حوار| مخرج "ما فوق الضريح": أردت تغيير صورة المهاجر العربي الموجود في فرنسا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
حوار- منى الموجي:
ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، عُرض الفيلم الجزائري "ما فوق الضريح" للمخرج كريم بن صالح، ونجح في الفوز بجائزة أفضل سيناريو وقيمتها 10 آلاف دولار.
يحكي الفيلم قصة شاب جزائري ابن شخصية دبلوماسية، يظن أنه سيتولى منصبًا مماثلًا لأبيه عندما ينتهي من دراسته في فرنسا. ولكن تنقلب الأحوال عندما يصبح مهددا بالخروج من فرنسا وإنهاء إقامته، ويكون السبيل الوحيد للبقاء البحث عن عمل، ليضطر إلى قبول وظيفة مساعد حانوتي (يُغسل الموتى) يعمل في دار جنازات إسلامية، ليعيش تجربة تغير مفهومه للحياة، ويتأثر بكيفية تعامل الحانوتي مع الموتى، ويكتشف نفسه من جديد.
تجربة مع الموت
يحكي كريم في حواره لـ"مصراوي" أن فكرة تقديمه لفيلم "ما فوق الضريح" ترجع لكونه عاش تجربة مع الموت في طفولته، إذ توقف في أحد الأيام أثناء ذهابه للمدرسة ورغم أنه كان يوما عاديا، إلا أنه بدأ يفكر في الموت، وشغلت باله، ووجه لنفسه الكثير من الأسئلة، بينها: "كيف يتعامل الإنسان مع فكرة أنه سيموت وأن لحياته نهاية؟، ما الذي سيحدث بعد الموت؟"، وناقش بالفعل هذه الأمور في أفلامه القصيرة التي سبقت "ما فوق الضريح".
يتابع كريم "كنت متأثرا جدا بالطريقة التي يتعامل بها الدين الإسلامي مع الموت بتواضع كبير، فالإسلام يتعامل مع الموت بطريقة رقيقة ومطمئنة، وفكرة أن الحياة ليست باقية، البعض يرى الموت أمر مرعب لكن الإسلام يصوره على أنه غير مخيف بالعكس هو جزء من الحياة، وكلها أمور حاولت إظهارها في الفيلم، كذلك رغبت في نقل كيف يتعامل الحانوتي أو المُغسل مع الأموات والجسم الموجود أمامه، وكيف تكتشف الشخصية الرئيسية في العمل نفسها".
يقول كريم "تعامل الإسلام مع الموت به تقبل كبير وأكبر دليل أن المسلمين يتم وضعه في الكفن ثم يُدفنون وهنا تطل فكرة أن الإنسان يرجع للأرض ويدخل في دائرة الحياة مرة أخرى، وهو أمر مطمئن".
الأفلام الفرنسية
وتعليقا على اختياره الممثل الشاب حمزة مزياني ليلعب دور البطولة في فيلم "ما فوق الضريح"، أوضح "أردت تغيير فكرة المهاجر العربي الموجود في فرنسا، معظم الأفلام الفرنسية تضع الشخص العربي في شكل بسيط وتظهره يعاني من فقر وبطالة، وهي صورة نمطية خاصة بالعرب، لكنني أردت اختيار شاب يعبر عن بطل العمل المهاجر العربي القادم من طبقة عالية وعنده ثقافة ومنفتح أكثر على الحياة، ووجدت حمزة بطريقة كلامه وتعبيره عن نفسه هو الأنسب وتفاجأت أثناء إجراء اختبارات الأداء، وأعجبني جانب الغموض في شخصيته أمام الكاميرا".
فيلم ما فوق الضريح عُرض في مهرجان سينيميد مونبلييه للفيلم المتوسطي، قبل مشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وعن ردود الفعل التي جاءته من الحضور الأجانب، قال كريم "كانت جيدة جدا جدا والناس أحبت أن ترى هذا النوع من الأفلام، وتقديم الشخص العربي بصورة مغايرة لما يحدث في كثير من الأعمال السينمائية، وأعتقد أن الفيلم مهم جدا للفرنسيين والعرب في فرنسا لأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي، لكن الجمهور في المهرجانات بطبعهم منفتحين أكثر، وعندهم تقبل للآراء، السؤال الآن كيف سيستقبل الجمهور العادي هذا الفيلم، وفي الحقيقة لا أعرف الإجابة، إذ لم يتم بعد طرح الفيلم بعض في دور العرض، لكنني جاهز للحوار والنقاش ولمن سينتقد".
العرب في فرنسا
يلفت كريم أن هدفه من فيلمه "ما فوق الضريح" أن يقول إن العرب في فرنسا يحتاجون لخلق مساحة لأنفسهم لا أن يعيشوا في دور الضحية، مشددا أن عليهم ألا يشعرون بأنهم أجانب فالعرب يشكلون نسبة ضخمة من المجتمع الفرنسي "أنتم في بيتكم وعليكم بناء حياتكم لأن هذا حقكم مثلما هو حق أي شخص آخر، شئنا أم أبينا فرنسا أصبحت دولة متعددة الثقافات".
وفي ختام حوارنا سألناه عن القضية التي يتمنى تبنيها في فيلمه الجديد لتصحيح صورة نمطية أخرى عن العرب في فرنسا، وأجاب: "معرفة الشعب الفرنسي عن العرب ليس فقط مسؤولية المهاجر العربي، هي أيضا مسؤولية فرنسا، التي عليها توفير مساحة سواء من خلال المدارس بأن تبدأ في تعليم اللغة العربية، وتقديم مساحة كافية للعرب للتعبير عن أنفسهم، وكذلك تغيير فكرة أن يكون تمويل الأفلام لنوعية موضوعات محددة والتي تركز على معاناة الإنسان العربي في الحواري، نحن نحتاج لمشاهدة قصصا مختلفة أكثر عن أطباء، محامين وفنانين، ونحتاج تمويل لموضوعات مختلفة هذا ما يحتاجه المجتمع".
اقرأ أيضا
لبلبة تشارك بالتصويت في الإنتخابات الرئاسية
خاص| صديق مقرب من المخرج أحمد البدري يكشف أسباب بتر قدمه وغيابه عن الوعي
فيديو قد يعجبك: