إعلان

عن الحنين والشوكولاتة وروتين الموظفين.. 3 أفلام بمهرجان القاهرة تحلم بسينما جديدة

01:25 م الأربعاء 28 نوفمبر 2018

كتبت- رنا الجميعي:

في برنامج سينما الغد، أحد البرامج الموازية المعروضة بمهرجان القاهرة السينمائي، هناك عروض لثلاثة أفلام مصرية، ويدير البرنامج الناقد الفني "أندرو محسن"، البرنامج يعمل على تشجيع صناع الأفلام القصيرة على تقديم تجاربهم داخل المهرجان العريق، مع وجود مسابقة ينافس من خلالها الأفلام.

يعرض فيلم "التجربة آسف" للمرة الأولى في الشرق الأوسط، لمخرجه علاء خالد، أما فيلمي "شوكولاتة داكنة" و"التدريبات القصوى لتحسين الأداء" لمخرجه ياسر شفيعي، فهما عرض أول عالميًا.

في فيلم "التجربة آسف" أنت على موعد مع محاولة لإصلاح الماضي، عبر آلة زمن - هي في الأصل بيانو- يعزف عليها بطل العمل، نبيل علي ماهر، الذي يقوم بدور الموسيقار، يعود للاعتذار لحبيبته، فيما لا ينطق الممثل بأية كلمة طوال مدة الفيلم التي تستغرق 12 دقيقة، سوى عبارة "أنا آسف".

يقول "علاء خالد"، مخرج الفيلم، إنها أولى تجاربه في صناعة فيلم قصير، حيث يعمل كمخرج إعلانات منذ عام 2009.

قام خالد بتمويل فيلمه بشكل ذاتي، بجانب عدد من الشركاء، واستغرقت صناعة الفيلم حوالي 10 شهور، واجه خالد تحدي كبير كونه المخرج والمنتج في الوقت نفسه، وهو ما وضعه بين نار المخرج الذي يرغب في أعلى جودة، والممول الذي يريد كل شئ بأقل تكلفة ممكنة.

يعتبر "أنا آسف" مزج بين الدراما والخيال العلمي، عُرض الفيلم مرتين داخل سينما الهناجر، بدار الأوبرا، ضمن برنامج سينما الغد، والتي شهدت عروضه حضورا كامل العدد.

كان الفيلم المصري الثاني، هو "شوكولاتة داكنة"، داخل الفيلم تكتب البطلة -التي تقوم بدورها الممثلة داليا شاش- قصة فيلم عن علاقتها بحبيبها وعلاقتها بجزيرة الزمالك، فتبحث وراء تاريخ المنطقة التي تعيش فيها، وتدور تساؤلات داخل الفيلم حول ملاك الجزيرة الأصليين، هل هم الإقطاعيين من البشوات أم الناس البسيطة، وذكر الفيلم أن هناك شخص اسمه محمدين أحد سكان الجزيرة الأصليين، وقد تم تهجير أسرة محمدين إلى امبابة.

"عمرو موسى"، مخرج الفيلم، كان ينوي خروج العمل كـ"روائي طويل"، مما استدعى حذف لكثير من المشاهد حتى يتحول إلى فيلم قصير، ومن بين التفاصيل التي اضطر موسى لحذفها آسفًا؛ هي قصة تهجير محمدين من الجزيرة "كنت مشدود جدًا للجزء بتاع محمدين وفي الكتابة الطويلة كان واخد حقه أكتر"، استدعت مشاكل الإنتاج ذلك التحوّل، وقد استغرقت الكتابة ثلاثة شهور، ثم أربعة أشهر لتنفيذ الفكرة.

يذكر موسى أن اسم الفيلم "شوكولاتة داكنة"، هو المغزى من العمل الفني، لأن البطلة لديها اكتئاب، والشيكولاتة هي وسيلتها للتخفيف من معاناتها "الشيكولاتة الداكنة هي أصل الشيكولاتة، والبطلة في الفيلم بتحاول تدور ورا الحاجات الحقيقية في حياتها".

"شيكولاتة داكنة" هو سابع تجربة فنية لموسى، والرابع في دخول المهرجانات، هناك ثلاثة أفلام سابقة حازت على إعجاب الجمهور هي؛ رمادي ورز بلبن وغريب عن المدينة، وتم عرضها بمهرجانات خارج مصر وفي عروض مختلفة كسينما زاوية والجامعة الأمريكية، كما حاز فيلمه غريب عن المدينة جائزة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة.

تحدي جديد يقدمه ياسر شفيعي عبر فيلمه "التدريبات القصوى لتحسين الأداء"، صحيح أن الاسم يبدو غريبًا للوهلة الأولى، فيما يظهر التفسير واضحا مع حداث العمل الذي يصنف ككوميديا سوداء، وتدور أحداثه عن موظف داخل منظومة الروتين المصرية، وكيف يتعامل في يوم العمل الأول؟.

في فيلمه الأول "حلم المشهد" صنع شفيعي عملًا شاعريًا، كما يقول، وهو المعاكس تمامًا لتجربة "التدريبات القصوى"، وحاز فيلمه "حلم المشهد" على جائزة خاصة بمهرجان ميلانو للسينما الأفريقية وأمريكا اللاتينية، ويتم تدريس الفيلم في المدارس بمدينة ميلانو، كما ذكر شفيعي.

أنتج شفيعي فيلمه عبر شركة الإنتاج المملوكة له "بابيون آرت بروداكشن"، وكانت تكلفته بسيطة، حيث يقع الفيلم في مكان واحد، ويقوم بدور البطل الممثل علي الطيب، الذي برعت انفعالاته في خلق حالة من الضحك بين الجمهور، الذي ملأ سينما الهناجر في العرض الأول والثاني للفيلم.

كان لعرض فيلم التدريبات القصوى بمهرجان القاهرة وقع جيد على شفيعي، حيث يقول "دا أقدم مهرجان في أفريقيا"، فيما يرى المخرج الشاب أن الأفلام القصيرة لها جمهورها التي يأتيها خصيصًا، حتى وإن تعارضت مواعيدها مع مواعيد لأفلام طويلة حاصلة على العديد من الإشادات.

في سينما الغد تعرض تلك الأفلام عالميًا لأول مرة، وتجذب قطاع من شباب السينمائيين، والراغبين في مشاهدة نوعية مختلفة من الأفلام، لكن الأفلام القصيرة تمرّ بمشكلات لعدم وجود سوق تُدار من خلاله، يُمكّن صانعه من الحصول على مردود مادي، أو حتى يراه قطاع مختلف من الجمهور، يرى عمرو موسى أن سوق صناعة السينما في مصر طارد للأفلام القصيرة، التي تراها شركات الإنتاج والتوزيع غير مدرة للربح.

سوق موازي هو الاقتراح الذي يقدمه موسى، "ممكن يتم عمل عروض في أماكن التجمعات، زي القهاوي ومساحات العمل، دا هيخلي مع الوقت فيه جمهور ليه"، تحتاج تلك الخطوة إلى كثير من الجهد والصبر حتى تُحقق مرادها، والنتيجة بالنسبة لموسى على المدى البعيد هو إقناع الموزعين بعد ذلك ليتم عرضها بقاعات السينما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان