لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد تجربة "صاحب المقام".. هل ستنجح المنصات في سحب البساط من دور العرض؟ صناع السينما يجيبون

10:25 م السبت 18 يوليه 2020

كتبت- ياسمين الشرقاوي:

منذ أن تعاقد المنتج أحمد السبكي، مع منصة شاهد" الرقمية، على عرض فيلمه "صاحب المقام"، لمدة 3 أشهر، قبل عرضه سينمائيا، في سابقة تحدث للمرة الأولى لعمل سينمائي مصري، دارت العديد من الأسئلة في أذهان المهتمون بالسينما وصناعتها لعل أبرزها، هل هذه الخطوة حل بديل في ظل أزمة كورونا أم بداية للعزوف عن دور العرض واستبدالها بالمنصات الإلكترونية، كما يحدث في جزء كبير منها على مستو العالم، وهل المشاهدات عبر الشاشات الصغيرة (الكمبيوتر) ستؤثر على تقنيات الصورة والمؤثرات البصرية التي تتمتع بها السينما؟ وهل ستكون هناك مواصفات جديدة للفيلم السينمائي الذي سيعرض عبر المنصات، تساؤلات عديدة طرحناها لنتعرف عن قرب عن تفاصيل هذه التجربة.


وفي السطور التالية نرصد أراء نقاد ومخرجين ومنتجين وكُتاب لطرح وجهة نظرهم تجاه الأمر:


بدأنا بمنتج فيلم "صاحب المقام" المنتج أحمد السبكي، الذي أكد لـ"مصراوي"، أن الفيلم لن يعرض سينمائيًا، وسيكتفي بعرضه على المنصة والقنوات الفضائية، وأنه يرى هذه التجربة جديدة ومميزة فضلًا عن أنها تتماشى مع تطورات الأوضاع الحالية، كما أنه ليس لديه أي مشكلة في أن يتعاون مع المنصات الإلكترونية، سواء إنتاجيًا أو بمنحها حقوق عرض أفلامه، لأنها أصبحت توازي العرض السينمائي، وأنه ليس هناك أي ضرر عليه مادام يحصل على المقابل المادي المناسب.

بينما قال مخرج العمل، ماندو العدل، إن نسب المشاهدات على المنصات الرقمية أصبحت أكبر من الإيرادات التي تحققها دور العرض، مهما كانت مرتفعة، ويرى أن ذلك في مصلحة الفيلم، خاصة لو أعجب الجمهور، مضيفًا: "طبعا دي خطوة ناحية المستقبل، وده حصل مع فيلم Irishman للمنتج والمخرج العالمي مارتن سكورسيزي، فهو لم يعرض سينمائيا وتم عرضه مباشرة على Netflix، وحقق نسب مشاهدات عالية جدًا، فهي تجربة جديدة هنشوف لو عجبت الناس والفيلم مشي كويس هنلاقي ناس كتير بتعمل كدا خاصة في ظل أزمة كورونا".


وأضاف "العدل": "متفائل وإن شاء الله الناس تحب الفيلم وشايف إن ده الأنسب في الوضع الحالي، وحتى لو مفيش كورونا ودور العرض رجعت تاني إيه اللي يمنع أنه يبقى عندنا سبيل تاني لإنتاج الأفلام ومكان تاني الأفلام تتعرض خلاله، ممكن لما الكورونا تنتهي يبقى هناك أفلام تاني تتعرض على المنصات الرقمية، مفيش حاجة تمنع بالعكس ممكن نعمل أفلام أكتر منها ما يعرض في السينما وبعضها يعرض على المنصات".


وردًا عن إن كانت المنصات الرقمية تستطيع أن تحل محل السينمات لدى الجمهور، قال "العدل"، أن الجميع معتاد على أن الفيلم لابد أن يُشاهد في السينما: "إحنا بنشوف إن الفيلم ممكن يتشاف أكتر لو اتعرض على منصة، كمان فكرة انه يبقى سوق جديد يتفتح للافلام والصناعة زي ما طول عمرنا متعودين، يبقى فيه أفلام تعرض في السينما بعد كورونا إن شاء الله وأفلام تانية تتعرض على المنصة إيه اللي يمنع أن يبقى عندنا منفذين؟".


شريف مندور

المخرج والمنتج السينمائي، وعضو غرفة صناعة السينما شريف مندور، كان له وجهة نظر مختلفة كليًا، وقال أن عرض الأفلام مربح بالتأكيد لبعض الجهات و"خراب" لجهات أخرى، بحسب تعبيره.

وأوضح "مندور"، وجهة نظره قائلًا: "من كذا سنة Netflix ابتدت تعمل الموضوع ده، بس هي كان بتنتج وتعرض على منصتها دون العرض في السينما، بينما هناك صناعة كاملة تضم استثمارات بالملايين اسمها دور العرض، وأرى أنها توجه حربًا من المنصات منذ سنوات".

وأضاف عضو غرفة صناعة السينما: "بدأت بـ Netflix، اللي بتحاول تنتج بنفسها عشان تعرض عندها مباشرة، حتى بترفض إنه يتعرض في أي مكان وفي بعض الأحيان بترفض إن حتى الفيلم يتعرض في المهرجانات، انتهاءً بمنصة مهمة جدا اللي هي Amazon، اللي حاولت تعمل حل وسط وهو أن الأفلام تتعرض لمدة أسبوع أو أسبوعين بدور العرض وأثناء العرض يتم عرضها على المنصة، وده طبعًا قوبل بالرفض من كل الجهات المسؤولة عن صناعة السينما، ولما حصلت الكورونا، ابتدت بعض الشركات الكبري زي AMC، تواجه أزمات طاحنة تهددها بالإفلاس، وابتدت أمازون تحاول تدخل تشتري هذه السينمات عشان تحاول تنفذ فكرتها اللي هي عرض الفيلم أسبوع أو اثنين وأثناء عرضه يتعرض على منصتها".

وتابع: "مندور": "طبعا إحنا كغرفة صناعة السينما، أنا مش من حقي أتكلم بأسمائهم جمعيًا أنا بتكلم باسمي كعضو، معتقدش إن إحنا نبقى موافقين إن الأفلام تتعرض على منصات بس ونطلق رصاصة الرحمة على دور العرض، لأن تم الاستثمار فيها بملايين ولسة في دور عرض جديدة بتتعمل، فمينفعش في ظل الاستثمارات دي أموت دور العرض، ولكن يمكن عشان الظرف الحالي ظرف استثنائي ويمكن دور العرض مبتحققش الأرباح المتوقعة للفيلم، ممكن يبقى ده حل ولكن حل مؤقت وليس نهائي".

واستشهد شريف مندور، بواقعة فيلم "ولاد رزق 2"، قائلًا: "قبل أزمة كورونا نتفليكس حاولت تشتري فيلم ولاد رزق وتشتري كل حقوقه وإن الفيلم مينزلش في أي دور عرض، طبعا طارق العريان مشكورًا رفض، لأن مهما كان اللي هتدفعه نتفليكس الإيرادات المتوقعة للفيلم كانت أكبر وفعلا الفيلم اتعرض سينمائيا وحقق أرباحًا كبيرة ثم عرض بعدها على المنصات".

طارق الشناوي
الناقد الفني طارق الشناوي، كان له رأي خاص في الأمر، وأكد أنه فعل يستحق التشجيع، وقال: "الحقيقة إحنا مش أمام اختيارات متعددة، إحنا أمام ظرف استثنائي قاهر يفرض قانونه وبالتالي كل واحد بيلجأ في مواجهة الجائحة إلى ما يستطيع من خلاله عبور الأزمة، لو نلاحظ هنلاقي في البداية السبكي قال أنه هيعرض الفيلم في السينما في ظل نسبة الـ25% التي حددتها الدولة، واعتبرناه في اللحظة دي بطل".


وأضاف: "التجربة دي أثبتت أن الجمهور خايف يروح يعني المشكلة مش في إن الإيرادات ضعيفة لا المشكلة إن الجمهور عنده فوبيا اسمها دور العرض لأنها تعتبر بؤرة لنقل الوباء، مهما كانت مغلقة لكن فيها كل الشروط السيئة والمنفرة واللي عايز يحضر فيلم بيفكر ألف مرة، وبالتالي السبكي تراجع مع إنه أول واحد قال هعرض صاحب المقام في السينما، وكمنتج منقدرش نجبره على شيء في ظل وجود ظرف قاهر، فقرر إنه يلجأ للسيناريو رقم اتنين وهو المنصة وفعلا باعه لمنصة وهيعرض طبقا للمنشور يوم 30 القادم، لأن ده المتاح قصاده، أنت عندك حاجتين يا دار عرض الناس خايفة تروح والإيرادادت محدودة يا منصة هتديك فلوس، وبالتالي أنت بتفكر كمنتج، هو رأى أنه إذ عرضه مباشرة على المنصة طبقا لاتفاقه معاهم هيحصل على فلوس أكتر فبالتالي قبل الاتفاق".

وتابع الشناوي: "يجب أن نحترم التجربة ونحترم أنها في ظرف زمني لحظي، وأنها ليست قاعدة لكنها مرتبطة بوجود لقاح، لقاح هيبقى موجود أمتي هيتغلبوا على المرض إمتى، دي مسألة رئيس منظمة الصحة العالمية نفسه معندوش قرار فيها ولا يقدر يحدد لها موعد، فبالتالي علينا أن نتنظر نهاية المأزق والكابوس، لكن اللي بيحاول يجد حلول حتى لو بعد كدا أفلام للمنصات للرقمية زي ما موجود في العالم منقدرش نلومه بالعكس ده إحنا نقول كويس إنه بيحاول يشتغل في ظل إن رأس المال نفسه متوقف، لأن الفيلم في النهاية مشروع اقتصادي فلما يكون رأس المال بتاعك غير متواجد فأنت فلوسك مش معاك فمش هتقدر تنتج العمل اللي بعده، طالما في نافذة للعرض ونافذة للحصول على أرباح يجيب ألا نغلقها بل نشجعها".


إبراهيم عيسى

الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، مؤلف فيلم "صاحب المقام"، قال إن عرض الفيلم عبر منصة "شاهد" الرقمية، يُعد حدثًا فنيًا تاريخيًا: "في هذا الظرف الدقيق جدًا والصعب اللي بتمر بيه السينما في العالم كله، حتى الأفلام الأمريكية ذات التكلفة الإنتاجية الضخمة والنجوم العالميين الكبار لجأت لهذا الحل، بنشوف فيلم توم هانكس الأخير بيعرض على شاشة APPLE مباشرة بينما كان المخطط له العرض في السينما هذا الصيف، LU وجود منصات رقمية تستطع انقاذ السينما سواء من حيث الإنتاج والعرض في هذه الظروف فهو حدث تاريخي بكل المقاييس".

وأضاف الكاتب الكبير: "المحور الثاني في تاريخية الحدث أنه لأول مرة بتفتح بوابة هائلة للسينما المصرية والعربية أنها تبدأ تنتج أفلام تتعرض على المنصات الرقمية مباشرة وده يمنح هذه السينما طاقة كبيرة إنتاجيا ونسب مشاهدات هائلة، كما يمنح صناع الأفلام السينمائية المتميزة، والمختلفة مساحة أكبر عن المساحة التي تحتلها سينمائيا مقابل أفلام الأكشن التي يشاهدها المراهقين، وبذلك نكون فتحنا نافذة مهمة للأفلام ذات القضايا العميقة".


وتابع: "لابد أن نتأمل حجم إنتاج السينما المصرية عام 2019، نجدها أنتجت قرابة الـ35 فيلمًا، رقم شديد الضعف والتواضع، مقارنة بأي إنتاجات في السينمات، ويؤسفني إني أقول أن تركيا أنتجت في عام 2019 ، 148 فيلمًا، هناك فرق ومقارنة بينما السينما المصرية سينما عريقة وقوية وعظيمة وعملاقة وصناعتها صناعة مدهشة، يجب مع وجود منصات رقمية زيادة عدد الإنتاجات، لازم نوصل 100 و200 فيلم في السنة".

واختتم حديثه مع "مصراوي"، قائلًا: "عرض الفيلم على المنصة قبل السينما حدث تاريخي بكل المقاييس، أتمنى أن يحوز الفيلم إعجاب الجمهور، وأنا مقدرش أقول الفيلم حلو أو وحش، إنما أقدر أقول إنه مختلف ومتميز، والأمر متروك لذائقة الجمهور وأتمنى أن يحوز إعجابهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان