حوار- رمسيس مرزوق: "الإخوان" حاولوا اغتيالي في فرنسا.. والسينما تنحدر (3-3)
حوار- منى الموجي:
تصوير- جلال المسري:
شعور بالخوف لا ينكره الدكتور رمسيس مرزوق مدير التصوير السينمائي الشهير، سيطر عليه أثناء محاولة أفراد ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين اقتحام القاعة التي اختارها ليعرض فيها فيلمه التسجيلي عن الرئيس المخلوع محمد مرسي، إلا أن قوات الأمن الفرنسية طمأنته وطلبت منه أن يتحرك بشكل طبيعي بعد إلقائها القبض على عدد كبير منهم، وبعدها بالفعل عرض الفيلم ولم يتعرض له أحد، عن هذه القصة ورأيه في الوضع السينمائي الحالي، ولماذا لم يتحول من مدير تصوير لمخرج كما فعل غيره من مديري التصوير، تأتي الحلقة الثالثة والأخيرة مع "فارس الظل والنور" على موقع "مصراوي"..
هناك مديرين تصوير تحولوا من التصوير لإخراج أفلام روائية طويلة.. ألم تراودك الفكرة يومًا؟
لم يخطر على بالي؛ فالإخراج ليس حلمًا من أحلامي رغم أنني أخرجت أفلامًا قصيرة. التصوير كان الهواية التي ملكتني، كل ما كان يشغلني كيف أقدم صورة جيدة، عشقت الصورة ولم أرغب في تشتيت نفسي بخيارات أخرى.
وما حقيقة تعرضك لمحاولة اغتيال على يد الإخوان بسبب فيلمًا أعددته عن "محمد مرسي"؟
أعددت فيلمًا تسجيليًا بعنوان "المصريون ينقذون العالم من الإرهاب"، وذهبت لعرضه في فرنسا، فخطط عدد من الإخوان المقيمين هناك لاغتيالي، وحصل هجوم على القاعة، وكان العمل الوحيد الذي أتعرض بسببه لمثل هذا الموقف .
وكيف كان شعورك وقتها؟
لا يمكنني أن أنكر أنني شعرت بالخوف، لكن البوليس الفرنسي طمأنني، وطلب مني التعامل بشكل طبيعي، بعدما قبضوا على 15 شخص من الإخوان، وقالوا لي "الجدع يقربلك".
وما الذي تقوله في الفيلم جعلهم يخططون لاغتيالك؟
شبهت مرسي بالزعيم النازي هتلر، فكلاهما وعد الشعب بالرخاء، هتلر تسبب في خراب ألمانيا، بينما نحن ثُرنا على مرسي قبل أن يتسبب في خراب مصر، الفيلم استفزهم، وعرضته أكثر من مرة في فرنسا، ولم يستطع أي فرد منهم الاقتراب مني بعد ذلك.
حصلت على كثير من التكريمات أهمها منحك وسام فارس للفنون من فرنسا.. كيف كان شعورك عند استلامه؟
شعور رهيب، لا يمكن أن يوصف، كلمة سعيد لا يمكنها أن تعبر عن الإحساس الذي كنت أشعر به، خاصة وأنني حصلت عليه بعد انقطاع دام 20 عامًا عن فرنسا، وسألت السفير الفرنسي في مصر عن سبب اختياري؛ فقال لي "الوسام عن سنوات عملك، عن مسيرتك ومشوارك"، وبالمناسبة هذا الوسام لم يحصل عليه في مجال الفنون من مصر سوى أنا والمخرج الراحل يوسف شاهين.
كنت شاهدًا على أزمة مهرجان شرم الشيخ الآفروأسيوي.. كيف ترى كثرة المهرجانات السينمائية وما تُحدثه بعضها من أزمات؟
وجود المهرجانات في محافظات مصر مهم جدًا، لكن على الدولة أن ترعاها أمنيًا وثقافيًا، حتى لا يتكرر ما حدث مع مهرجان شرم الشيخ، فالضيوف الأجانب تعرضوا لموقف محرج، ولم يوفر لهم القائمون على المهرجان مصاريف عودتهم إلى بلادهم، والسؤال هنا كيف تم الموافقة على إقامة المهرجان إذا كان ليس لديه ميزانية كافية، فالضيوف جاءوا للمشاركة في مهرجان سينمائي، ولم يأتوا لـ"الفسحة"، ووجودهم في مصر دعاية لها.
كيف ترى وضع السينما المصرية حاليًا؟
تنحدر للأسف مثل كل شيء، وأصبح هناك أفلامًا تنقل ما يعيشه الشارع من سلوكيات سلبية، بحجة أنه الواقع، وهو ما أرفضه تمامًا فإذا كان الواقع به سلبيات وسلوكيات مرفوضة ليس علينا أن ننقلها لنعلمها لمن لا يروها.
على الدولة أن تعود لدعم الفيلم الجيد، وتدعم الأديب الذي ينتج أعمالًا أدبية جيدة، تلجأ لها السينما، حتى لا يتركوه للتاجر، وهذا كان دورها سابقًا، تنتج الأفلام الجيدة، ووقتها سيعود كثير من الفنانين الذين ابتعدوا عن الساحة رفضًا لما يُعرض عليهم من أعمال لا تناسب قيمتهم الفنية، ولا تفيد المجتمع بل تضره، وأنا واحدًا من هؤلاء ابتعدت عن العمل منذ ست سنوات تقريبًا.
فيديو قد يعجبك: