إعلان

حوار| المخرج السنغالي موسى توريه يكشف اتفاقه على فيلمين مصريين وتأثير السينما المصرية عليه

01:49 م الخميس 22 مارس 2018

موسى توريه

حاوره- أحمد الجزار

نجح المخرج السنغالي موسى توريه، أحد المكرمين في الدورة السابعة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، في الاتفاق على تقديم فيلمين مع منتجين مصريين، وذلك بعد عقد العديد من الاجتماعات لبحث سبل هذا التعاون الذي يصب في صالح السينما المصرية والإفريقية بشكل عام، خاصة أن توريه اسم لامع عالميا؛ حيث شارك فيلمه قبل الأخير (LA PIROGUE) في مهرجان كان السينمائي، ونال العديد من الإشادات النقدية.. عن تكريمه، وعلاقته بالسينما المصرية، ومشاريعه الجديدة كان لنا معه هذا اللقاء:

• ما هي حقيقة اتفاقك مع بعض الشركات المصرية لتقديم أفلاما مشتركة؟

- هذا حقيقي. اتفقت بالفعل على تقديم فيلمين مصريين خلال الفترة المقبلة، أحدهما مع المنتج جابي خوري والسيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، والآخر مع المنتج والمخرج شريف مندور، وقد تم الاتفاق على خطوط عريضة لهذه المشاريع، ومن المقرر أن نبدأ التنفيذ خلال الفترة المقبلة.

• وماذا تعرف عن السينما المصرية؟

- السينما المصرية كان لها تأثير كبير على تكويني ومسيرتي الفنية، ومشواري بشكل عام، وكنت أشاهدها بشكل منتظم في السنغال، منذ كنت صغيرا، وأتذكر أن أول فيلم شاهدته كان لأم كلثوم، واكتشفت أن السينما المصرية تركز علي البسطاء، وهذا ما أحرص على تقديمه في معظم أفلامي حتى الآن.

• ولماذا تنتمي أفلامك أو معظمها للشكل الوثائقي؟

- لأن إفريقيا بالنسبة لي عبارة عن فيلم وثائقي طويل، ونحن في إفريقيا نعيش الواقع ونصوره، حتى الأفلام الروائية مأخوذة عن قصص واقعية، لذلك فهي تعد أفلاما وثائقية، ولكن تختلف طريقة السرد أو الطرح من فيلم لآخر.

• حصولك على جوائز عالمية ومشاركتك بمهرجان كان السينمائي هل كان له تاثير إيجابي في مشوارك الفني؟

- بالتأكيد؛ أفدت كثيرا من مشاركتي في مهرجانات كبيرة مثل كان، وكنت معروفا قبل مهرجان كان، ولكن بعد مشاركتي في المهرجان أصبحت شهرتي ثلاثة أضعاف تقريبا، ووقتها زادت نسبة مشاركتي في لجان التحكيم، وتوطدت علاقتي بالمهرجانات بشكل أكبر وأعمق.

• وكيف ترى تأثير مهرجان الأقصر في السينما الإفريقية؟

- الحقيقة أنها المرة الثانية التي أحضر فيها المهرجان، والمرة الأولى عندما شاركت في لجنة التحكيم، وهذه المرة جئت من أجل التكريم، وبالتأكيد هو مهرجان مهم، والدليل إنني على وشك إنجاز فيلمين مع منتجين مصريين بعد أن التقينا في هذا المهرجان، لذلك فهو نافذة متميزة لكل المبدعين في إفريقيا.

• وبمناسبة إفريقيا.. تُرى ما أمراض الفيلم الإفريقي؟

- أهم مشكلة في إفريقيا السعي الدائم للبحث عن تمويل، دون أن نفكر في عملية التوزيع، رغم أنه يجب أن تفكر في التوزيع والعرض والجمهور قبل الإنتاج، ولكن للأسف معظم المخرجين يحصلون علي التمويل وينتجون أفلاما، ثم يضعونها بجانبهم لتموت، وأنا شخصيا أتمنى أن توزع أفلامي في أفريقيا لأنه من المحزن أن تعرض أفلامي في فرنسا ومعظم دول أوروبا ولا تعرض في السنغال مثلا.

• رغم بزوغ العديد من الأفارقة في السينما الهوليوودية.. لماذا فشلنا في تقديم فيلم أفريقيا بمواصفات هوليوودية؟

- أعطني أموالا، وسأقدم لك فيلما هوليووديا، الأفلام في هوليوود تكلف ملايين الدولارات حتى لو كانت تعتمد على وجوه غير جماهيرية، فمثلا فيلم "بلاك بانثر" المعروض حاليا في أمريكا والذي يتصدر الإيرادات لأكثر من شهر، قد رصدت له ميزانية ضخمة وإمكانيات عظيمة، ونجح الفيلم في تجاوز حاجز المليار دولار في شباك التذاكر، هناك يعملون في صناعة كبيرة ومعقدة ومدروسة، لكن السينما في إفريقيا ضعيفة، وليس لدينا أي إمكانيات إنتاجية وتسويقية لتقديم هذه النوعية من الأفلام في الوقت الحالي، فكيف سنفكر في هذه النوعية ومعظم دول القارة ليس لديهم شاشات عرض.

• وإذا عدنا للبداية.. لماذا قررت العمل في السينما في بلد ليس به إنتاج سينمائي؟

- لقد انتابتني حالة من الشغف بالسينما، بعد أن شاهدت الأفلام منذ طفولتي، وكنت أريد أن أكتشف هذا العالم، وكيف تعمل كل هذه الفريق من أجل فكرة واحدة، الحقيقة أن التنظيم وطريقة العمل في السينما جذباني بشكل كبير، وفي سن 14 عاما قررت أن أعمل في الإضاءة داخل أحد أفلام، وفي فترة قصيرة أصبحت مديرا للإضاءة، وزادت شهرتي بين المخرجين وشركات الإنتاج الإفريقية والأوروبية، خاصة التي تأتي لتصور في السنغال، واستمر عملي في الإضاءة لمدة 17 عاما وقتها عملت فيما يقرب من 90 فيلما من أوروبا وإفريقيا، وبعد أن جنيت الكثير من الأموال قررت أن أقدم فيلمي الأول، وهو فيلم قصير، وكان ذلك عام 1987، ثم عدت مرة أخرى لأمارس عملي في الإضاءة، وعندما زادت شهرتي في السنغال قررت الحكومة سفري إلى روسيا لتعلم الإخراج السينمائي، ولكني رفضت، وطلبت السفر إلى فرنسا لتعلم تصحيح الألوان لأنها المرة الأولى التي سأدخل فيها معملا لتصحيح الألوان، وخلال هذه الفترة تعرفت بالعديد من الشركات، وفي عام 1991 قدمت فيلمي الروائي الأول ((TOUBAB BI وحقق وقتها نجاحا كبيرا، وعرض في العديد من المهرجانات، وحصلت خلاله على العديد من الجوائز.

• ولماذا قررت أن تُهدي تكريمك في الأقصر السينمائي لوالدتك تحديدا؟

- لأنها كانت السبب فيما وصلت إليه الآن، وأدين لها بكل ما وصلت إليه، لأنه لولاها، ما عرفت السينما، ولا عملت بها، ولا أصبحت الشخص الذي تراه أمامك، فهي كانت حريصة ان تصحبني للسينما لمشاهدة الأفلام، ورغم أنه ممنوع على السيدات دخول السينما في تلك الفترة، فكانت تتخفى، وتأتي معي، وكانت دائما تشجعني على عمل ما أحب.

• أخيرا ماذا عن فيلمك المقبل؟

- أعمل الآن علي فيلم عن الصينيين وانتشارهم في القارة الإفريقية، وسيتم التصوير في السنغال، وهو فيلم روائي طويل، ومن المقرر أن يعرض في 2019.

____ _____

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان