لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار| مخرجة "سيدة البحر": المرأة بالفيلم عدوة نفسها وأهل الجزيرة يأكلون بناتهم

05:21 م الإثنين 16 ديسمبر 2019

حوار| منى الموجي:

تؤمن بأن السينما هي لغة بصرية، وتنوي تنفيذ ذلك في كل أعمالها الفنية المُقبلة، تسعى لدمج الحقيقة بالخيال، ولن تتخلى عن الرمزية، هي السعودية شهد أمين مخرجة فيلم "سيدة البحر"، الذي حصل مؤخرًا على جائزة أفضل فيلم في المسابقة الرسمية بمهرجان سنغافورة السينمائي، كما شارك في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انقضت دورته الـ41 نهاية شهر نوفمبر الماضي.

"مصراوي" التقى شهد لتحدثنا عن كواليس صناعة فيلمها الروائي الطويل الأول، إلى الحوار..

الفيلم فاز مؤخرًا بجائزته السادسة من "سنغافورة السينمائي" وقبله بثلاث جوائز من "الرباط الدولي لسينما المؤلف".. هل كنتِ تتوقعين أن يفوز فيلمك الأول بكل هذه الجوائز؟

لم أتوقع الحصول على جوائز، لكنني كنت أعرف مع فريق العمل أننا صنعنا فيلما به لغة سينمائية كبيرة، ونشعر بالفخر تجاه ذلك.

صرحتِ أن اهتمامك الأول في صناعة الأفلام هو الرؤية البصرية معنى ذلك أنك تنتقدين الأفلام الحوارية؟

أحب مشاهدة الأفلام الحوارية، لكنني لا أنوي صناعتها، لغة السينما بالنسبة لي هي الرؤية البصرية، وإذا كان بمقدورنا أن نقدم فيلم بدون حوارات أو استخدام أشياء اعتدنا عليها سيكون أمر جيد، وهذا هو الخط الذي أفكر في السير عليه، وكان أحد أهم الأسباب التي دفعتني لتقديم "سيدة البحر"، واخترت أن يكون بصورة شاعرية تشبه القصيدة العربية الطويلة.

"شاعرية".. أهذا سبب عرض الفيلم بتقنية الأبيض والأسود.. وألا ترين أنك فقدتِ عنصر إبهار مهم خاصة وأن الألوان في هذا العمل تحديدا ستكون عنصر جاذب؟

طبعا معك حق الألوان تلعب دورا مهما في مثل هذه الحكايات، وبالفعل صوّرناها بالألوان، لكن اختيار الأبيض والأسود كان لعدة أسباب، الألوان أعطتنا نتيجة عكس الذي نريده من الفيلم، فالحكاية تدور في جزيرة كاحلة، أناس يأكلون بناتهم حتى يعيشون، كذلك هذه التقنية أفادتنا في التعبير عن أن الأحداث تدور في اللامكان واللازمان، نحتاج القبح في الصورة.

"سيدة البحر" فانتازي.. ألم تخشين أن يكون فيلمك الأول ينتمي لهذه النوعية التي ربما لا يفهمها البعض؟

قصدت هذا وكان اختياري من البداية أن يكون الفيلم يجمع بين الخيال والواقع، و"الفانتازيا" جعلتني اتجه للعالم البصري الذي أريده، وبشكل عام نحن نعيش في عالم يدمج الحقيقة والخيال، فما نعتبره مسلمات في عالمنا العربي من الممكن أن يراه العالم الغربي درب من الخيال، وأعمالي المُقبلة ستستمر في هذا العالم بمعنى أنها ستكون خليط من الخيال والواقع، فنحن في العالم العربي لا نعرف الفرق بينهما.

كان لكِ فيلم قصير بعنوان "حورية وعين".. هل يحكي نفس حكاية حياة في "سيدة البحر"؟

حقيقي هو عن نفس العالم، وبالمناسبة بطلتهما هي نفس الطفلة، لكن في الأول كان أصغر سنًا، يحكي عن صيادين يحصلون على اللآلئ السوداء، بينهم صياد يعود لابنته "حياة" بها، بعد أن يأخذها من الحوريات اللائي يقتلهن، فتشهد الطفلة هذا المنظر. وقت صناعة هذا الفيلم القصير قررت تقديم فيلم طويل يغوص في عالم "حياة" أكثر، أردت أن تكون المرأة هي عدوة المرأة، ولهذا جعلت "حياة" تقتل الحورية وتكره نفسها، لأنها توصلت أن جسدها مكروه من المجتمع.

وهل كان هذا مبررك في إظهار والدة "حياة" قاسية في التعامل مع ابنتها رغم معرفتها بمصيرها؟

النساء مرات هن اللائي تتمسكن بالتقاليد حتى أكثر من الرجال، وترفضن الدفاع عن أنفسهن، فالمجتمع علمهن ذلك، وقتل "حياة" للحورية هو بمثابة قتل لروحها، أنا تربيت في مجتمع محافظ يعلموا فيه المرأة أن تفكيرها خطأ وجسدها كذلك مرفوض "وكلام فاضي مالوش نتيجة غير ان المرأة تكره نفسها"، وهذا ما أردت أن يصل للجمهور من خلال قسوة الأم التي تكره نفسها وتحافظ على تقاليد تظلمها.

لماذا استغرق الفيلم 6 سنوات؟

ما بين كتابة الموضوع والبحث عن فريق العمل ومكان التصوير، كذلك التصوير في البحر كان يستغرق وقتًا أطول من أي مشهد آخر، وبالنسبة لي أي فيلم طويل يجب أن يأخذ وقتًا حتى يخرج بصورة جيدة.

أين تم التصوير؟

صوّرنا في سلطنة عمان على مضيق هرمز، منطقة جميلة وجذابة، وذلك بعد فترة بحث طويلة، وحاربنا حتى نقوم بالتصوير في هذا المكان، وهو ما جعلنا نستغرق وقتا، فمن الصعب التحكم في الطبيعة.

ماذا عن جديدك خلال الفترة المُقبلة؟

أحاول تصوير فيلم في السعودية.

وهل هناك ما يمنع تنفيذ ذلك؟

ليس هناك ما يمنع، بالعكس التصوير في السعودية متاح ولا يواجه عوائق، الأكثر من ذلك يمكنني القول إن التصوير بالمملكة من 20 سنة أسهل بكثير من التصوير في لندن، وهي بلد عشت ودرست فيها، فكل حي في لندن تحتاجين تصريح خاص للتصوير فيه، على عكس السعودية يمكنك الحصول على تصريح واحد للتصوير في أي مكان، طبعًا فيما عدا الأماكن العكسرية والسفارات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان