إعلان

حوار:مدير مهرجان الفيديو: نستقبل أفلام من كل دول العالم..ومستقبل الفن المستقل مُظلِم في مصر

02:42 م الإثنين 27 فبراير 2017

مهرجان القاهرة الثامن للفيديو

حوار- شروق غنيم:

انطلق مهرجان القاهرة الثامن للفيديو، في الخامس من فبراير الماضي وتنتهي فعالياته اليوم. ويحتوي على أعمال مختلفة، إذ تم عرض 119 عملًا من 63 دولة مختلفة مثل مصر، لبنان، قطر، اليابان، إيران، أمريكا، ألمانيا وفرنسا.

تعود البداية إلى عام 2005، حين قرر محمد علّام، خريج كلية التربية الفنية، رِفقة زملائه، تأسيس منصّة تُسلِط الضوء على فنون الفيديو والأفلام التجريبية، وتُساهم في تطويره على مستوى المنطقة، فكان مهرجان القاهرة للفيديو. مصراوي حاور علّام، مدير المهرجان، يتحدث عن كيفية اختيار الأعمال، وما الاختلاف الذي طرأ على الحدث في دورته الثامنة، هل يلقى المهرجان رواجًا وإقبالًا من الجمهور، وهل دعمتهم وزارة الثقافة أم لا.

حدثنا عن برنامج المهرجان هذا العام.

البرنامج ينقسم إلى جزءين؛ عروض سينمائية تُعرَض في سينما زاوية والمركز الثقافي الفرنسي بشكل مجاني، إلى جانب معرض فني في مركز مدرار للفن المعاصر، وبالإضافة لذلك نُنظم فعاليات مُختلفة مثل محاضرة أدائية، أو استقدام مؤسسة من شيكاغو تحكي عن تجربة للأفلام التجريبية بالسبعينات.

كيف يتم اختيار الأعمال المشاركة في المهرجان؟

نحن نُطلق دعوى عامة لاستقبال الأفلام من كل مكان في العالم، هذا العام استقبلنا حوالي 3 آلاف فيلم، حدث لهم عملية تصفية أولية حتى وصلوا إلى 500 فيلم، ثم جاء دور لجنة تحكيم دولية للتصفية ما بينهم، والمُشكّلة من ثلاثة فنانين وهم محمد شوقى حسن من مصر، غسان سلهب من لبنان، يرون كويمانس من هولندا. وفي النهاية وقع الاختيار على 120 فيلم.

هل هناك معايير معينة لاستقبال الأعمال المشاركة في المهرجان؟

هناك معايير لكن ليست قواعد؛ والمعيار الأساسي بالنسبة لنا هو توافر قدر عالي من الإبداع بها، والجودة بالطبع سواء لها علاقة باستخدام التقنيات، أو باستخدم تقنية جديدة.

هل يضع المهرجان شروط من أجل جودة أفضل، مثل استخدام كاميرا بعينها؟

لا، لأن فكرة المهرجان قائمة على الإبداع ورؤية متنوعة لاستخدام جماليات الصورة، لذا جاءتنا مشاركات مختلفة من أفلام مصورة بكاميرا مخترفة إلى كاميرا هاتف محمول، ونرى كفريق عمل أن كل صورة ولها جمالها، سواء صورة الشريط، الديجيتال، أو صورة التليفون، الأهم كيف يستخدم الفنان تلك الأداة ليُخّدِم على فكرته.

على مدار 8 سنوات أُقيم المهرجان، ما التطور الذي طرأ عليه خلال تلك المدة؟

في البداية كان المهرجان محلي، لكن بمرور السنوات، وسعنا النطاق الجغرافي، حتى أصبحنا نستقبل أعمال من كل مكان في العالم، كما نظمنا هذا العام جولات لطلاب الجامعات التي تدرس فنون في المهرجان حتى يُضفي خِبرة عملية والتقاء بأعمالٍ مختلفة تفيدهم في دراستهم.

وفيما يخُص المشاركات هذا العام، فقد تطور مستوى الأعمال المُشارِكة سواء من قِبل الصُنّاع، أو طريقة تجميعها وعرضها، وأرى أن هذا "التكنيك" من الأفلام يوّظف بحيث لا يقتصر على السينما فقط، بل تمتد علاقته للأدب، المسرح، والمزيكا، لذا حرصنا على أن تكون المشاركة متنوعة وتُقدِم مجالات واتجاهات مختلفة.

هل تلقى الأفلام التجريبية إقبالًا جماهيريًا؟

للأسف لا، فهذا النوع من الفن مُتخصص، وجمهوره ينتمي إلى الفنون بشكلٍ أو بآخر، سواء هذا النوع من الفن أو غيره، لكن من المُهم بالنسبة لنا أن نوسّع من دائرة الجمهور، لذا قررنا هذا العام أن يكون حضور العروض مجاني من أجل هذا، ومن جانب آخر لمراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة، وبالفعل امتلأت قاعة سينما زاوية خلال العروض السينمائية من المهرجان.

وماذا عن ردود الفعل على المهرجان؟

أرى أن ردود الفعل الحقيقية تحدث بعد انتهاء المهرجان، لكن حتى الآن ردود الفعل إيجابية ونتنظر نقد أو أي أفكار جديدة، من شأنها تُضيف للمهرجان وتطوره.

البعض يرى أن هذا النوع من الفن غير مفهوم.. كيف ترى ذلك؟

نتلقى ردود فعل من هذا النوع، ونستوعب ذلك لأنه نوعًا مختلفًا من الفن، وما نقوله إن برنامجنا متنوع وبالتأكيد المشاهد "هيطلع منه بحاجة"، ونحاول تقديم مفاتيح من خلالها يستطيع أي شخص بعيد عن الفن فهم ما يراه، مثل قواعد أي لعبة نحتاج لفهمها في البداية، ثم نستوعبها.

وإذا طلب أحد منك تعريفًا للفن الفيديو، ماذا يكون ردك؟ 

هذا النوع من الأفلام التجريبية أو فن الفيديو "ملمّس" مع كل الاتجاهات، الفكرة أننا نُقدم محتوى إبداعي بعيدًا عن الخط الكلاسيكي أو التقليدي الذي يُقدم في الأفلام التجارية أو الروائية، وليس هناك مصطلح أحب أن أطلقه على هذا النوع من الفن، لكنه حالة يتماهى معها المشاهد.

برنامج المهرجان متنوع ومُقسّم بشكل مختلف.. كيف تم إعداده؟

اختيار البرنامج مُعقد بعض الشئ، بعد انتهاء لجنة التحكيم من اختيار الأفلام، قرر فريق المهرجان اختيار مجموعة أخرى ليست صانعة أفلام، وتم الاستعانة بمثقفين يعملون في اتجاهات فنية مختلفة، مثل فنان تشكيلي، كُتّاب، ومعماري. وتم إعداد كاتلوج بعروض الأفلام إلى جانب مقطع عن كل عمل.

هناك أعمال عربية مُشاركة في المهرجان.. فكيف ترى تطور الأفلام التجريبية على مستوى الوطن العربي؟

هناك تطور كبير، وبشكل عام بعد الثورة أصبح هناك تداول لفكرة "الصورة المُتحركة" بين الناس وليس الفنانين أو الصحافيين فقط، سواء تم استخدام الفيديو بشكل تدويني أو خبري، أو فني. نحن في المهرجان بالطبع نُركز على الجانب الفني الإبداعي، وخلال الفترة الأخيرة كان هناك برامج وورش في مناطق عربية لدعم المهتمين بهذا النوع من الفن.

هل يُقدم المهرجان في الختام أي تكريم أو جوائر للمشاركين؟

حتى الآن لا، لكننا نطمح في المرات القادمة بتوفير منحة للفنانين المشاركين لإنتاج فيديو، أو منحة لأحد المشاركين بالإقامة في مصر لإنتاج فيلم، لازلنا في طور التفكير وما يهمنا ألا تكون جائزة تقلدية ومجرد تقديم أموال فقط.

حدثنا عن فريق عمل المهرجان

نحن أقل من 10 أشخاص، لا نعمل بشكل تقليدي ومعظمنا فنانين، هناك فريق للإدارة اللوجستية، وآخر للإدارة الفنية والذي له علاقة ببرنامج المهرجان واختيار الأفلام المشاركة ولجنة التحكيم، وتُديره منة الشاذلي. 

هل يحصل المهرجان على دعم من وزارة الثقافة أو أي جهة حكومية؟

الحكومة أو وزارة الثقافة لا تساعد المؤسسات المستقلة، لذا نلجأ لمؤسسات أخرى تدعمنا بأشكال مختلفة وليس ماديًا فقط، مثل المعهد الفرنسي الذي يسمح لنا بإقامة العروض السينمائية دون مقابل. وللأسف المؤسسات المستقلة والمجتمع المدني عليهم حاليًا قيود كبيرة، مما أدى إلى تقليص دعم الفن، رغم أننا نشاط فني وليس له علاقة بالسياسة أو الدين، وأرى أن المستقبل مُظلِم جدًا فيما يخص الحركة الفنية بشكل عام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان