لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور...يوسف وهبي.. حكاية ''كومبارس'' تحول لـ''أبو المسرح'' المصري

05:52 م الجمعة 17 أكتوبر 2014

كتب- محمد مهدي:

داخل  المعهد العالي للتمثيل بمدينة ميلانو بإيطاليا في الأعوام عقب انتهاء الحرب العالمية الأولي كان يمكن أن تجد شابا واقفا على خشبه المسرح وحيدا يتدرب على أشهر الأدوار في الروايات العالمية، مندمجا بجسده وملامحه وصوته القوي حتى أنفاسه في الشخصية التي يؤديها.. هذا الشاب هو يوسف وهبي الذي تحول خلال سنوات إلى أهم الفنانين التي انجبتهم مصر.

الشاب القادم من مدينة الفيوم المنتمي إلى عائلة مقتدرة، استشعر مبكرا عشقه للفن، فقرر السفر إلى إيطاليا لتعلم أدوات التمثيل، التحق بالمعهد وبجواره انتقل إلى العمل مع الممثل الإيطالي ''كيانتوني'' الذي دفعه إلى المسرح بأدوار ثانوية صامتة ''كومبارس'' قبل أن تظهر موهبته وتفرض نفسها في مسارح إيطاليا.

مع مرور الوقت بدى أن الفنان المصري وجد ضالته في إيطاليا، وأنها حاضره ومستقبله، لذا رتب أوضاعه على البقاء في ميلانو وعدم الرجوع إلى مصر وانطلق إلى عالم الأضواء وظهر في أدوار أولى في السينما الإيطالية.

في بداية العشرينات تلقى يوسف وهبي خطابا من والدته تدعوه إلى سرعة العودة لرؤية والده الذي اشتد عليه المرض، ترك على إثرها إيطاليا وعاد إلى البلاد لكنه لم يتمكن من حضور اللحظات الأخيرة في عمر والده الذي وفاته المنية قبل وصوله.

يقول يوسف وهبي عن حادث وفاة والده: لم أحضر الوفاة لكن والدتي أخبرتني أن والدي مات راضيا عني وعن عملي في الفن، وهذا ساعدني على العمل بالفن داخل مصر طالما لا يغضب ذلك والدي.

الطموح الفني لم يغادره لحظة، فرغم وجوده في مصر إلا أن أحلامه الفنية ظلت تطارده، وفي إحدى الليالي وأثناء سيره بشارع عماد الدين شاهد الفنان الشاب أحد أساطير المسرح المعروفين في مصر بملابس رثة ومظهر سيء، فاقترب منه يوسف وهبي متسائلا عن سر تحول النِجم إلى هذا الفقَر ليكتشف ان الوضع الفني في مصر مهترئ- بحسب تصريحات تلفزيونية ليوسف وهبي-.

اختار يوسف وهبي أن يُعيد للفن مجده، وشيد بميراثه عن والده مسرحا أطلق عليه ''مسرح رمسيس''، ودرس أخطاء من قَبله ''وجدت عدم اهتمام بالإخراج والأثاث والإضاءة ونوعية ما يقدم للجمهور'' وبدأ في تأسيس فرقته ''رمسيس'' مع عزيز عيد وانطلقت الأعمال الفنية بالمسرحيات المترجمة ثم توالت العروض.

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

 

لم يكتفِ وهبي بالعمل المسرحي فقد حاول أن يعطي خبرته في عالم السينما التي اكتسبها خلال عمله بإيطاليا، فاستدعى المخرج محمد كريم من ألمانيا، وقدما سويا فيلم ''زينب'' الصامت، في عام 1930 من بطولة الفنانة بهيجة حافظ وسراج منير وزكي رستم.

يذكر يوسف وهبي في إحدى اللقاءات التلفزيونية، أن وقتها لم يجدوا ستديوهات داخل مصر فقاموا ببناء بيوت من الطين في منطقة قريبة من القاهرة بجهود ذاتية، واستخدام أدوات كهربائية بدائية للإضاءة.

من جديد يتصدر وهبي المشهد السينمائي في مصر بفيلم مصري ناطق وهو ''أولاد الذوات'' صنعه مع المخرج محمد كريم، حيث قاما بالسفر إلى باريس واختيار ممثلين للاشتراك في الفيلم وشراء بعض المعدات وتم تصويره ولاقى نجاحا جيدا عند عرضه في عام1932.

 

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

 

قَدم يوسف وهبي خلال مشواره الفني ما يقرب من 280 مسرحية كمخرج ومؤلف وممثل فأطلق عليه أبو المسرح المصري، وفي السينما نحو 60 فيلما، وكان محبا للإتقان في العمل والإخلاص للجمهور، وظهر هذا واضحا خلال بروفة لمسرحية ''كرسي الاعتراف'' من تأليفه وكيفيه التعامل مع الممثلين وتوجيهم لأداء أفضل ما لديهم.

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

 

استحق يوسف وهبي التقدير والتكريم فحصل على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسلم ''الجرانداوف سيسييه'' من ملك المغرب، وعلى الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون،  ووسام التقدير من مجلس قيادة الثورة.

وفي 17 أكتوبر 1982 رحل عن دنيانا فنان الشعب أثناء تواجده بمستشفى المقاولون العرب بعد تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة، تاركا وراءه تاريخ كبير من الفن لا يُنسى.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان