حوار| مخرجة "الجايدة": الانتحار في الفيلم تحرر.. ووضع المرأة التونسية مُهدد
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
حوار - منى الموجي:
تؤكد أن الفن والسياسة حياة، لا يمكن الفصل بينهما، فإذا كانت الكلمة هي وسيلة السياسة، فالفن وسيلته الكلمة والصورة. ترى نفسها امرأة مشاكسة، تحب الرهانات الصعبة، هي المخرجة التونسية المهتمة بقضايا المرأة وحقوقها سلمى بكار.
"مصراوي" التقى سلمى لتحدثنا عن فيلمها الأخير "الجايدة"، وتفاصيل مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي، وعودتها للعمل السينمائي بعد سنوات قضتها في العمل السياسي بعد الثورة التونسية، إلى الحوار..
تركتِ الفن لفترة من أجل العمل السياسي.. فما الذي دفعك لخوض هذه التجربة؟
السياسة والفن لا ينفصلان، هما في نظري الحياة، وأنا امرأة مشاكسة وأموت على الرهانات الصعبة، وأتحمل مسؤولية كل قراراتي، ورغم أن البعض نظر إليّ بطريقة غريبة لأنني انشغلت بالسياسة بعد 40 عامًا من العمل في الفن، لكن أصريت على الدخول إلى السياسة، ورشحت نفسي في المجلس، ولم استخدم في إقناع الناس للتصويت لي لغة السياسة الخشبية، ولكن استخدمت أدواتي السينمائية، ونزلت إلى الشارع بكاميرا، وسألت المواطن التونسي الذي عانى من القمع، عن أحلامه، وما الذي يحتاجه مني، وما الذي يريده في الدستور، ما هي آلامه، والناس فتحت لي قلبها، ومنحوني أصواتهم.
تعودين للسينما بفيلم "الجايدة" الذي يتحدث عن العنف ضد المرأة.. هل مازالت تعاني المرأة التونسية من العنف والاضطهاد؟
المرأة التونسية حققت الكثير من المكاسب، وحصلت على الكثير من الحقوق، لكن أصحاب الأفكار الرجعية حاولوا في فترة سحب كل ما حققته، ولولا وعي المرأة والتقدميين في تونس، لنجحت مخططات الفكر الرجعي. التقدميون دافعوا بكل شراسة عن حقوق المرأة التي تتنافى مع الفكر الرجعي الديني، الذي أراد استنباط الدستور التونسي من الشريعة، في الوقت الذي كنت أطالب فيه بمدنية الدولة، وألا نحكي عن المرأة والرجل، ولكن نحكي عن المواطن.
وما الرسالة التي أردتِ أن تصل للجمهور من خلال "الجايدة"؟
أردت القول إن رغم قيمة القوانين التي تمنح للمرأة التونسية حقوقها، لكن تبقى هشة، إذا لم نواصل الرقابة عليها والكفاح من أجل الحفاظ على ما اكتسبته المرأة، وهو ما جعلني أختم الفيلم بجملة "يتواصل الكفاح من اجل الحرية المساواة وكرامة المرأة".
معنى ذلك أن المكاسب التي حصلت عليها المرأة التونسية باتت مُهددة الآن؟
بالطبع هناك أشياء تهدد ما حققته المرأة التونسية، فالقوانين وحدها لا تكفي، وصار هناك رجعة في العقليات، لكن انتصرنا على الفكر الرجعي وكتبنا دستور مدني وتقدمي، وفي قناعتي علينا مقاومة هذا الفكر بالتربية، التعليم، الثقافة والعمل الفني، وهو ما دفعني للعودة للسينما، قررت أرجع لسلاحي الأصلي.
هل النماذج النسائية التي شاهدناها في الفيلم لقصص واقعية أم من خيالك؟
الإنسان يظل يحمل بداخله لا قصته فقط، ولكن قصص كل من حوله التي شاهدها أو سمع عنها، وتسببت في إيذائهم، وأنا بالطبع عاصرت قصص كانت المرأة فيها مضطهدة، وإن لم تصل كلها لدار جويد. وما ظهر في الفيلم مخزوني الذي أخدم به العمل.
من بين بطلات الفيلم قررت بطلة الانتحار.. لماذا اخترتِ هذا المصير لها؟
اخترت أن تنهي "ليلى" الشخصية التي قدمتها الفنانة سهير عمارة حياتها، لتكون صرخة في وجه المجتمع الذي يسكت عن أمور هي حق لكل امرأة، فالمتعة حق وطلب شرعي لكل امرأة، و"ليلى" لم تجده مع زوجها لأنه كبير في السن، فلم تجد وسيلة لتعيش حريتها، فقررت في النهاية الانتحار، واعتبرته تحرر من كل آلامها، فهي لأول مرة تختار مصيرها ومصير جسدها.
الفيلم شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. حدثينا عن هذه المشاركة؟
لم أخطط لمشاركة الفيلم في المهرجان، فقد كنت مشغولة بوضع اللمسات الأخيرة على الفيلم، لكن وقعت ظروف أعتبرها اليوم سعيدة، وتقدمت بالفيلم للمهرجان، وقبل عرضه على الجمهور توترت، وشعرت بالخوف من رد فعل الجمهور المصري، لأنه ذواق ويتعاطى سينما وتدخل في أنفاسه.
وما الذي جعلك تشعرين بالخوف؟
شعرت بالخوف من ألا يفهم الجمهور اللهجة التونسية، ألا يفهمون الرموز التاريخية التونسية، لكن كنت سعيدة جدًا بردود الفعل، ووجدت أن الفيلم يحمل قيمة تتخطى حدود بلادي، ويلمس الجمهور في أي بقعة في العالم.
وكيف ترين وضع السينما التونسية حاليًا؟
تحسنت قليلًا، شهدت تونس مؤخرًا مولد جيل جديد من السينمائيين الشباب، ورغم قلة الامكانيات هناك إنتاج متنوع، ولم تعد السينما التونسية صناعة تقليدية، خاصة وأن لدينا ما يُعرف بسينما المؤلف، فما حدث في السنوات الأربع الأخيرة يبشر بمولد سينما تونسية حقيقية.
لماذا تغيب السينما التونسية عن السوق المصري؟
هذا سؤال علينا توجيهه للموزعين، لماذا يتم توزيع الشريط الأمريكي والصيني في مصر، ولا يتم توزيع الشريط التونسي، وإذا كانت المشكلة في اللهجة، فمن الممكن حلها بوضع ترجمة بالعربية والإنجليزية أسفل الشريط.
هل مشروعك السينمائي الجديد سيتعلق بقضية تهم المرأة التونسية أيضًا؟
قضايا المرأة ليست منفصلة عن قضايا المجتمع، عندما أحكي عن المرأة فانا أحكي عن المجتمع ككل وعن مشاكله، وهي مشاكل مجتمع عربي، إسلامي وتقدمي، يحب أصالته العربية الإسلامية وانفتاحه على بقية العالم، لكن ممكن أتطرق لها أكثر من خلال شخصيات نسائية.
فيديو قد يعجبك: