لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- مخرج "كباش ورجال": الجزائر في الدم.. وسعيد بعرض فيلمي في مصر

03:35 م الأحد 22 أكتوبر 2017

حوار- منى الموجي:

يشغله الحديث عن الجزائر التي عرفها، لا تلك الصورة التي تتصدر الأفلام والتليفزيون، مؤكدًا أن المجتمع المرفه بحفلاته التي لا تخل من شراب ورقص، موجودة بالطبع لكنها فئة من بين فئات لابد من الاقتراب منها ونقل حياتها أيضًا على الشاشات، هو المخرج الجزائري الشاب كريم صياد.

كريم شارك في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي بفيلم "كباش ورجال"، ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، بعد مشاركته في مهرجان تورنتو السينمائي، وفي حوار مع "مصراوي" يتحدث كريم عن الفيلم والسينما بالجزائر.

لماذا اخترت مصارعة الكباش لتقدمه في فيلم؟

كبرت في سويسرا لكن كنت أزور الجزائر في العطلات، وعندي ذكريات مع الكباش في عيد الأضحى والعلاقات التي تنشأ بين الصغار والكباش قبل ذبحها، "نجيب الكبش في البيت قبل العيد بيومين نلعب معه، ثم نراه وهو يُذبح"، فرغبت فتوصيل هذا الشعور من خلال فيلم، وعندما اكتشفت صراعات الكباش وجدتني مهتم بتصوير الموضوع، ومن خلاله أقول شيء عن هذا المجتمع بشكل أكبر.

اخترت "حبيب" و"سمير" من جيلين مختلفين لتقديم قصة الفيلم.. ماذا قصدت؟

قصدت التأكيد على أن هذه اللعبة وسيلة التسلية الوحيدة التي ينتظر القيام بها أناس من أعمار مختلفة، لنرى كيف يتعامل "سمير" الرجل الأربعيني الذي عايش الحرب التي صارت في التسعينات "العشرية السوداء"، والمراهق "حبيب" مع الكباش، ونشاهد علاقاتهما بالكباش.

ولماذا وضعت فتوى تحريم مصارعات الكباش في الفيلم؟

عبر هذا المشهد أردت التأكيد على وجود ضغط اجتماعي كبير على الشبان، فـ"حبيب" الذي لم يكمل تعليمه، لا يقرأ، يعمل بشكل غير مستقر، ليس لديه ما يسعده في الحياة سوى "صراع الكباش"، هذه الوسيلة الوحيدة التي تجعله يشعر بالفرح، لكن حتى هذه الفرحة تتم تحت ضغط كبير بسبب التحريم الديني، ولا أقول هذا جيد أو غير جيد، تساءلت فقط لماذا هذا التناقض الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية "عشان في الآخر يندبح الكبش ولا يقاتل".

كيف نجحت في إدارة المشاركين في الفيلم دون أن يتأثروا بوجود كاميرا تصورهم وبدت تصرفاتهم عفوية؟

أخذنا وقت كبير قبل التصوير حتى يتعودون على وجود الكاميرا ولا يهتمون بها، وكنت أرغب في أن يظهر الأمر بأن الكاميرا ترصد تصرفاتهم اليومية، لا لقاءات حوارية يحكون من خلالها عن صراع الكباش، صورنا شهرين ونصف لم يعرفوا خلالها الفرق بين الفيلم الوثائقي والخيالي، هم في الأساس لا يعرفون بوجود سينما وثائقية، واعتقدوا أنهم يمثلون وعجبتهم الفكرة ولعبوها.

وكيف رأيت مشاركة الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي؟

مهرجان "تورنتو" كان فرصة عظيمة للفيلم، لأنه من أكبر مهرجانات العالم، فيما يخص الأسواق والعلاقات، وتفاجأت بإعجاب النقاد بالفيلم، لأنني كنت منتظر معرفة هل سيفهمون الفيلم أم لا، لأن فرنسا والدول الأوروبية يعرفون الجزائر جيدًا لكن أمريكا لا تعرفها بنفس الصورة، فتخوفت من عدم فهم رسالة الفيلم، لكن وجدت نقدهم ممتاز وأعطانا الفرصة ليسافر، وللمشاركة في مهرجان الجونة السينمائي في مصر، وسنشارك أيضًا في مهرجانات بالبرازيل وإيطاليا.

ولماذا اشتركت بفيلمك في "الجونة السينمائي"؟

أول مرة سمعت عن مهرجان الجونة كان في شهر مارس الماضي، والتقيت مع انتشال التميمي مدير المهرجان، قررت الاشتراك بالفيلم وعرضه على جمهور عربي، ومصر بلد كبيرة وشرف لي عرض فيلمي بها.

ذكرت في تصريحات سابقة إن السينما الجزائرية لا تهتم بمن يعيشون في مناطق شعبية.. بماذا تهتم إذن؟

أنا مثلا عائلتي في الجزائر ليست فقيرة وليست غنية، عندما كنت أذهب لزيارتهم كنت أرى بلد مختلف عن الذي أراه في الأفلام، أشاهد بنات ورجال مختلطين وشراب ورقص في المعيشة العادية، طبعًا هذه أشياء موجودة، لكن بالنسبة لي أكثرية الشعب لا يعرفون هذه الأشياء، والمهم لي أن أمثل الأكثرية في السينما، أنقل أصواتهم وحياتهم.

في الندوة التي أقيمت عقب انتهاء عرض الفيلم في "الجونة" تحدثت عن أن السينما الجزائرية محرم عليها تناول قضية "العشرية السوداء".. لِمَ؟

لأن حتى الآن من الصعب مناقشة الأمر بشكل مباشر مع الناس، ونحاول كصنّاع فن التحايل على الأمر والاقتراب من الحديث عن هذه الفترة بأساليب فنية غير مباشرة، نعكس من خلالها آثار هذه الفترة على المجتمع.

وهل هناك مشروع لفيلم روائي تعمل عليه حاليًا؟

أعمل على تقديم فيلم وثائقي طويل، هو الآن في مرحلة الكتابة، وأتمنى في المستقبل تقديم فيلم روائي، لكن حاليًا أحب استكمال تجربتي مع الفيلم الوثائقي، فقدمت من قبل فيلم عن مشجعين كرة القدم في الجزائر، والفيلم المُقبل عن شاب ذهب لانجلترا بدون أوراق ويحب أن يرجع للجزائر، فكيف ستكون حياة شاب في الجزائر بلا مستقبل.

أراك مهمومًا بفكرة تقديم أفلام تتناول قضايا الشعب الجزائري؟

الجزائر في الدم، وفي فيلمي المُقبل أكيد سيكون الأمر متعلق بالجزائر كما ذكرت، لكن هذا لا يعني أن تكون كل أعمالي فيما بعد تدور في هذا الإطار، أحلم أن أقدم أفلام يفهمها الجمهور في كل دور العالم بلا علم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان