لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دعوات مقاطعة "قضية رقم 23" تنتقل لمصر.. وناقدة: يناقش موضوع مهم بجرأة وصدق

09:35 م الخميس 01 فبراير 2018

كتبت- منى الموجي:

أطلت على الساحة الفنية من جديد دعوات تطالب بمقاطعة فيلم "قضية رقم 23"، بالتزامن مع عرضه في سينما زاوية بوسط البلد، في الوقت الذي يعوّل أهل الفن على الفيلم في الفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي في "الأوسكار"، بعد إعلان اختياره ضمن القائمة القصيرة، ليكون من بين خمسة أفلام تتنافس على الفوز بالجائزة.

أصحاب الدعوات الرافضة لاستقبال دور عرض مصرية للفيلم اللبناني الذي أخرجه زياد دويري، والمُطالبة بمقاطعته، أرجعوا سبب اتخاذهم هذا الموقف إلى الاتهامات الموجهة لزياد بالتطبيع مع إسرائيل، مؤكدين أنه سبق وقام بتصوير فيلم "الصدمة" في الأراضي المحتلة، وأعلن القائمون على سينما زاوية، إصرارهم على عرض الفيلم، وبالفعل أطلقت شركة AFD الفيلم أمس الأربعاء.

وتعليقًا على دعوات المقاطعة، قالت الناقدة ماجدة موريس في تصريح خاص لـ"مصراوي": "أنا ضد المقاطعة، علينا أن نشاهد الفيلم ونقول فيه رأينا، وفيلم قضية رقم 23، على مستوى فني عالي، ومُرشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار، ويضع يده على قضية في منتهى الصعوبة، وموجودة واللبنانيين عايشين فيها بقالهم سنين طويلة، احنا من مصلحتنا إن أي فيلم أو عمل سينمائي يطرح قضايا موجودة ومتفجرة ومسكوت عنها، إننا نشوفه ونفهمه".

وتابعت ماجدة "هناك مبدأ يقول اعرف عدوك، وانطلاقًا من هذا المبدأ عندما نحضر مهرجانات عالمية، تشارك فيها أفلام إسرائيلية، نذهب لمشاهدتها، حتى نتعرف على الكيفية التي يقدموا بها أنفسهم، فما بالك بأشقاءنا الفلسطينيين واللبنانيين"، مشددة على أن الفيلم يطرح قضية صعبة وموجودة في لبنان، وفيها الكثير من الاختلافات والتفاصيل الدقيقة، التي نجح المخرج زياد دويري في تقديمها بأسلوب فني عالي، مع الفنان الفلسطيني كامل الباشا، والفنان اللبناني عادل كرم.

وأضافت "من حق أي شخص أن يكون له رأي يتعلق بالفيلم، لكن عليه أن يشاهده أولًا، يجب أن نثق في أنفسنا أكثر، نشاهده ثم نعلن وجهة نظرنا فيه وفي المعالجة، هو ده الفن ومن المفترض أن نتعامل معه بهذه الطريقة".

وعن خروج دعوات المقاطعة مع طرحه في سينما زاوية ودور العرض الأخرى، رغم أنها لم تخرج عند مشاركة الفيلم في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، التي أقيمت في سبتمبر الماضي، وحصوله على جائزة نجمة الجونة الفضية، قالت "فيه كدا ناس بينجحوا للأسف انهم يقودوا غيرهم لحملات من النوع ده، قد يكون الدافع وطنيًا وأنا لا أشكك فيهم، لكن في رأيي أن الوطنية أن تعرف أكثر، والفيلم يقدم للمشاهد المعرفة عن موقف، لن يستطيع التعرف عليه إلا من عمل فيلم أو أنه يسافر إلى هناك"، مختتمة بالتأكيد على أن زياد دويري نجح في عرض القضية بقدر عالٍ من الجرأة ومن الصدق في التناول.

يُذكر أنها ليست المرة الأولى، التي تخرج فيها دعوات لمقاطعة الفيلم، إذ خرجت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة، دعوات تنادي بمقاطعة الفيلم، وعدم حضور العرض الذي كان مقررًا إقامته ضمن مهرجان أيام سينمائية في رام الله بفلسطين، وهي الدعوات التي قوبلت باستهجان من عدد كبير من محبي وصنّاع السينما.

وحرص بطل الفيلم الفنان الفلسطيني كامل الباشا، الحاصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان "فينيسيا" عن دوره في الفيلم، على التعليق على الدعوات عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، قبل أن تقرر بلدية رام الله إلغاء عرضه، وكتب كامل –وقتها- "أتابع قدر المستطاع بهدوء وحرص ما يُنشر من دعوات عبر الفيس بوك، لمقاطعة فيلم قضية 23، محاولًا فهم دوافع الداعين للمقاطعة. هم يبررون دعوتهم بأن زياد أنجز فيلمه السابق في فلسطين المحتلة وبناءًا عليه يجب مقاطعة جميع أفلامه إلى أن يعتذر لهم عن فيلمه السابق، علما بأن الفيلم السابق، وهو الصدمة، تمت مقاطعته، ومُنع في جميع الدول العربية قبل خمس سنوات".

وأشار كامل إلى محاولة البعض الخلط عن قصد بين فيلمي زياد "الصدمة" و"قضية 23"، سعيًا لإيهام الناس أن هناك قرارًا بمقاطعته، متابعًا "يكذبون ويشوهون الحقائق عمدا، أردت أن أفهم لماذا؟، وبعدما أصدرت لجنة مقاومة التطبيع في فلسطين بيانا أقرت فيه أن فيلم "قضية 23" لا تنطبق عليه معايير المقاطعة، زاد إصرار هؤلاء على تشويه الفيلم والإساءة لمخرجه والدعوة لمقاطعته بحجة أن قرارات لجنة المقاطعة ليست كتابا مقدسا، وأنا اتفق معهم في هذا فلا مقدس إلا ما أمر الله بتقديسه بالنسبة لي، إذن لماذا يشن هؤلاء هذه الحملة وقد عوقب زياد على فيلمه الأول، ولماذا يتبنون خطابا تخوينيا ويسعون لمنع فيلم لم يشاهدوه؟، ولماذا يختارون من مجمل ما كُتب عن الفيلم في لبنان وفي إيطاليا تلك المقالات التي تحلل الفيلم وفقا لأجندة سياسية طائفية مقيتة؟".

تدور أحداث الفيلم في بيروت، إذ يتعرض طوني المسيحي اللبناني لإهانة كبيرة بدأت بقضية حدود تجمعه مع اللاجئ الفلسطيني ياسر في قاعة المحكمة، تقوم القضية بإفشاء جروح سرية وتكشف عن صدمات عديدة، فضلًا عن الإعلام المحيط بالقضية والذي يدفعها بإصرار نحو حافة الانفجار، مما يضطر طوني وياسر إلى إعادة النظر في حياتهما وأحكامهما المسبقة.

"قضية رقم 23" بطولة كامل الباشا، عادل كرم، دياموند بو عبود، ريتا حايك، طلال جوردي، جوليا قصار، كريستين شويري، وهو من تأليف جويل توما بالإشتراك مع مخرجه زياد دويري.

وبالإضافة لترشيحه لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي، شارك الفيلم في مهرجانات دولية عديدة فاز عنها بجوائز، أهمها جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور بمعهد الفيلم الأمريكي، كما شارك الفيلم في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي وحظي بإعجاب الجمهور الذي صفق لدقائق بعد انتهاء العرض، كما شارك في أيام قرطاج السينمائية.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان