسيكية، وجعلت الخلفية الفضائل العامة، لأن الفكرة الأصلية رتيبة.

قدم هشام فقيه دور "بركة" ببراعة.. فكيف عُرض عليه الدور؟

عُرض عليّ الدور في وقت استقلت فيه من وظيفتي السابقة في إدارة المحتوى بشركة إنتاج، وكنت أشعر بالضياع وأرى الحياة بسوداوية، وأرغب في فعل شيء جديد ومختلف، حتى عرضه عليّ محمود الصباغ، كان بيننا علاقة قديمة في نيويورك وتابعته ككاتب، أخبرني إنه يقدم فيلم طويل عن الفضائل العامة، وهذا شيء يهمني لأننا كسعوديين نعيش بلا حدائق، وأرصفة، ولا يوجد أماكن نجتمع فيها، وعندما أخبرني أن العمل يحتوي على مشاهد قد تبدو خليعة ـ زاد تعلقي به لأني أحب اللعب في الخطوط الحمراء.

وما هي أصعب المشاهد التي قدمتها في الفيلم؟

فقيه : كانت مشاهدي مع بطلة الفيلم في السيارة هي الأصعب، لأننا صورناها مرة واحدة، بدون تقطيع، وتدربنا عليها أربعة أشهر قبل التقاطها، داخل الاستديوهات، وخلال التصوير كانت درجة الحرارة مرتفعة جدا، قد تصل إلى 50 درجة، ولا نستطيع تشغيل المكيف نظرا لعلو صوته، فكنا نعرق، ونضطر لتغيير ملابسنا، بالإضافة للمشاهد المونولوجية التي أدتها بمفردي، واعتمدت على تفاعل الجمهور معي.

ونظرا لصعوبة أوضاع السينما والسينمائيين في السعودية.. هل واجهتكم أي مشاكل خلال التصوير؟

صباغ: إطلاقا، صورنا الفيلم بأكمله في مدينة جدة، ما بين شهر سبتمبر وأكتوبر خلال 25 يوم، وفي هذه المرحلة لم نقابل أي مشاكل، بالعكس كانت الناس مرحبة جدا بالأمر، والتقى بنا في إحدى المرات ضباط شرطة وعندما علموا أننا نصور فيلما، قالو لي مازحين "ما تبغوا ممثلين معكم"، وزاد الأمر سهولة أني ابن المدينة وأعرف الأوقات المناسبة للتصوير، أحيانا كنّا نخرج للتصوير في إجازات نهاية الأسبوع بداية من الساعة السادسة صباحا، لاستغلال خلو الشوارع وهدوئها، ولكننا اضطررنا للحصول على تصريح إضافي للقطة صورنها في كورنيش الميناء، لأنها منطقة مراقب من شرطة متخصصة.

يوجد بالفيلم مشاهد قد يعتبرها المشاهد السعودي صادمة.. فكيف كانت تعليقاتهم على الفيلم؟

فقيه: الجمهور في السعودية إلى الآن، خاصة على السوشيال ميديا، تعامل مع الفيلم بإيجابية، على الأقل ما يوصلني، ولكن لا نستطيع إصدار أحكام لأن الفيلم لم يُعرض في السعودية، ولم يشاهده سوى شرائح محدودة، تحضر المهرجانات في كندا وأوروبا، ومصر.

وصل الفيلم للقائمة الأولية لجوائز الأوسكار وأصبح ثاني عمل يمثل السعودية.. فهل توقعتما ذلك؟

فقيه: حتى الآن لا أستطيع استيعاب الأمر، فنحن طوال حياتنا نسمع عن الأوسكار، وهي أكثر جائزة تجارية ناجحة ومشهورة، وبالتأكيد فكرة وصول فيلم سعودي بلا صناعة إلى هذه المرحلة شيء جبار، فماذا لو تواجدت البنية التحتية؟!.

صباغ: فخور جدا بوصول الفيلم للأوسكار، وعثوره على الصدى وعرضه في المهرجانات الكبرى، وفخور ايضا بتمثيله السعودية في الأوسكار، ولكن الجائزة في النهاية لا تعنيني لأنها شيء تسويقي، المهم من الترشح هو الفوز، لأنها ستكون فرصة عظيمة لتسليط الضوء على صعوبات السينما السعودية على مستوى عالمي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان