"أنت بترقص بلسانك وأنا بوسطي".. سر جملة دفعت وحيد حامد لكتابة "الراقصة والسياسي"

كتبت- منى الموجي:

يرفض أن يكتب عملًا تفصيل لأي نجم مهما كان حجم نجوميته، ولأن لكل قاعدة استثناء، فإن تاريخ الكاتب الكبير وحيد حامد لا يضم سوى موقفين وافق فيهما على ممارسة الكتابة وهو يعرف من سيلعب الدور.

يقول وحيد إن الكتابة وأمامه النجم الذي سيلعب الدور لم يحدث طوال مشواره الفني الفني سوى مرتين فقط الأولى مع نبيلة عبيد والثانية مع الفنانة سناء جميل.

يحكي وحيد في كتاب "الفلاح الفصيح" الذي كتبه الناقد طارق الشناوي: "نبيلة كان اشترت حق تحويل رواية (الراقصة والسياسي) لعمل سينمائي، وأعطتها لأكثر من كاتب لإعداد السيناريو، وأنا بالصدفة كنت في مكتب المنتج إبراهيم شوقي، وقابلتها عنده، فقال لي إبراهيم بشكل تهكمي: بيقولوا عليك أفضل وأغلى كاتب في مصر ما تأخذ هذه القصة تعملها، فقلت له أمام نبيلة: للأسف لا أفصل قصص لفنان محدد".

تابع وحيد "بمزيد من الاستفزاز وجدت إبراهيم يقول لي أنت لا تعرف تعملها، فقلت له أنا أعملها بإصبع قدمي"، وعن هذا الموقف قال "ورطت نفسي من باب العند، وأنا كنت مذاكر نبيلة عبيد، فوجدت سطرا في القصة لفت انتباهي فلقطتها وعملت الراقصة والسياسي".

السطر الذي وجده وحيد حامد في "الراقصة والسياسي"، كان جملة تقولها سونيا سليم: "أنت بترقص بلسانك وأنا برقص بوسطي"، وجد في هذه الجملة الحدوتة التي يريد أن يقولها في الفيلم حكاية النفاق السياسي "كله بيرقص كلهم كذابين"، وكانت سر موافقته على تحويل النص الأدبي لسيناريو سينمائي.

الموقف الثاني كان عندما طلبت منه الفنانة سناء جميل أن يكتب لها دورًا، وبالفعل كتب شخصية أم سيد في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" وهو يراها أمامه.

"الراقصة والسياسي" عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، أعدها للسينما وحيد حامد، أخرجها سمير سيف، بطولة نبيلة عبيد، صلاح قابيل، فاروق فلوكس، مصطفى متولي.

يحكي قصة راقصة تنقلب الدنيا عليها عندما تفكر في تأسيس دار أيتام، تطلب المساعدة من سياسي كانت تعرفه قبل سنوات إلا أنه يتهرب منها، فتعلن عن التفكير في كتابة مذكراتها، الأمر الذي يثير الذعر في نفوس كل من كانوا يوما بالقرب منها، من رجال أعمال وسياسيين.

وتوفي الكاتب وحيد حامد، صباح اليوم السبت، عن عمر يناهز 76 عاما، إثر أزمة قلبية حادة، تعرض لها مؤخرا، ودخل على إثرها غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات.

وحيد حامد أحد أشهر نجوم الكتابة في مصر والعالم العربي، تعاون مع كبار نجوم التمثيل والإخراج، قدّم للسينما عشرات الأفلام المميزة والمهمة، اعتاد الدخول إلى عش الدبابير، بمناقشة المسكوت عنه دائمًا.