نوال أشهر مصممة تترات في السينما: "تتر الإرهابي وضعني في ورطة.. واعتزلت طلبا للراحة"
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
حوار- ضياء مصطفى تصوير مصطفى الشيمي:
لا تعد نوال أشهر من عملوا في مجال تصميم تترات الأفلام السينمائية فحسب، بل إنها رائدة من رواد هذا المجال، شاركت في أكثر من 600 عمل، وعملت على مدار 40 عامًا مع كبار المخرجين.
وابتعدت نوال عن العمل قبل 15 عامًا، وقررت أن تتفرغ لحياتها، وتعيش في أمريكا معظم العام، خاصة بعد وفاة زوجها الأول المخرج محمد حسيب، وزواجها من مصري مهاجر إلى أمريكا.
بدأت عملها في الستينيات، ولم تكن حياة نوال العملية سهلة، ولم يكن نجاحها وليد المصادفة، فأن تكون امرأة في مهنة تحتاج لساعات عمل طويلة متصلة وسهر خارج المنزل أمر ليس باليسير خاصة بالنسبة لأم، إضافة إلى كونها امرأة في مهنة احتكرها الرجال، لكنها تغلبت على كل هذه الصعوبات.
التقينا "نوال" بمسكنها وأجرينا معها حوارًا بعد تكريمها مؤخرًا في مهرجان أسوان لسينما المرأة، لنتحدث عن رحلتها منذ دخولها معهد التربية الفنية وصولاً لآخر "أعمالها اللي بالي بالك"، وكان هذا نص الحوار:
الدراسة الجامعية
لم يكن مجموعي كبيرا في الثانوية العامة، وكانت الاختيارات قليلة، كنت أحب الرسم وتصميم الأزياء وأصنع فساتين لعرائسي، فدخلت معهد تربية فنية بعد امتحان القدرات، ولأنني لا أجيد العمل مُدرسةً، التحقت بكلية فنون جميلة، ودرست عامين فقط في قسم الديكور، وتخرجت.
استديو مصر
أعلن استديو مصر عن إنشاء قسم رسوم متحركة، عام 1964، وحتى هذه اللحظة كنت مُولعة بالأزياء، وكنت قد عملت فيها لفترة، لكنني كنت مغرمةً أيضا بالرسوم المتحركة، فتقدمت وجرى اختباري والموافقة عليّ، رغم التعنت الرهيب لكوني امرأة في مهنة تحتاج لساعات عملٍ طويلة وأحيانا السهر لساعة متأخرة، عمل دقيقة واحدة من الرسوم يحتاج لـ1440 كادرًا، وللمفارقة فإن الـ3 رجال الذين قبلوا معي، لم يكملوا في العمل، ومع إصراري أكملت ونجحت.
كافحت كثيرًا، كنت دائما سيدة وسط الرجال، فأنا البنت الوحيدة بين إخوتي، وكنت السيدة الوحيدة في استوديو مصر، وحين سافرت فرسنا كنت كذلك المرأة الوحيدة بين رجال من مختلف الجنسيات.
حسيب ونوال
كنت أحب عملي جدًا، خصوصًا مع ارتباطي بالمخرج الراحل محمد حسيب، وأسسنا شركة باسم "حسيب ونوال"، ونفذنا كمًا كبيرًا من الإعلانات أشهرها لـ"رابسو، سافو، شركات التأمين، والمياه الغازية"، وحققنا نجاحًا كبيرًا، في أواخر الستينيات، وصممنا أيضا التترات لأفلام سينمائية قليلة.
لماذا نوال فقط؟
حين بدأت العمل اشتهرت باسم "حسيب ونوال"، حين قررت العمل في التترات وحسيب في الإخراج، حذفت اسم حسيب والواو واكتفيت بـ"نوال" فقط.
كاميرا بالتقسيط
في يوم من أيام عملي في استوديو مصر، وصلت كاميرا جديدة من ألمانيا، وكنت أحتاج مثلها في بيتي لأعمل عليها شغلي الخاص، كان في شخص أرماني أعرفه كان محبًا لأجهزة السينما، طلبت منه تنفيذ مثلها، وتكلفت 2000 جنيه، وكان راتبي 17 جنيهًا وقتها، فدفعت له ثمنها بالتقسيط، وكنت أعمل عليها في منزله، حتى سددت ثمنها وحصلت عليها، وصنعت من الدور الثاني في بيتنا بالمهندسين استوديو للرسوم المتحركة والتصوير.
ورطة فيلم الاختيار
في بداية السبعينيات كنت ما زلت أعمل أنا وحسيب، وسافر هو لبلد عربي، لتنفيذ إعلان هناك، وكان هناك اتفاق مع يوسف شاهين لعمل تتر فيلمه الاختيار، فوجئت باتصال من "جو" يخبرني بأن الفيلم شارك في أحد المهرجانات، ولا بد من انتهاء التتر في 3 أيام، وليس أمامه إلا أن أنفذه أنا، لسفر حسيب، كنت في ورطة أول مرة اشتغل تتر لوحدي، شاهدت نسخة العمل، وأعجبت به، وطلبت من مصور أن يصور "كلوزات" لوجه عزت العلايلي، لأنه كان يعاني نفسيًا بالفيلم، وحصلت على الصور وأخذت الألوان، وظللت 3 أيام لا أعرف ليلًا من نهارٍ، لا كلت ولا نمت، ومتوترة بشدة، وبعد انتهائي، أرسلت النسخة الساعة 7 صباحًا، فوجئت باتصال من شاهين الساعة 10 صباحًا، طلب مني الذهاب له في استوديو الأهرام، ظننت أنني فعلت مصيبة، لكن بمجرد وصولي سلم عليّ بحرارة وقبل يدي، وقال: "أنتِ هايلة، قلت له ليه وقعت قلبي؟! لكن كتجربة أولى الحمد لله، وقررت إني أشتغل في التترات بعدها، خاصة أن حسيب قرر العمل مخرجًا، وكمان كان بقى في كتير بيشتغلوا في مجال الإعلانات خاصة بعد ما معهد السينما بدأ يخرج دفعات".
بعثة فرنسا والإخراج
في منتصف السبعينيات، أعلنت السفارة الفرنسية عن بعثة إخراج في فرنسا، وكنت أتحدث الإنجليزية فقط، فتعملت الفرنسية وقدمت، وتم قبولي، وحين سافرت اكتشفت أن الرسوم المتحركة مستخدمة بقوة في دول العالم، وعرضت عليهم بعض أعمالي، فقالوا لي نصا: "أنتِ جايه تعملي إيه؟!، شغلك كويس جدًا وعملت معاهم فيلم أنيميشن اسمه بالعربي الشجرة السحرية وحصل على جائزة هناك، واشتغلت مخرج تحت التمرين في فيلم اسمه الصقر والحمامة، ورجعت مصر وقررت أشتغل تترات، لأن الإخراج محتاج جهد أكبر وكان عندي أولاد".
صناعة التترات
حين كان يطلب مني تتر لعمل، كنت أشاهد الفيلم، لمعرفة القصة وينتمى لأي نوع، ثم أحصل على موسيقى التتر مقطعة من المونتير، وأظل أفكر لمدة أسبوع حتى أصل لفكرة مناسبة والخط المستخدم، وكنت أتعامل مع خطاط يدوي، وليس الكمبيوتر في هذه الأيام، ونبدأ في التفكير في استخدام خط يناسب نوعية الفيلم، كنت أستخدم العملات المعدنية والضوء والزجاج لإحداث تأثيرات معينة على الأسماء، والكمبيوتر الآن يعمل كل شيء، أما وقتها فكان مجهودًا كبيرًا، على سبيل المثال في فيلم تفاحة لرأفت الميهي، كتبت اسم الفيلم على شكل تفاحة خضراء، في فيلم سواق الهانم كان الأسماء مزخرفة زي دانتيل فساتين الهوانم، فيلم "عليه العوض" جعلت اسمه هو الخلفية طول التتر وبدأت "اللعب به"، وطبعا اسم المخرج ونوعية الأفلام التي يقدمها، كانت في ذهني لأقدم تترًا يتناسب معه، ومن اللحظة الأولى تدرك أنه لنوال.
وحتى التترات البسيطة التي بخلفية سوداء ومكتوب عليها الأسماء، لم تكن سهلة، لا بد من المحافظة على الربط بين ظهور الأسماء ونقلات الموسيقى.
كنت حريصة على مشاهدة التترات لكي أرى إلى أين وصل هذا الفن، ولكن كنت أحصل على أفكار في مرات كثيرة، من خلال متابعة إخراج مجلات الموضة.
الحيل السينمائية والمؤثرات الخاصة
أحيانا يريد المخرج تنفيذ بعض الأشياء ولا يستطيع تنفيذها "لايف" فليجأ ليّ، مثل فيلم الحفيد، حينما أراد عاطف سالم أن يتحدث جنينان لبعضهما، وفي فيلم "سواق الهانم"، حين تذكرت شيرين سيف النصر مشاهدها مع أحمد زكي، كان مطلوبا تنفيذها بشكل مختلف كي لا تُعاد المشاهد نفسها، فجعلتها مثل الحلم، وفي فيلم استغاثة من العالم الآخر، البطلة كانت تهبط بمصعد ثم يغوص بها في البحر، فنفذته، ووقتها لم يكن مثل هذه المشاهد سهلة عكس الآن.
حين اعتزلت مديحة كامل خلال تصوير فيلم "بوابة إبليس"، استعانوا بي لحل المشكلة، أما أكثر من عملت معه مؤثرات خاصة كان المخرج حسام الدين مصطفى.
تتر سيداتي آنساتي
تتر سيداتي آنساتي هو الأقرب لقلبي وأيضا أخذ مني مجهودًا كبيرًا، خاصة أن رأفت الميهي كان يثق بي، ويطلب مني تنفيذ ما أراه مناسبًا، ففكرت بناء على قصة الفيلم، استخدام مشاهد للرجال وهم ينفذون بعض الأعمال المنزلية بلون قاتم، وفي برواز يظهر اسم الفيلم، وحوله النساء تضع المانكير وتتزين، هذه التتر به 4500 كادر.
جميع المخرجين وثقوا فيّ
لم يكن أي مخرج يتدخل في عملي، جميعهم كانوا يثقون فيّ، لأنني كنت أعمل بحب الهواية وليس عملًا فقط، كنت أحب المخرجين كلهم، كنت أحب العمل مع مخرجي سني رأفت الميهي وعاطف الطيب وخيري بشارة ومحمد خان، وحتى جيل حسن الإمام وكمال الشيخ، كنت أحب شغلهم، وكنت أشعر بالراحة في أعمالي مع صلاح أبوسيف، الذي حدثني بعد تتر فيلم البداية، وقال لي: "مش عارف أشكرك إزاي"، والمخرج شادي عبدالسلام حاول إقناعي بالتمثيل لكنني رفضت.
عملت أكثر من 600 فيلم، وشاركت علي عبدالخالق كل أفلامه، وكل أفلام رأفت الميهي باستثناء "عيون لا تنام"، وعملت معه وهو ما زال مؤلفا أيضا، ومنذ بدأت مع المخرج عاطف الطيب ظللت معه حتى آخر أفلامه "جبر الخواطر"، لكن لم يكن لي صداقات في الوسط الفني، ظللت 40 عاما داخل الاستوديو.
وزير الداخلية وفيلم الإرهابي
كنت متفقة مع المخرج نادر جلال على تصميم تتر فيلم الإرهابي، كانوا يصورون في رمضان، وفي يوم قبل الفطار بساعتين اتصلوا، وقالوا: "إحنا ف ورطة، الفيلم هيتعرض بكره ووزير الداخلية هيتفرج عليه بعد الفطار، ولازم التتر يخلص"، حصلت على الموسيقى، وظللت أعمل من 5 مساء حتى 7 صباحًا دون فطار أو سحور، وكنت خائفة لوجود أي خطأ، خصوصًا أنه لم يراجع، لكن الحمد لله مر الأمر على خير.
جيل ثالث من المخرجين
كنت أعمل مع طلاب قسم الإخراج في معهد السينما، مثل هالة خليل وساندرا نشأت وسعد هنداوي وكاملة أبوذكرى، ثم عملت مع أغلبهم حين أصبحوا مخرجين.
تتر مبروك وبلبل مع المخرجة ساندرا نشأت
المركز القومي للسينما
انتقلنا من العمل في استديو مصر إلى استديو النحاس التابع للمركز القومي للسينما، وترأست قسمي العرائس والتترات والحيل السينمائية حتى اعتزلت العمل الفني.
جائزة فيلم ثقافي
حصلت على جائزة من مهرجان القاهرة السينمائي عن تتر فيلم ثقافي لمحمد أمين، وحين عرض عليّ أمين فكرة الفيلم وطلب التتر رفضت، وقلت له إن العمل محوره المرأة، فيمكنني عمل تتر باستخدام مفردات لأنوثة المرأة دون مشاهد خارجة.
أفلام المقاولات والمسلسلات
كان في موجة أفلام مقاولات لكن لم يكن يعرض عليّ كثيرا، لأن تكلفتها قليلة وأنا أجري كبير، لكن أشارك في بعضها من زاوية أنها يمكن أن تحسن الفيلم قليلا، أما المسلسلات فلم أشارك فيها لأنها لم تكن مثل السينما مجرد أغنية ومشاهد من المسلسل مع كتابة الأسماء.
الاعتزال
لم اعتزل بعد موجة السينما الجديدة أو دخول الكمبيوتر، بالعكس أنا استخدمت الكمبيوتر في بعض الأفلام في النهاية، لكن اليدوي أوقع وبه روح، كما شاركت في موجة الأفلام الجديدة، مثل صعيدي في الجامعة الأمريكية واللي بالي بالك وغيرها، لكن بعد وفاة حسيب و40 عامًا من العمل، شعرت بأنه لا بد من الحصول على الراحة خاصة أنني لا أتمكن من العمل لساعات طويلة مثلما كنت أفعل، وتزوجت وأعيش في أمريكا منذ 19 عاما، وأقيم في مصر فترة الشتاء فقط.
يومي ما زال مشغولاً
حتى الآن أوظف الفن في حياتي، من خلال ديكور أنفذه في منزلي، وعمل كروشيه، والرسم، ويومي ما زال مشعولا أسافر كثيرًا، ويوميًا أشاهد حفل أم كلثوم و"فيلم عربي" على روتانا كلاسيك، وأصبحت مرتبطة بالآي باد مثل أحفادي، وحريصة على القراءة، ومشاهدة المسلسلات في رمضان، خاصة أنني أقضي رمضان في أمريكا، ولا أشاهد الأفلام الجديدة بشكل قوي الآن ودون الاتهام بالغرور لا تعجبني تترات أغلب الأعمال لأنها دون أفكار، ولكن أعجبني تتر مسلسل سيدنا السيد، وما زلت أحن لشغلي حتى الآن، وأفكر في التترات، وأجري بعض التعديلات عليها في عقلي.
جوائز وتكريمات
غير الجائزة التي حصلت عليها في فرنسا، حصلت على جوائز كثيرة من مصر على عدة أفلام منها السلم الخلفي والزواج السعيد وغيرها الكثير، كنت أحيانا أفوز بالمراكز الثلاثة الأولى في التترات، وحصلت على جائزة واحدة من مهرجان القاهرة عن فيلم ثقافي، كما ذكرت سابقا، وكُرمت بعد الاعتزال من مهرجان الرسوم المتحركة ونقابة السينمائيين ثم مهرجان أسوان، "لما الناس كانت تصفق في السينما ده جايزة لوحدها".
فيديو قد يعجبك: