إعلان

حوار- هاني أبو أسعد ل "مصراوي": هوليوود ليست جمعية خيرية ورفضوا أن أقدم فيلما عن فلسطين

11:28 م السبت 25 نوفمبر 2017

حوار- منى الموجي:

يشارك المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بفيلمه الأمريكي "الجبل بيننا- the mountain between us"، الذي أُختير كفيلم افتتاح الدورة الـ39، كما تم اختياره لتولي عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية. عن فيلمه والمشاكل التي تعرض لها في حفل الافتتاح، وتفاصيل دخوله السينما الهوليودية ورأيه في السينما الفلسطينية، كان لـ"مصراوي" الحوار التالي معه..

"الجبل بيننا" تعرض لمشكلة تقنية عند عرض في افتتاح القاهرة السينمائي وتم الاعتذار لك من قِبل الفنانة يسرا والفنان حسين فهمي.. كيف رأيت الموضوع؟

عبرت عن استيائي في الافتتاح، لأنني كنت أتمنى أن تسير الأمور بشكل أفضل، لكن في النهاية تم تفادي الخطأ في العرض الثاني، ويكفيني الجمهور الذي حضره.

ما الذي جذبك في "الجبل بيننا" ليكون أول أفلامك في هوليود؟

لأنه يمزج بين صراع البقاء وقصة حب، هذا المزج صعب جدًا لأن البناء الدرامي بينهما مختلف، وأنا أحب التحدي، وشعرت أن هذا الجمع غير موجود في السينما، منذ خمسين سنة، إلى جانب رغبتي في أن يكون الثلج خلفية لوحة بيضاء، ألونها بالممثلين الموجودين في الفيلم.

وهل كان اختيارك لكيت وينسلت وإدريس ألبا هو الاختيار الأول أم سبقهما ترشيحات أخرى؟

جمعتني بالجهة المنتجة أكثر من جلسة، لطرح الأسماء التي نراها مناسبة للدورين، وتم اقتراح اسم إدريس والكل وافق عليه، وأحببت الاقتراح كثيرًا لأنه على المستوى الإنساني جيد، وكنت مؤمن بأنه سيقوم بالتجربة بشكل جيد، وعنده قدرة على تحمل أي صعاب، وفي نفس الأسبوع الذي وافقنا فيه على إدريس، شاهدته مع كيت على مسرح حفل توزيع جوائز البافتا، وشعرت بوجود انسجام بينهما، وأحببت شكلهما، وخلق الأمر عندي حب فضول لمعرفة كيف سيكون الأمر إذا ظهرا في عمل واحد.

كيف رأيت العمل مع كيت وينسلت وإدريس ألبا؟

كانت خطوة ثرية بالنسبة لي، تعاملت مع مملثين على درجة عالية من الاحتراف، فـ"كيت" مثلًا كانت تهتم بأمور قد تبدو غير مؤثرة ولن يراها الجمهور، لكنها تحرص على القيام بها، منها حرصها على معرفة ما الذي يمكن أن يكون في حقيبة الشخصية التي تؤديها "مصورة"، وتضع في الحقيبة هذه الأشياء، وكلها أمور أعطتني مجال للتعرف على الطريقة التي أتعامل بها معهما، وحتى أفهم كيف يمكنني توجيهما، ولتشكيلهما حتى يخرجا بصورة لم يظهرا بها من قبل، فالممثل المحترف عادة يكون من الصعب تشكيله، لأنه غير لين عكس الممثل المبتدئ.

وما الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير "الجبل بيننا"؟

إذا كنتِ تقصدين في التعامل مع كيت وإدريس، فلم أقابل أي صعوبات، لم يطلبا أي أشياء مستحيلة، بل على العكس كانا ملتزمان لدرجة كبيرة، لكن واجهت صعوبات في التعامل مع الكلب، وفكرت في قتله ضمن أحداث الفيلم، وتحديدًا في المشهد الذي سقطت فيه الطائرة، لكن الضرورة الدرامية كانت تحتاج وجوده.

وما الصعوبة في التعامل مع الكلب؟

وفرنا له خيمة بها "دفاية" فكان يرفض الخروج منها للتصوير في ذلك الجو البارد، وكان إدريس وكيت ينتظرانه، حتى يخرج للتصوير. ولتصوير المشاهد الصعبة التي يظهر فيها كنا نستعين بكلبين آخرين.

وماذا عن أصعب مشاهد الفيلم؟

مشهد سقوط الطائرة، مدته 5 دقائق تم تصويره مرة واحدة، وكيت أذت نفسها أثناء تصويره، لأن رأسها اصطدمت بإدريس، وظلت تعاني من الصداع لمدة يومين.

وهل قصدت من خلال الفيلم محاربة العنصرية، من خلال خلق قصة حب بين كيت وإدريس بغض النظر عن الاختلافات بينهما؟

لم نفكر بهذه الطريقة عند اختيار بطل الفيلم، ووقع اختياري على إدريس لأنه ممثل جيد وكنت مؤمن بأنه سيستطيع تقديم الدور كما ينبغي، لكن بعد ذلك اكتشفت أن الفيلم يحمل هذه الرسالة دون تعمد.

الفنان حسين فهمي تحدث عن صعوبة دخول مخرج عربي لصناعة السينما في هوليود.. حدثنا عن الصعوبات التي واجهتها حتى تحقق الأمر؟

الوضع الحالي في هوليوود بات مختلفًا، فهي مكان كبير يضم آلاف الشركات وملايين الأشخاص، وبالعكس هم يبحثون عن وجوه جديدة بشكل دائم، ومواهب جديدة، ويتابعون ما يحدث في الصناعة في أماكن أخرى، وعندما يجدون من صنع فيلم لوطنه على مستوى عالمي، يدعونه للعمل هناك، فذهابي لهوليود لم يكن برغبة مني أن أصبح مخرج هوليودي، لكن بعد عرض فيلمي "الجنة الآن" وجدت شركات هوليودية اتصلت بي، وطلبوا الجلوس معي، وعرضوا عليّ الكثير من المشاريع، واخترت منها "الجبل بيننا- the mountain between us".

وهل كان متاح لك طرح أفكار.. وكيف تم التعامل معها من جانبهم؟

بالطبع كان هناك مجال لطرح أفكار لموضوعات أرغب في تنفيذها، واقترحت عدة مشاريع على عدة شركات، لم يكن مرحبًا بها كلها، حتى تم الاستقرار على فيلم "الجبل بيننا"، وكان مُقترح من جانبهم، وأعجبت بالسيناريو، وبدأنا العمل على تطوير السيناريو واستغرق الأمر عامين، والتصوير تم في عام.

مخرج فلسطيني يخوض تجربة الإخراج في هوليود.. كثيرون اعتقدوا أنك ستقدم موضوع عن القضية الفلسطينية.. هل كان الموضوع مطروح أم مستبعد؟

طبعًا اقترحت موضوعات لها علاقة بالقضية الفلسطينية، لكن كان صعب جدًا ليس لأسباب سياسية ولكن لأسباب تجارية، فعادة الفيلم الفلسطيني يكون غير مربح، وهوليود ليست جمعية خيرية ولكن صناعة ربحية وأي عمل لابد أن يكون مربح، والقضية الفلسطينية كفيلم تجاري غير مربحة.

ألم تقلق من أن يتسبب قيام أحداث الفيلم على بطلين فقط في إصابة الجمهور بحالة من الملل؟

كنت أعي خطورة الأمر، وأنه تحدي بكل تأكيد، وأول حل للموضوع هو قوة الممثلين، فاخترنا كيت وإدريس، وعملنا على وجود اختلاف في الشخصيات، لخلق صراع، والصراع يخلق التوتر الذي يخلق انتباه عند المشاهد، والصورة كان بها شيء واقعي وشاعري، والمشاهد الحالي يحب هذه الحالة، وكلها أمور ساعدت في الحفاظ على انتباه الجمهور.

وماذا عن جديدك خلال الفترة المُقبلة؟

عادة لا أحب الحكي عن المستقبل، لأن ولا مرة تحدثت عن مشاريع مستقبلية وتحققت، لكن لدي أكثر من مشروع أعمل عليه حاليًا.

وكيف ترى السينما الفلسطينية الجديدة، خاصة بعدما ظهرت أفلام لا تركز فقط على معاناة وكفاح الشعب الفلسطيني؟

أشعر بفخر تجاه وضع السينما الفلسطينية حاليًا، فهي في تطور دائم، وبات لدى فلسطين عدد كبير من المخرجات ربما أكبر من عدد المخرجين، يمكن أكبر دولة في العالم بها مخرجات، أنا متفائل بأن المُقبل سيكون أفضل للفيلم الفلسطيني.

شهدنا في الفترة الماضية خروج قرار بمنع عرض فيلم "القضية 23" للمخرج زياد دويري في مهرجان "أيام غزة".. كيف رأيت هذا القرار؟

أنا ضد المنع، ببساطة من يريد المقاطعة عليه أن يقاطع، لكن الفيلم في حد ذاته لم يكن فيلمًا مُطبعًا كما أثير، لذلك مقاطعته أمر غير عقلاني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان