إعلان

"سينمات" شبرا القديمة "خرابات".. وأهالي المنطقة يستعيدون الذكريات

06:34 م الخميس 09 أغسطس 2018

كتبت - سما جابر:

تصوير - روجيه أنيس:

كان يقف في طوابير طويلة أمام سينما "شبرا بالاس" قبل حوالي 30 عامًا، لمشاهدة الأفلام الهندية التي يعشقها ولا يفوت الجديد منها.. إذ لم تكن الأفلام العربية في مقدمة أولويات عم ناجي سمير صاحب محل تصليح الأحذية، الموجود بمنطقة شبرا، والمجاور لمجموعة كانت من أهم دور العرض المصرية، ومنهم سينما "دوللي" و"شبرا بالاس".

الآن لم يتبق لدى "سمير" سوى ذكرياته مع السينمات القريبة منه والتي عاش جوارها سنوات طويلة، في ظل قرارات الهدم والإغلاق التي طالت السينمات القديمة سواء في القاهرة أو الجيزة، والتي كان آخرها قرار هدم سينما فاتن حمامة، على حد تعبيره.

لا يتذكر صاحب محل تصليح الأحذية أي أفلام عربية حضرها في السينما سوى فيلم "مولد يا دنيا" الذي عُرض عام 1976، وشاهده في "سينما النزهة" التي هُدمت قبل أعوام طويلة وحل محلها برج سكني.

يحكي "سمير" عن المعالم الفنية لمنطقة شبرا، والتي تمثلت في وجود عدد كبير من دور العرض -حوالي 7 سينمات- ولم يتبق منها سوى سينما واحدة هي "الأمير" والموجودة ضمن مول تجاري؛ يقول عن سينما "دوللي" القريبة من محله، إنه كان يدخل السينما، ليس بغرض مشاهدة الأفلام فقط، بل للحديث مع العاملين الذي كانت تجمعهم به علاقة طيبة باعتبارهم "جيران".

سينما "دوللي" التي كان يملكها الفنان الراحل فريد شوقي -بحسب روايات أهل المنطقة- أغلقت رسميًا في أعقاب ثورة 25 يناير، لما كانت تسببه من مشكلات، حيث تحولت في أواخر عهدها إلى مكان أشبه بـ"الوكر" بسبب وجود منطقة "حِكر عزت" ورائها، وهي عبارة عن منطقة شعبية تضم بعض من مثيري الشغب، والذين كانوا يستغلون السينما المهجورة فيما يفعلوه.

ويضيف "سمير": "من ساعة ما السينما اتقفلت ماسمعناش عنها حاجة خالص، وكانت عاملة مشاكل بسبب (العيال الأشقيا)"، وأوضح أن الفنان الراحل فريد شوقي لم يكن المالك الأصلي للسينما، لكنه اشتراها قبل حوالي 20 عامًا فقط.

من جانبه يقول عم جميل الذي يعمل حارسًا لإحدى شركات الأجهزة الإلكترونية في شبرا، إنه موجود في المنطقة قبل عام ونصف فقط، لكن حكايات زملائه وجيرانه عن "دوللي" لا تنتهي.
وأضاف لـ"مصراوي" أنه لم يتم عرض السينما للبيع بشكل علني، لكنه كان يسمع من أصحاب المحلات التابعة لها أن ورثة الفنان القدير يريدون البيع، لافتًا إلى أنه إذا تم البيع والهدم، فستتقلص مساحة الأرض بضعة أمتار، ويعود المبنى الذي سيتم بناؤه إلى الخلف ليكون موازيا للعمارات المجاورة له، وتتحول تلك الأمتار إلى رصيف.

ورغم السلاسل الحديدية الموجودة أمام السينما، والتراب الذي يكسوها، وشكلها المهجور الذي لا يدل على وجود أي من معالم الحياة داخلها، إلا أن عم جميل الذي يجلس في الاتجاه المقابل للسينما بشكل شبه يومي، يرى كل ما يحدث حول دار العرض القديمة؛ ويؤكد وجود حراس يعيشون داخل السينما، لكنهم لا يظهرون كثيرًا، ربما بسبب وجودهم بالقرب من المنطقة التي تضم هؤلاء مثيري الشغب.

لم تكن سينما "دوللي" الوحيدة الموجودة في منطقة شبرا، كمبنى أصبح لا قيمة له، بعدما كان قِبلة الباحثين عن الترفيه والفن الراقي، لكن سينما "مودرن" بالمظلات تحولت أيضًا إلى مكان مهجور، إلا من بعض العاملين القلائل الذين يعيشون من عملهم في بعض المحلات الموجودة داخل ساحة السينما، وقاعة الأفراح التي باتت نادرًا ما تؤَجر، بسبب التدهور الذي حل بالمنطقة إثر بناء أحد الكباري الجديدة.

يقول الحاج عادل مصور فيديو ضمن فريق عمل قاعة الأفراح بمبنى السينما، إن المكان مغلق منذ حوالي عامين، لأسباب منها عدم إقبال الجمهور على السينما، ولأن نقابة الغزل والنسيج التي كانت تؤجر السينما لصالح شركة دولار فيلم للإنتاج الفني، كانت تريد زيادة سعر الإيجار، الذي كان في الأساس 36 ألف جنيه، بخلاف المصروفات الأخرى من مياه وكهرباء وعمالة، وهو ما أصبح عبئا على شركة الإنتاج التي لم تربح في الآونة الأخيرة، فاضطر ت لترك السينما، كل ذلك جاء تزامنًا مع إنشاء الكوبري الجديد الذي أثّر سلبًا ليس فقط على السينما، بل على المحلات الموجودة في نطاقها.

ويضيف "عادل": "حوالين السينما بقى زي الخرابة، ومحدش بقى يقدر يدخل، حتى قاعات الأفراح مابقتش تشتغل زي الأول، وشبه مفيش شغل خالص بسبب الكوبري الجديد وأعمال الإنشاء والهدم"، كما أشار إلى أن عقود المحلات التي تنتهي لا يتم التجديد لأصحابها لأن نقابة الغزل تريد استرداد المحلات واستثمار المكان.

واختتم بقوله إن من تنتهي مدة عقده، تقوم النقابة باسترداد المحل، موضحًا أن آخر عقد ستنتهي مدته عام 2024، إلا من كان متعاقدًا في ظل نظام قانون الإيجار القديم، فهو الوحيد الذي لن تستطيع النقابة إخراجه إلا لو هناك مستثمر جديد تفاوض معه وتوصلوا إلى رقم كبير.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان