فيلم "الجبل بيننا".. قصة حُب تنمو على حافة الثلج
ريفيو-رنا الجميعي:
بعيدًا عن فلسطين أخرج هاني أبو اسعد فيلمه الهوليوودي الأول، ويعتبر فيلم "الجبل بيننا" هو فيلم الافتتاح بمهرجان القاهرة السينمائي، الذي عُرض للمرة الثانية أمس بسينما الزمالك، داخل قاعة مُكتملة العدد.
يمزج الفيلم بين تيمة الصراع على البقاء وقصة الحب التي تتولّد بين البطلين "كيت وينسلت"-تلعب دور المصورة الصحفية ألكس-و"ادريس البا"-يلعب دور طبيب الأعصاب بن-، الغريبين اللذان تقابلا للمرة الأولي داخل مطار ألغيت رحلته المتوجهة إلى اوهايو.
مثل مزيج الفيلم كان البطلين، حيث الصراع بين العقل الذي يُمثّله بن والعاطفة التي تُمثلّها ألكس، فالاثنان من مُحبّي السيطرة، حيث قررت ألكس الانطلاق بطائرة خاصة لتلحق بحفل زواجها، وافقها على ذلك بن ليلحق بموعد العملية الجراحية التي سيقوم بها لطفل صغير، لكن الذبحة القلبية التي يصاب بها قائد الطائرة تضعهما داخل مأزق كبير، وهو البقاء على جبل ثلجي وحيدين.
على مدار ساعة ونصف كان المُتفرج في نفس المأزق، كيف سيبقى ألكس وبن على قيد الحياة؟، لكن الصراع الظاهر على الشاشة لم يكن قويًا بقدر كافي، هناك حيوان مفترس يهاجم ألكس لكنها سريعًا ما تتولى أمره، لم يكن هناك خطر عظيم يحدق بهم، سوى مُحاولة النجاة مما هم فيه، حتى أزمة الطعام وجدا حلًا سريعًا مع طهو لحم الحيوان المفترس، وعُلب الحساء الموجودة داخل البيت الذي عثرا عليه.
لم يكن صراع البقاء أحياء بقدر ما كان الاختلاف بين ألكس وبن. "القلب ليس إلا عضلة".. هي جُملة قالها الطبيب لألكس في حواره معها، تُشير إلى شخصيته العقلانية، وعلى العكس منه كانت المصورة الصحفية؛ لذا كان هُناك "جبل" بينهما، بدأ بالذوبان تدريجيًا وهما بمفردهما على جبل ثلجي. في أزمتهما حاول بن أن يكون هو المُسيطر خاصة مع إصابة ألكس في قدميها، لكنها لم تُعطه الفرصة للانفراد بالقرارات العقلية دون مُخاطرة، ومع الوقت كانت مساحة التفاهم بينهما تزيد لتصل إلى حُب.
في ندوة التي أعقبت الفيلم أمس قال أبو أسعد إن المزج بين تيمة الصراع على البقاء والرومانسية غير موجودة بالسينما، وهو ما حاول فعله في عمله السينمائي الرابع، حيث شهدنا تأجج المشاعر بين بن وألكس على مهل، مع إشارات العينين والابتسامات المتبادلة، وفضول ألكس لفهم شخصية بن الغامضة، من خلال رسالة زوجته إليه التي لا نفهم معناها سوى في الثلث الأخير بالفيلم.
على مدار ساعة ونصف حاول أبو أسعد اشعارنا بأزمة البطلين، والتعاطف معهما، إلا أنه لم يصل بنا لحافة الخطر كما فعل مع بن بالفيلم.
فيديو قد يعجبك: