ناقد عن اتهام "الشيخ جاكسون" بازدراء الإسلام: عبث وتعاطٍ جاف مع الفنون‎

كتب - مصطفى حمزة:
عادت المشاكل من جديد لتحاصر فيلم "الشيخ جاكسون"، الذي يواجه هذه المرة تهمة ازدراء الأديان، وفق بلاغ رسمي تقدم به المحامي أيمن رأفت والمحامي عبدالرحمن عبدالباري، الأمين العام للجنة الحقوق والحريات بنقابة المحامين في الجيزة، الثلاثاء الماضي، إلى النائب العام.
 
وعبر الناقد السينمائي رامي عبدالرازق عن دهشته من التطورات الجديدة، وقال في تصريح خاص لـ"مصراوي" اليوم الجمعة: "هي من علامات العبث والكوميديا السوداء التي نعيشها في مجتمعنا حاليًا، وأطرف ما في هذا الاتهام أن مقدم البلاغ هو رئيس لجنة الحقوق والحريات في نقابة المحامين بالجيزة، أي الشخص المفترض أن يدافع عن الحقوق والحريات بمختلف توجهاتها".
 
وأضاف عبد الرازق: "هذا الفيلم لا يتحدث عن الدين، بل عن سياق فكري ونفسي واجتماعي، لا علاقة له بالإسلام، بل بفكرة التشدد والتطرف الديني، وهو ما ينكره المدافعون عن الإسلام أنفسهم".
 
وتابع: "ما يحدث مع هذا الفيلم حاليًا هو جزء من سياق يتجدد كل فترة في المجتمع المصري، عندما تتكاثف ظلمة الجهل والتعاطي الجاف والضيق مع الفنون والأفكار ومختلف وسائل التعبير، بل إن حيثيات البلاغ المنشور نفسها تحتوي على ما يهدم أساس البلاغ نفسه".
 
وفي إشارة إلى جزء من حيثيات الدعوى المرفوعة ضد الفيلم، قال عبدالرازق: "يقول مقدم البلاغ إن هذا العمل تعرض للدين الإسلامي الحنيف بكثير من الإساءة، وإن الفيشاوي استخدم أصحاب الجلباب القصير وذوي العقول الضيقة في فهم الدين والمتشددين، ليُظهرهم على أنهم رجال الدين، على عكس الصحيح، وليثبت في النهاية أن صاحب الرقص والفكر المعاصر ينتصر على صاحب الدين والأفكار المتحجرة، وهذا كله عكس رسالة الفيلم الذي يثبت أن المتشددين لا يمثلون رجال الدين".
 
يُذكر أن المحامي أيمن رأفت والمحامي عبدالرحمن عبدالباري تقدما صباح الثلاثاء الماضي ببلاغ إلى النائب العام ضد صناع فيلم "الشيخ جاكسون"، وعلى رأسهم الفنان أحمد الفيشاوي، والمخرج عمرو سلامة، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي.
 
وذكر المحاميان في البلاغ أن الفيلم يسيء إلى الدين الإسلامي، ويشكك في ثوابته ببث أفكار مغلوطة تمسه.
 
ومن المقرر استدعاء صناع الفيلم خلال الأيام المُقبلة، وكذا الاطلاع على السيناريو ومطابقته بالبلاغ المُقدم ضدهم.
 
فيلم "الشيخ جاكسون" بطولة أحمد الفيشاوي، وأحمد مالك، وماجد الكدواني، وأمينة خليل، ودرة، ومحمود البزاوي، وياسمين رئيس، وهو من إخراج عمرو سلامة، وتدور أحداثه في السنوات التي سبقت 25 يناير، وبالتحديد خلال العام 2009، حول شخص يعاني أزمة نفسية بسبب هوسه بملك البوب مايكل جاكسون.