لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- زينب عزيز: "البر التاني" تحمل شجاعة عرض قضية لم يقترب منها أحد

10:03 ص الخميس 08 ديسمبر 2016

زينب عزيز

حوار- منى الموجي:

واحدة من القضايا المهمة التي يعاني منها المجتمع المصري منذ سنوات، "الهجرة غير الشرعية" التي يذهب ضحيتها عدد كبير من الشباب الحالم بحياة أفضل لم يجدها في وطنه، فيغامر بحياته علّه يفوز بالرهان. الكاتبة زينب عزيز اختارت الاقتراب من القضية في فيلمها "البر التاني"، آملة أن يكون بداية لاهتمام صنّاع السينما بتقديم أفلام عن الهجرة غير الشرعية.

"مصراوي" التقى زينب عزيز، وتحدث معها عن حكايتها مع "البر التاني"، وكيف رأت ردود الأفعال على الفيلم بعد مشاركته في الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟، إلى الحوار.. 

متى جاءتك فكرة العمل على فيلم يتناول قضية الهجرة غير الشرعية؟

من 8 سنين تقريبا، وليس كما يعتقد البعض أننا بدأنا العمل على الفيلم بعد حادثة رشيد، الفيلم كُتب وتم تنفيذه قبل وقوع الحادثة. في الوقت الذي فكرت فيه بكتابة الفيلم، كانت حوادث الهجرة غير الشرعية متزايدة، تكاد تكون يومية، والجرائد تكتب عنها دائما، واتفقت أنا والمخرج علي إدريس على تقديم فيلم مختلف عن الأعمال الخفيفة التي تعاونا فيها من قبل.

لكن البعض اعتاد على تعاونكما في أعمال كوميدية خفيفة لاقت نجاح الجمهور.. هل شعرتما بالقلق من التجربة؟

في النهاية علي إدريس مخرج ولا يُصنف على أنه مخرج أفلام كوميدية فقط، وإن كان يجيد هذا اللون، وأنا أيضا كاتبة نجحت في اللون الكوميدي، درست وحباني الله موهبة التأليف، وفي مشواري قدمت فيلم "ألوان السما السبعة" وهو بعيد عن الكوميديا، والمؤلف والمخرج مثل الممثل يستطيع تقديم كل الألوان، فاتخذت قرار صنع الفيلم وأنا أفكر أنه قد يكون أيقونة تاريخي.

وما هي النقطة التي انطلقتي منها لكتابة "البر التاني"؟

أفيش البر التاني

من الحوادث التي تُنشر على صفحات الجرائد، اتصلت بصحفية تكتب في هذا الملف، وهي غادة عبدالحافظ، والتقيت بها، وطلبت السفر معها للتعرف عن قرب عن أشخاص مروا بتجربة الهجرة غير الشرعية، حتى اقترب من حياتهم، وبالفعل ذهبنا إلى قرية بساط سيدي الكريم، ومنها يخرج أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين -يعيشون حياة تقطع القلب-، وتقابلت مع شاب قُبض عليه أثناء محاولته الهجرة وتم ترحيله إلى مصر، وحكى لنا عن المعيشة، البطالة، الفقر والسماسرة وطريقة جمعهم للأموال، وكيف يكتبون "كمبيالات" بالمبلغ المتبقي عليهم، استفدت كثيرا من كلامه في كتابة العمل لكن صنعت حواديت مختلفة لأبطال الفيلم الثلاثة.

8 سنوات فترة طويلة جدا.. هل غيرتِ شيء في السيناريو قبل التصوير خاصة مع تغير الكثير من الأمور خلال هذه السنوات؟

وجدت أن العمل لا يحتاج لأي تغيير لسببين، أسباب الهجرة هي هي، الفقر هو هو وبالتالي النتائج لم تختلف، وتركت الكثير من الأمور التي تؤكد ان فعلا الفيلم كُتب منذ سنوات، مثل سعر الدولار والذهب.

وما سبب عدم تقديم العمل كل هذه السنوات؟

لم يتحمس أي منتج لتقديم الفيلم، خوفا من ميزانيته الضخمة، ورأوا أن الموضوع كئيب في وقت كان الجمهور يقبل على أفلام كوميدية خفيفة، إلى ان تحمس محمد علي لإنتاجه.

هناك من رأى أن قصص الأبطال الثلاثة في "البر التاني" سطحية وأنكِ حرصتِ على عدم تحميل الدولة المسئولية.. ما تعليقك؟

كل الأبطال كانوا بلا وظيفة، واحد منهم كان كل أمانيه يعمل سقف لبيته، وله زوج أخت يعمل في النقاشة، ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية، لم يطلبه أحد للعمل، لأنهم لا يملكون من المال سوى ما يكفيهم بالكاد لجلب لطعام، وهناك مشهد تطلب منه الأم بيع نحاس كانت تدخره لزواج بناتها الأخريات، ليساعده في مصاريف السفر، بعدما فقدت الأمل في أن تزوج بناتها، والثاني كان يعمل في الزراعة ولا يجد عمل بعدما جرّف الفلاحون أراضيهم للبناء عليها، هل كل هذه الأشياء ليست كافية للتفكير في الهجرة.

وبالنسبة لتحميل الحكومة المسئولية، هل يجب أن أكون هجومية بشكل واضح على الحكومة لأصبح نجمة، مثلما يحدث في برامج التوك شو، أو أقدم أفلاما تتحدث بصيغة مباشرة لا أحبها، أنا أعرض القضية على أمل أن تجد صدى لدى الحكومة، كما حدث مع فيلم "أريد حلا" للفنانة فاتن حمامة، عرضت القضية ومعاناة المرأة المصرية، بلا أي هجوم، والقانون تغير دون مهاجمة للحكومة أو للقضاء. يكفي أننا تحملنا شجاعة عرض هذه القضية التي نعاني منها ومن آثارها لأكثر من أربعين عام، ولم يقترب منها أي كاتب أو مخرج أو منتج.

في الفيلم ظهرت مشاهد قليلة لكيفية تعامل سماسرة الهجرة غير الشرعية مع طالبي الهجرة.. لماذا لم نرى اهتمام أكبر بهذه الجزئية في الفيلم؟

فعلا ناس قالت لي كان يجب أن أتحدث أكثر عن مافيا السماسرة، وكان ممكن أن أفعل ذلك وتكون نهاية الفيلم للمهاجرين غير الشرعيين أثناء توجههم للسفينة التي ستحملهم للبر التاني، دون أن نعرف ما هو مصيرهم، لكنها وجهات نظر أنا اخترت أن تكون قصة فيلمي عن هذا الجانب، ولهذا لم أفكر في وضع مهاجرين أفارقة أو سوريين مثلا، تحدثت عمن يجبرهم الفقر على الهجرة، وأتمنى أجد زملاء مؤلفين أهم مني يكتبون بشكل أفضل مني في جوانب أخرى.

من فيلم البر التاني

لماذا لم تختاري أن يكون البطل الرئيسي للفيلم وجه معروف وليس محمد علي؟

من شاهد الفيلم سيعرف أن بداية الفيلم لم تكن لمحمد علي، ومشاهده لم تكن هي الأكثر، بالعكس دور عمرو القاضي أكبر، وهو الدور الذي كان يريد تقديمه محمد علي، لكن المخرج اختار له دور "سعيد"، وحوار محمد مهران أكبر رغم أن دوره صغير، وعلى مستوى الكتابة لم يتدخل محمد على الإطلاق.

وما رأيك فيما رُدد حول أن مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تم بصفقة بين إدارة المهرجان والمنتج؟

بشكل عام أعرف الذوق الراقي لمدير المهرجان الناقد يوسف شريف رزق الله وكذلك رئيسة المهرجان الدكتورة ماجدة واصف، وبصرف النظر عمن يقول إن الفيلم لا يرقى لمستوى المشاركة في المهرجان، شرف لينا اختيار للفيلم وأنهما شعرا أنه يرقى للمشاركة.

ما هي خطواتك المُقبلة؟

لم أقرر بعد، انتظر الاطمئنان على "البر التاني" ورأي الجمهور فيه.

محمد علي مع عبدالعزيز مخيون في فيلم البر التاني

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان