حوار- إيهاب لمعي: نهاية "قسطي بيوجعني" قاسية قسوة الحياة.. وهذا سبب اختياري لمعتز الدمرداش
حوار- منى الموجي:
يؤكد أنه مهموم بالبسطاء وبأحلام "الغلابة"، وهو ما جعله يقدم فيلم "قسطي بيوجعني"، الذي تم طرحه في دور العرض السينمائي بموسم شم النسيم، ولا يعتبر انحيازه للفقراء هجومًا على الأغنياء، هو المخرج والكاتب إيهاب لمعي، الذي تحدث عن فيلمه، ورأيه في تصنيفه "+12"، وطرحه في موسم شم النسيم، واختيار الإعلامي معتز الدمرداش للمشاركة في الفيلم، إلى الحوار..
بداية حدثنا عن ردود الأفعال التي جاءتك حول "قسطي بيوجعني" حتى الآن؟
الحمد لله ردود الأفعال التي جاءتني ممن شاهدوا الفيلم -وهم عدد قليل للأسف-، سواء جمهور عادي أو متخصص، كانت إيجابية، فكل من شاهده أحبه.
الفيلم من تأليفك.. لماذا وقع اختيارك على فكرة التلاعب بأحلام الفئات البسيطة لتقدمها في فيلم "قسطي بيوجعني"؟
مسألة التلاعب بأحلام الناس البسيطة أو الإنسان عمومًا أمر يؤرق كل من لديه إحساس بالناس، وأنا همي أحلام البسطاء والغلابة ومشاكلهم، فكان من الطبيعي أن أقدم عمل يمس هؤلاء.
كم استغرقت في كتابة النص؟
الوقت الطبيعي للكتابة، لا استطيع تحديد وقت معين، عادة ما تؤرقني الفكرة، وبعد الإمساك بكل جوانبها لا تأخذ الكتابة وقت كبير.
البعض قد يفسر "قسطي بيوجعني" على أنه هجوم على "الطبقة الحمراء- الأغنياء" ووصفهم بأنهم يستغلون "الطبقة الصفراء- الفقراء" لتحقيق الثراء.. ما تعليقك؟
ليس هجومًا، الانحياز للفقراء ضد الأغنياء لا يعني أنه موقف ضد الغنى، بالعكس أتمنى أن كل الناس تصبح أغنياء، لكن الفكرة في وجود نوعين من الناس "مُستغِلة" و"مُستغَلة"، أنا شخصيًا أعلنها بوضوح شديد، انحيازي للناس المُستغَلة "التعبانة"، انحاز لهم بحب، انحاز لأحلامهم، وتطلعاتهم، وأحلم بحياة أفضل للجميع، لأن الهدف حلم العدالة، وفي النهاية اعتبر انحيازي للفقراء والمطحونين أمر أعتز به، ليس انحيازًا للفقر ولكن انحيازًا ضده.
إسناد دور "سوسن" للفنانة مايا نصري كان بترشيح من الفنان هاني رمزي.. كيف رأيت الفكرة خاصة وأنك كنت متأكد من استحالة موافقتها؟
كنت أعرف بالطبع أن عودة مايا للتمثيل في الوقت الحالي أمر مستبعد بالنسبة لها، كانت تفكر في الغناء أكثر لأنه لن يأخذ وقتًا كبيرًا مثل التمثيل، تحيي حفلة كل شهر وتقوم بتسجيل الأغاني في وقت أقل من قيامها بتمثيل دور في عمل سينمائي أو تليفزيوني، لكن هاني اقترح اسمها وقلت له مستحيل لأني على علم بالظروف، لكن استطعنا توفيق الأمر وانضمت لفريق العمل.
وهل كنت ترى فنانة أخرى في الدور أثناء الكتابة؟
لا أتخيل أثناء الكتابة أي فنان في الشخصيات، أكتب ثم بعد ذلك أبدأ في ترشيح الفنانين للأدوار؛ فأنا لا أكتب لممثل، ورأيي أن أي ممثل موهوب مناسب لأي دور، والتمثيل في النهاية حرفة وصنعة صحيح يحتاج لوجود موهبة، لكن الموهوب يجب أن يكون لديه صنعة ويستطيع العيش في أي دور.
مع وجود مايا في الفيلم توقعنا وجود أغنية ضمن الأحداث خاصة وأنها دندنت بمقطع من أغنية للفنانة الراحلة شادية.. فما سبب عدم تقديم أغنية؟
الفيلم لم يكن به مساحة لأغنية، أحب الغناء جدًا، لكن لم أجد أن وضع أغنية سيكون شيئا مناسبًا، ومن المستحيل أن أضع أغنية في الفيلم لمجرد أنني أجامل مايا، وعندما دندنت بمقطع من أغنية للفنانة شادية جاء في سياق المشهد وسجلناها في الاستوديو أثناء التصوير، والموسيقى ركبتها في "الميكس"، تعاملنا معها في السياق كجملة حوارية لا أغنية، كما أن وجود مايا في الفيلم جاء كممثلة لا كمطربة، فهي في الأساس خريجة مسرح وتمثيل.
التجربة التمثيلية الوحيدة للإعلامي معتز الدمرداش كانت في فيلم تليفزيوني اسمه "شقة الأستاذ عليوة" وباقي الأعمال الأخرى كان يظهر بشخصيته الحقيقية.. كيف جاءت فكرة الاستعانة بمعتز؟
بعد الانتهاء من الكتابة، لم استطع أن أبعد عن خيالي أستاذ نور الدمرداش كممثل لشخصية "نجيب"، وأول شخص رشحته للدور كان معتز، تحدثت معه وهو صديق قديم، وأبدى استعداد وتحمس للفكرة بعد قراءة السيناريو، وعلى المستوى الإنساني معتز شخص رائع جدًا، وهو سليل عائلة فنية كبيرة.
وما رأيك في تصنيف الفيلم +12؟
التصنيف العمري موجود في كل المجتمعات، واعتقد أن الأمر في السينما يرجع للمشاهد نفسه، لكن لا أعرف ما سبب تصنيف الفيلم +12، وكثيرون بعد مشاهدة الفيلم سألوا عن السبب أيضًا. وبشكل عام أنا ضد الرقابة على أي عمل فني.
ألا ترى أن مشهد النهاية قاسي ولماذا اخترت أن تختتم الفيلم بهذه الصورة؟
هو طبعا قاسي قسوة ما نعانيه، وقاسي قسوة الحياة مع الناس المطحونة، وقاسي بقسوة الظروف التي تجعل الناس تعيس حالة صعبة، وقاسي بقسوة المشاكل التي تواجه الناس وقاسي بقسوة الواقع.
على "فيسبوك" قال عنك أحد متابعيك إنك قدمت بالفيلم رؤية السينمائي المسكون بحلم العدالة الاجتماعية.. كيف رأيت هذا التعبير؟
هذا التعبير من أكثر الأشياء التي كُتبت عن الفيلم وأعجبتني؛ لأنه شاهد الفيلم كما ينبغي أن يُشاهد، وكما أتمنى أن يشاهده الجميع على هذا النحو، طبعًا أنا مهموم بالعدالة الاجتماعية، وأحلم بحياة أفضل للجميع بدون استغلال، الكل يجب أن يأخذ فرصته، وأن الكل بالعدل يعيش، وهذه الجملة وصلتني مع أول يوم عرض للفيلم، فمنحتني إحساس بأن بالفعل هناك من شاهده.
وما رأيك في طرح الفيلم بموسم شم النسيم؟
موضوع طرح الفيلم في موسم شم النسيم لا دخل لي به، فأنا رجل أصنع الأفلام، ومسألة طرحها ليست من بين مهام عملي، فهو أمر يتعلق بالتوزيع، لكن هو موسم ضعيف لا يحتمل أكثر من فيلم، خاصة أكثر من فيلم كوميدي، ولا يمنح فرصة لمشاهدة أفضل للعمل، في النهاية هذا نظام يتحكم في صناعة السينما في مصر، ولا استطيع أن أكون خارج هذا النظام، فأنا أجعل حربي في جهة واحدة وهي أن أقدم عمل سينمائي جيد، والجمهور سيشاهد العمل مع الأيام.
وبماذا تفسر ضعف الإيرادات التي حققها ؟
هناك نظام يمنحك على قدر ما هو يريد أن يعطي، ومنظومة العمل السينمائي في مصر "تسمحلك تعمل فيلم زي ما انت عايز بس مش عايزة اللي انت عايزه ده يبقى"، ووجدت الصحافة تكتب من ثاني يوم عرض للفيلم أنه حقق إيرادات ضعيفة، ولم يكتب أحد عن الفيلم نفسه، والبعض يكتب معلومات مغلوطة عن أن بطل العمل محصل كهربا ويذكرون أسماء أبطال ليس بالفيلم، ومؤخرًا أصبح هناك ترويج لفكرة أن الإيرادات أهم من الفيلم، ويعتبرون الإيرادات دليل على مدى جودة الفيلم.
وبالطبع كنت أتمنى أن يحقق الفيلم إيرادات، فليس هناك شخص لا يحب أن يكسب، لكن عمري ما تمنيت أن أكون سلعة أو تكون أفلامي سعلة، تسليع الأشياء أكبر خطأ وتسليع الفن أكبر خطر حصل على السينما، ونقاد كبار يتورطون في الموضوع ويقيّمون الأفلام على قدر إيراداتهم.
هل تفضل أن يكون العمل الذي تخرجه من تأليفك؟
قدمت أفلام لم تكن من تأليفي، وكتبت أفلام أخرجها غيري، منها "القدس في يوم آخر" إخراج هاني أبو أسعد، وكان الاسم التجاري له "زواج رنا".
بدايتك جاءت من خلال التليفزيون كمساعد إخراج في "ضمير أبلة حكمت".. لماذا لم تعد للتليفزيون خاصة وأن عدد كبير من مخرجي السينما اتخذوا هذه الخطوة؟
استقبلت عروض لإخراج مسلسلات، لكن عليّ أن أتأنى لأنها في النهاية مهمة شاقة بدنيًا ولابد أن يكون النص جيد، فالمسلسل بطله النص، لكن لا استبعد الفكرة وربنا يسهل.
وماذا عن جديدك خلال الفترة المُقبل؟
أكتب فيلم جديد، وسأبدأ في تنفيذه فور الانتهاء من كتابته.
فيديو قد يعجبك: