إعلان

حوار| محافظ الأقصر يتحدث عن مهرجان السينما الإفريقية وسبب مغادرته حفل الافتتاح

07:52 م الثلاثاء 20 مارس 2018

محافظ الأقصر محمد بدر

حاوره - أحمد الجزار

نجحت محافظة الأقصر في استقبال فعاليتين كبيرتين على أرضها، أحدهما احتفالية الأقصر عاصمة الثقافة العربية، وأخرى تتمثل في إقامة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، فكيف استعدت المحافظة لاستقبال الفعاليات التي تضم وفودا بارزة على المستويين العربي والإفريقي؟ وكيف انعكست تلك الفعاليات بشكل إيجابي علي المحافظة؟ وماذا عن استياء المحافظ من حفل افتتاح الأقصر الإفريقي؟... وأسئلة أخرى يوجهها مصراوي لمحافظ الأقصر، محمد بدر، في هذا الحوار الخاص:

 

• كيف استفادت مدينة الأقصر من اختيارها عاصمة للثقافة العربية هذا العام؟

بالتأكيد اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية يعد حدثا مهما وكبيرا بالنسبة لنا، لأن المحافظة تعد مزارا أثريا عالميا وليس فقط على المستوي العربي أو الإفريقي، وكون إنها تحصل على شعلة الثقافة فهي بالتأكيد إضافة للمحافظة. ويساهم ذلك في تقرب العالم لنا بشكل أكبر، وقد استقبلت المحافظة في هامش هذه الاحتفالية أدباء، ومثقفين، وكتاب، وشعراء من جميع الدول العربية، كما أن إقامة مهرجان الأقصر السينمائي أضاف وفودا جديدة على المستوى الإفريقي والعربي بشكل عام إلى جانب كوكبة النجوم مما منح المدينة حالة من الزخم.

• وكيف كانت استعدادات المحافظة لاستقبال حدثين مهمين في التوقيت نفسه؟

الحقيقة كان لدينا حرصا على استقبال وتأمين كل ضيوف المحافظة وكنا "مش بنام" لأننا نعلم أن المحافظة قد تستقبل ما يقرب من 60 ألف زائر بسبب حفلات منير وريهام عبد الحكيم وعرض مسرحية "سلم نفسك"، إلى جانب ضيوف مهرجان السينما الإفريقي.

وبهذه المناسبة أريد أن أشكر كل نجوم مصر الذين حرصوا على زيارة المحافظة في هذا التوقيت الصعب بسبب ارتباطتهم الفنية، كما أوجه تحية خاصة للأخ والصديق العزيز الكاتب مدحت العدل الرئيس الشرفي لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية على تنظيم المهرجان في وقت ضيق.

• ولكن أعلم أن كنت منزعجا من تنظيم حفل الافتتاح ورفضت الظهور خلال الحفل ما أثار الكثير من التساؤلات؟

لقد حرصت على حضور مراسم الافتتاح بصحبة وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم في الموعد المحدد من قبل إدارة المهرجان وهو في السابعة إلا الربع مساءً على أساس أن المهرجان سينطلق في السابعة على الهواء، ولكن تأخر الافتتاح حتى الثامنة والنصف، وكان وقتها لدي ارتباطا آخرا بحضور عرض مسرحي مغربي في مكان آخر، فقررت أن أغادر، ونكتفي بكلمة الوزيرة التي تعد ممثلا للحكومة المصرية.

• ولكن الوزيرة نفسها أبدت استياءها من التأخير في كلمتها أمام الحضور؟

هذا حقيقي، ليست الوزيرة فقط، فقط تلقيت رسائل استياء من الإعلاميين والفنانين، وكثير من المشاركين بسبب هذا التأخير، لأنه ليس من المعقول أن يكون جميع الضيوف جاهزين، وقاموا بارتداء الملابس الرسمية منذ الثالثة عصرا، ثم نفتتح المهرجان في الثامنة والنصف مساء، بالتأكيد الكل "تضايق، ولكن أنا شخصيا تعاملت مع الموقف بشكل عادي"، لأنني لن أغضب من أي حدث يقام في الأقصر، وحرصت على زيارة الضيوف في حفل العشاء والاعتذار لهم على التأخير، وذلك بصحبة الوزيرة، ولكن لا أنكر أنني كنت أتمنى أن أشارك في تكريم قامة كبيرة بحجم جميل راتب، وأن أحضر هذه اللحظة، كذلك غادة عادل، ولكن ضيق الوقت حال دون ذلك.

• ولكن البعض قال إن الأمن كان السبب في تأخر وصول الضيوف إلى مكان الاحتفال بسبب الإجراءات الأمنية؟

هذا غير صحيح لأن الأمن لا يتدخل في التنظيم ولا المواعيد وتكون مهمته فقط تأمين الوفد من بعيد دون أي تدخل، بل أريد أن أشكر الأمن على المجهود الكبير الذي بذله الفترة الماضية في تأمين كل الحفلات والفعاليات التي أقيمت على أرض المحافظة، خاصة في حفل منير، فبعد أن كان من المقرر أن يحضر 2000 شخص، استطاع أن يؤمن ما يزيد على 20 ألف شخص، وخرجت الحفلة بشكل أكثر من رائع، وكان هناك التزام من الجميع في بدء الحفل في موعده، وقد شهدنا التزاما من الجميع، بمن فيهم النجم الكبير محمد منير الذي حرص على التواجد قبل موعد الحفل، وكانت هناك دقة في كل التفاصيل، وكانت المحافظة قد أشرفت على الحفل بنفسها، بينما تأخر حفل افتتاح الأقصر السينمائي، فهو يتعلق بالجهة المنظمة من البداية، ولكن قد يكون هناك أشياء خارج إرادة الجميع، وإن شاء الله يمكن أن يتفادوا ذلك في السنوات القادمة.

• وهل المحافظة قد تتدخل في تنظيم مثل هذه الفعاليات؟

ليس هناك آلية ثابتة، فمثلا احتفالية الثقافة العربية أشرفت عليها المحافظة بشكل كامل، وخرجت في أفضل صورة، بينما لم نتدخل إطلاقا في تنظيم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، لأن إدارة المهرجان استعانت بشركة منظمة لجميع الفعاليات، وقد اكتفينا بتقديم جميع التسهيلات اللازمة من المحافظة لإقامة المهرجان، ومنها التصاريح الخاصة باستقبال الوفود في المطار، وتخفيضات بالفنادق، وغيرها من التسهيلات، ولكن المحافظة في الوقت نفسه لم تتحمل إقامة الضيوف.

• ولكني علمت أن المحافظة طلبت من وزارة الآثار تحصيل 50% من قيمة استغلال المعابد والمتاحف الأثرية على غير المعتاد؟

هذا ليس إجراءً شخصيا، ويتم ذلك وفق لائحة محددة، ولا يتم تطبيقه على المهرجان فقط، بل يُطبق أيضا على جميع المؤسسات الحكومية، لأن هذه المتاحف والمعابد تحتاج بالفعل إلى موارد. هناك مصروفات كبيرة على العاملين والترميمات التي تتم، ولذلك يجب على المحافظة أن تدفع جميع الجهات لتوفير هذا الدعم، وهذا بالفعل لم يكن يحدث في السنوات الماضية، ولكن الآن نعمل، وفق لائحة يجب أن تُنفذ على الجميع، بل هذه المرة الأولى أيضا التي أطلب فيها من إدارة المهرجان دفع رسوم لاستغلال قاعات العرض، سواء في المكتبة أو قاعة المؤتمرات، لأن هذه القاعات تحتاج إلى موارد لتطويرها، وقد تم تطبيق هذا القرار على جميع الجهات والهيئات، وليس المهرجان فقط، بل إنني قمت تخفيض يصل إلى 25% ولكن إدارة المهرجان طلبت أن يكون 50%، ووافقت كنوع من الدعم لهذا الحدث الثقافي، وهذا لم يكن مفاجأة بالنسبة لإدارة المهرجان، وقد أطلعت الدكتور مدحت العدل على هذه اللائحة قبل انطلاق الفعاليات.

• ولكن المحافظة لم تحصل على مقابل من احتفالية الأقصر عاصمة الثقافة العربية؟

هذا حقيقي، لأنني كنت سأحصل على أموال من خزينة وزارة الثقافة لوضعها في خزينة الدولة مرة أخرى، وهذا غير منطقي، لأنه ليس من الممكن أن تحصل وزارة الآثار على مقابل من حدث تقيمه الوزارة لنفسها، ولكن عندما أقوم بحفل خاص أو احتفالية خارج نطاق الوزارة، فيجب أن التزم باللائحة، والحقيقة أنني استعجب من البعض عندما يحرص على دفع المطلوب للقطاع الخاص، مثل الفنادق والانتقالات وتذاكر السفر وشركات التنظيم، ونرفض أن ندفع الحقوق البسيطة للدولة.

• وهل المحافظة تشعر بأي مردود ثقافي من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية؟

البعد الثقافي غير ملموس، ولا يمكن أن تشعر بمردوده أو تأثيره سريعا بشكل عام، ولكن العمق الإفريقي من خلال تواجد السفراء الأفارقة والفنانين، يمثل السياسة الناعمة، وتواجد هذا الحشد على أرض الأقصر وأرض مصر يحمل رسالة إيجابية وقوية للعالم.

• أخيرا لماذا كان هناك إصرار على إقامة فعاليتين كبيرتين في التوقيت نفسه.. هل سبب ذلك حالة من الإزعاج الأمني والسياحي؟

إطلاقا، نحن قادرون على استيعاب 20 حدثا في التوقيت نفسه، وقادورن على استيعاب مباراة للأهلي والزمالك، وغيرها من الفعاليات الكبرى، لأن ثقتي برجال الأمن كبيرة، وكذلك أبناء الأقصر، فنحن نحمي آثار مصر.. فهل من المنطقي ألا نستطيع أن نحمي سياح مصر، كما أن الفنادق لديها القدرة على استيعاب أكبر عدد من الفعاليات، ورغم إقامة فعاليتين كبيرتين في التوقيت نفسه، فبعض الفنادق كانت فارغة، ولم يسبب لنا ذلك أي إزعاج على المستوى الأمني أو السياحي.

 

فيديو قد يعجبك: