سليم حربي عن «مسارات أفريقية»: وراء الموسيقى هناك قصة شعوب وقبائل وعبودية
حوار- د. أمــل الجمل :
التقيته أثناء فعاليات مهرجان «قابس سينما فن» الذي رغم إنتهاء فعاليات على أرض الواقع لكنه حافظ على تواصله مع جمهوره أون لاين. كانت الفعاليات ثرية ومتنوعة، جمعت بين مختلف فنون السينما، مع الحرص على تجاوز الحدود بين الأنواع الفيلمية، لذلك كان من الطبيعي أن يستمتع المتلقي بأعمال سينمائية وثائقية وروائية، إلي جانب أعمال الفيديو آرت، وأشرطة للواقع الإفتراضي. مثلما لم تغفل إدارة المهرجان الاهتمام بالجوانب الفكرية لجعل المتلقي منخرطاً وفاعلاً في تلك التجربة الخصبة.
لاشك أن أفلام الواقع الإفتراضي لازالت حديثة العهد، ولازالت قيد التطوير والتجريب المستمر، لديها مشاكلها ومميزاتها. لذلك أبحث دوما عنها في كل مهرجان لاكتشاف الجديد الذي حققته. كان من بين الأفلام المتميزة التي شاهدتها في ذلك القسم بمهرجان «قابس سينما فن» بدورته الثالثة فيلم «مسارات أفريقية» - ثلاثة أجزاء - بتوقيع المخرج التونسي سليم حربي، استمتعت بأجواء الفيلم، فالتقيت مخرجه وسألته عن: أسباب اختياره لتوظيف الوسائط التكنولوجية الحديثة في السرد، وتنحية السرد السينمائي التقليدي أو السرد الروائي جانباً؟ خصوصاً أنه حصل على بعض الجوائز علي هذا الأسلوب السردي.
سليم: لأن الواقع الإفتراضي يمتلك طريقة سردية معينة، ليست كما السرد السينمائي العادي. ومن المستحيل أن إنسان اليوم يأتي ويقول أنا اختصاصي السرد عبر الواقع الإفتراضي، لأنه لازال مجال تجريبي بحت، هناك ناس تواصل التجريب، وتنجح فيه، وهناك ناس لا تنجح. المشكلة أنه لو وصفنا الواقع الإفتراضي اليوم سنجد أن التكنولوجيا تتطور بنسق أسرع من طريقة السرد، بالتالي التكنولوجيا هى التي تجر السرد أو طرق السرد معها للأمام. ثانياً: فيما يخص طريقة السرد الإفتراضي فإذ لم يكن الموضوع يتطلب الواقع الإفتراضي كوسيط فالموضوع لن يكون ناجحاً. لماذا؟ لأنه من الممكن أن أحكي لك ساعات وساعات عن موسيقى الزنوج في البرازيل، وربما تسمعني لمدة ساعات، ويمكن تصور أشياء، لكن عندما نضعك في وسط الحدث - كأنك جزء من الحدث - سيكون عندك المكان والزمان والصورة والصوت والتفاعلات.. فهذا يخلق شعوراً آخر يختلف عن وسائط السرد التقليدي. وهو انفجار للأحاسيس، للصوت، حتى الجسم، ولغته تتفاعل مع هذا لزمان والمكان، بالتالي أقول: أن الموضوع هو الذي يفرض ويحدد اختيار الواقع الإفتراضي من عدمه.
إذن، ربما يمكن القول: أنه ليست كل الموضوعات مناسبة للواقع الإفتراضي؟ وأحيانا هذا الأسلوب في السرد يخدم الموضوع؟
بالضبط.. هناك موضوعات تحتاج أن تندمج فيها وتكون جزء منها أم لا. هذه تجارب، ليست فيلم، إنها تجربة فيها وسائط متعددة، صوت وصورة، والموسيقى، بالتالي هى تجربة متكاملة. بالتالي هى ليست «فريم».
طبعا لأن التصوير في تلك الحالة يتم بزاوية ٣٦٠ درجة.
صحيح، ٣٦٠ درجة، وتجربتك أنت غير تجربتي أنا.. وكل واحد عنده تجربة خاصة .. فهى تجربة شخصية
ربما، يمكن القول أنها تجمع بين المسرح والسينما والوسائط الحديثة إلي حد ما. أليس كذلك؟
طبعا.. الواقع الإفتراضي فيه كثير من واقعية المسرح، لأنها مسرح، وبالتالي أن تضع الكاميرا وتتفرج في الواقع كما هو، من أي زاوية. الواقع الإفتراضي يُرجعنا قليلاً إلي ما يُسمى «سينما فيريتيه» أي «سينما الحقيقة».. والسينما المباشرة، كان جان روتش الذي كان أحد روادها.
سينما فيريتيه هو أسلوب في صناعه الأفلام يقترب من السرد الوثائقي كان أحد رواده جان روتش الذي كان يجمع بين الارتجال واستخدام الكاميرا المحمولة لكشف عن الحقيقة أو تسليط الضوء على موضوعات قد تكون غير ظاهرة.
كذلك، زينجا فيرتوف. والتي هى في الأساس سينما بسيطة، وأحد معاييرها أن تختار المسافة المناسبة، فلا تكون بعيداً جدا عن
فيديو قد يعجبك: