كيف خطفت "السينما" أحمد زكي من "المسرح"؟
كتبت – منال الجيوشي:
تحل اليوم الذكرى الـ13، لرحيل الفنان الكبير أحمد زكي، الذي يعد واحدا من أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية.
أحمد زكي ممثل من الطراز الرفيع، نجح في أن يغير ملامح فتى الشاشة ببشرته السمراء وشعره المجعد، وتقبل الجمهور فكرة أن يكون "زكي" هو النموذج للبطل، بعدما تفوق على نفسه وعلى غيره من أبناء جيله بأدوار لا تنسى في السينما.
في المقابل، نجد أن تجربة أحمد زكي في المسرح "غير مؤثرة"، فقد شارك في 3 أعمال مسرحية هي "هالو شلبي"، "مدرسة المشاغبين"، "العيال كبرت"، حتى هذه الأخيرة لم يكن "زكي" بنفس التألق الذي ظهر به سعيد صالح، ويونس شلبي.
وقالت الناقدة ماجدة موريس، في تصريحات لـ"مصراوي"، إن أحمد زكي هو "أصغر" ممثل في الفرقة التي ضمت سعيد صالح، وعادل إمام ويونس شلبي.
وأشارت إلى أن هناك مخرجين كبار التفتوا لموهبة أحمد زكي الكبيرة، من الأدوار المحدودة له على المسرح، وقرروا منحه فرصة كبيرة، لأنهم وجدوا إمكانيات كبيرة في هذا الشاب الأسمر.
وأضافت "موريس" أن المسرح بالنسبة لسعيد صالح، ويونس شلبي، كان أهم من السينما، خاصة أنهما كانا يجيدان إلقاء "الإفيهات"، وخلق المناخ الكوميدي للضحك، وأحمد زكي حتى في هذه الأدوار الصغيرة التي قدمها على المسرح، كان يقدم بُعدين في نفس الوقت، وهذه الطريقة تسمى "تراجيكوميدي"، بمعنى إنه كان من الممكن أن يقول "إفيه"، لكن وجهه وعينيه يعبران تعبيرات أخرى، كما أنه قدم مساحات مختلفة من التعبير، أكبر بكثير من زملائه بمسرحية "العيال كبرت"، وبالتالي أثار هذا الأمر بعض المخرجين الذين استعانوا به في أدوار تراجيدية، وليست كوميدية.
وتابعت الناقدة: "من حسن حظ الفنان أحمد زكي، ظهور جيل الواقعية في السينما، مثل داود عبد السيد، عاطف الطيب، محمد خان، الذين التقطوه من المسرح، وهؤلاء صنعوا مجدا كبيرا له، خاصة أنهم وجدوا فيه نموذج للبطل الذي يبحثون عنه".
وحول إمكانية نجاحه في حال استمراره بالمسرح، قالت: "المسرح كان يتجه ناحية الكوميديا فقط، وكان ذو ملامح معينة، والأدوار التي قُدمت لزكي محدودة، وعلى الرغم من امتلاكه حس عالي للكوميديا، لكنه كان راضيا أن يقدم أعمال سينمائية مختلفة، ونجد أن كل أفلامه احتوت على (إفيه) كوميدي، وكان من الممكن أن يتمسك بالعمل بالمسرح، إلا إنه وجد مجدا كبيرا في السينما، لم تُحقق لفنانين كبار من أبناء جيله".
بينما أكد الناقد محمود عبد الشكور، أنه على الرغم من تجارب أحمد زكي المحدودة في المسرح، إلا أنها تجارب مهمة، فقد كان يشارك في بطولة مسرحية "هالو شلبي"، وهو ما زال طالبا بمعهد الفنون المسرحية، واستطاع خطف الأضواء من الجميع.
وتابع "عبد الشكور" أن دور أحمد زكي في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، كان مميزا، وهذا الدور فتح له أدوار وترشيحات في السينما، كان أبرزها ترشيحه لبطولة فيلم "الكرنك"، لولا أن الموزع اختلف على أن يوضع اسم أحمد زكي بجوار اسم سعاد حسني.
وأشار إلى أن السينما خطفت أحمد زكي، لأن العروض السينمائية انهالت عليه، وساعده في ذلك ظهور جيل جديد من المخرجين في السينما، قدموه في أدوار مهمة، كما قدمه المخرج يحيى العلمي في رائعة "الأيام"، الت كانت محطة فارقة في مشواره الفني.
كما أكد "عبد الشكور" أن مسألة النصوص أبعدت أحمد زكي عن المسرح، خاصة أن النصوص الجيدة كانت محدودة، وكان من الممكن الاستفادة بموهبته العظيمة في المسرح، والتليفزيون، والإذاعة، لأنه امتلك بصمات كبيرة في كل مجال عمل به.
وعند سؤاله عن منافسته كنجم كوميدي، في حال ما استمر في تقديم أعمال مسرحية، قال الناقد الكبير أن أحمد زكي يستطيع أن يقدم الكوميديا، لكنه "مش كوميديان"، فهو لم يحترف الكوميديا مثل عادل إمام أو فؤاد المهندس، ولأن المسرح له أشكال عديدة، فكان من الممكن أن يصبح نجم مسرحي تراجيدي، فهو "مشخصاتي" يستطيع لعب كل الأدوار، ووقتها كان سيصبح نجما مسرحيا كبيرا، لأن موهبته الطاغية ستصنفه ضمن كبار نجوم المسرح التراجيدي أمثال سناء جميل، وعبد الله غيث، وسميحة أيوب، وغيرهم، والمشكلة كانت في ظروف المسرح، وليست في استعداد أحمد زكي.
فيديو قد يعجبك: