حوار| انتشال التميمي: مهرجان الجونة يشبه المدينة.. "والبهرجة" مطلوبة
حوار - أحمد الجزار :
نحجت إدارة مهرجان الجونة السينمائي في تقديم دورة ثانية متميزة، استطاعت من خلالها تأكيد النجاح الكبير للدورة الأولى، وذلك من خلال عرض مجموعة بارزة من الأفلام التي نالت أصداء واسعة في المهرجانات العالمية، كذلك استقطاب عدد من أبرز صناع السينما حول العالم، وفي الوقت نفسه تعرض المهرجان للعديد من حملات التشويه من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إطلالات النجمات، وحالة التحرر التي سيطرت عليها. كواليس وتفاصيل أخرى نكشف عنها في حوارنا مع انتشال التميمي مدير المهرجان والدينامو المحرك لكل فعالياته.
هل جاءت نتائج هذه الدورة متوافقة مع توقعاتكم المبدئية؟
الحقيقة أن هناك أشياء فاقت توقعاتنا بنسبة تصل إلى 150%، وأشياء أخرى شعرت أنه من الممكن تقديمها بشكل أفضل، وهي متعلقة بالتنظيم وإدارة العمل الداخلي، فكان يجب أن نكون قد تجاوزنا هذه المرحلة خاصة بعد النجاح الكبير للدورة الأولى، وتواجدنا بقوة على خارطة المهرجانات العالمية والعربية، وهذا ما انعكس بشكل واضح على حجم النجوم والتغطية الإعلامية غير المسبوقة، وباقة الأفلام المتميزة التي حققت صدى واسع في العديد من المهرجان العالمية.
ولكن فيلم الافتتاح "سنة أولى" لم يكن الأفضل بين الأفلام الموجودة؟
فيلم الافتتاح لا يتطلب أن يكون أفضل الأفلام الموجودة، ولا حتى بين الأفضل، ولكن هناك عوامل أخرى تساهم في اختيار هذا الفيلم أهمها أن يكون حديث الإنتاج وهذا الفيلم عرضناه بعد عرضه العالمي الأول بـ7 أيام تقريبًا، كما يجب أن يخلق حالة ويتماشى مع رسالة المهرجان، إلى جانب كونه قصيرًا، ويُمثل نوع مختلف من السينما، لأن الدورة الأولى افتتحت بفيلم عربي، لذا كان من الأفضل أن نختار نوع سينما مختلف، وإلى جانب ذلك كان يجب أن يكون قصيرًا وألا يتجاوز الساعة ونصف بسبب التقاليد الخاصة بحفلات الافتتاح.
وهل تأثر المهرجان في دورته الحالية بتخفيض الميزاينة لأكثر من 20 % عن الدورة الماضية؟
تخفيض الميزانية كان وضع طبيعي، وتعاملنا مع ذلك بحرص شديد، وقمنا بتحديد أولوياتنا والتركيز على اختيار العناصر المؤثرة والمفيدة في كل شيء، لأن الدورة الأولى كانت عبارة عن شهادة تعارف مع الجميع، ولكن في هذه الدورة احكمنا اختيارتنا في كل شيء للتعامل بشكل مثالي مع الوضع المالي الجديد، ومع ذلك نجاح المهرجان فى توفير مصادر دعم مختلفة ساعدتنا على تقديم مهمتنا بأفضل صورة، ولم يؤثر انخفاض الميزانية على تحقيق طموحنا.
هل استفاد مهرجان الجونة بتأجيل الدورة المقبلة لمهرجان دبي السينمائي؟
غياب أي مهرجان ظاهرة سلبية أكثر منها إيجابية، لأن ذلك يُقلل الثقة بشكل عام في المهرجانات العربية ويؤكد أن مهرجانات المنطقة عمرها قصير، وهذا ما تعرضت له بعض المهرجانات للأسف في السنوات الأخيرة، ومنها الدوحة تريبيكا وأبو ظبي والآن دبي ومن قبل إلغاء دورة في مراكش، كما أن إغلاق هذه المهرجانات يقلل من فرص المواهب الشابة ويؤثر على حجم الإنتاج العربي بشكل عام.
لكن على الجانب الآخر، فإن غياب هذه المهرجانات سيجعل المنافسة محصورة بيننا وبين مهرجانات القاهرة وقرطاج ومراكش، وهو ما يؤدي إلى تقليل فرص المنافسة، ولكن بالنسبة لنا، ففي الحقيقة معظم الأفلام التي عرضت هذه الدورة لقد تحصلنا على 90 % منها قبل إعلان قرار تأجيل الدورة الجديد لمهرجان دبي، وهذا شيء إيجابي بالنسبة لنا.
ولماذا أصرت إدارة المهرجان على الممثل على سليمان ضمن لجنة التحكيم رغم منعه من دخول مصر؟
الحقيقة أن ما حدث للفنان الفلسطيني علي سليمان شيء مؤسف، وجاء بالتأكيد عكس رغبتنا جميعا رغم أننا أبلغنا بشأنه الجهات المسؤولة قبل فترة طويلة من إقامة المهرجان، ولكن حدث سوء تفاهم في توصيل بعض المعلومات أدت إلى هذه الأزمة، ونأمل أن يكون هناك تعاون أكبر مع الجهات المختصة في هذا الشأن لأن هذا الموضوع معقد وصعب أن أفتي فيه.
وما الذي اضطر إدارة المهرجان إلى استحداث جائزة باسم عمر الشريف بشكل مفاجئ؟
قررنا ذلك حتى نحافظ على قيمة جوائز الإنجاز الإبداعي دون ابتذال، لأن هناك مهرجانات أخرى قدمت مثل هذه الجوائز بإسراف، ما أثر بشكل عكسي على قيمة هذه الجوائز، ولذلك عندما وجدنا أن لدينا ضيف مهم وكبير ومتميز مثل كلايف أوين شجعنا أن يحظى حضوره باهتمام خاص خاصة أنه شخص مهم على الساحة العالمية.
وكيف يتم اختيار المكرمين بجوائز الإنجاز الإبداعي؟
في البداية يكون الاختيار متماشي مع طبيعة الخطة، وهي أن يكون هناك شخص من مصر وآخر من المنطقة العربية ونجم عالمي، وأن تكون هذه الشخصيات قدمت النفيس لجمهورها، فمثلا رغم أن داوود عبدالسيد أعماله ليست كثيرة لكن لديه مشروع مكتمل، وأعماله بها نظرة فلسفية، ورغم ترشحه مع عدد آخر من المخرجين؛ إلا أنه كان الأبرز.
كيف ترى هجوم منصات مواقع التواصل الاجتماعي على إطلالات النجمات بالمهرجان؟
الجمهور العام يهتم بالفساتين والنميمة، وهذا ما يرتبط بالمهرجانات بشكل عام، ولكن هناك قلة من الناس ترى أن هذه الفساتين مفتوحة ولا تتماشى مع التقاليد والعرف والدين، ولكن أنا أتصور أننا نتحرك في مدينة حرة وديمقراطية وما تفعله النجمات يُشبه المدينة، ولا نقبل أن يتم التضييق على ضيوفنا لأن كل ما نريده أن نقدم مهرجانًا يُشبه المدينة، حتى أن "البهرجة" في كل شيء مطلوبة لأن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على الأفلام ونحن نحاول أن نحقق حالة من التوازن بين الشكل والمضمون.
فيديو قد يعجبك: