لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مأمون الشناوي.. صاحب ''كركشنجي'' الذي رفض التعاون مع أم كلثوم في ''الربيع''

11:51 ص الأربعاء 29 أكتوبر 2014

مأمون الشناوي

كتبت- منى الموجي:

''أطويلك السما على جناح الهوا.. في روحي المغرمة وقلبي اللي انكوى.. واسمعك كلام ما يقوله إلا أنا''، كلماته جعلت الجمهور يطوي السما ويعيش في عالم أغانيه، وبروحه المغرمة غاص في عالم الشعر والغناء، ولم يعلم أن هذه الكلمات هي أنسب وصف لأعماله الشعرية، فكلمات الشاعر الأغزر إنتاجا في تاريخ الأغنية المصرية، لا يمكن أن يقولها غيره، وهو ما أكده الشاعر الكبير بيرم التونسي قائلا ''هذا الشاعر لا يقلد أحدا ولا يستطيع أحد أن يقلده''، فهو صاحب قلم ساحر تنساب منه كلمات تأسر قلبك، امتاز ببساطة أشعاره التي تنوعت ألوانها بين الرومانسي والخفيف والشعبي، فلا أحد يتخيل أن من تغنت بكلماته أم كلثوم وعمالقة الطرب الأصيل في زمن الفن الجميل هو نفسه صاحب الأغاني الخفيفة والشعبية التي تغنى بها نجم الأغنية الشعبية أحمد عدوية، هو الشاعر الغنائي مأمون الشناوي.

سنين ومرت

''سنين ومرت'' على الأغاني التي كتبها مأمون إلا أنها مازالت تلمع كالذهب الذي لا ينطفئ بريقه، ولد مأمون في 28 أكتوبر عام 1914 في الإسكندرية، لعائلة أزهرية تهتم بالثقافة والأدب وهو ما تأثر به مأمون وشقيقه الشاعر والكاتب كامل الشناوي، ورغم انهما اختارا أن يسلكا نفس الطريق إلا أن كان لكل منهما طابع ومذاق خاص، فاختار كامل أن يكتب بالفصحى قصائده، بينما أرضت أشعار مأمون العامية كافة الأذواق لاختيار العامية المصرية، التي كان يمزج فيها بين حين وآخر الفصحى.

اختار مأمون العمل كصحفي، حيث جذبته صاحبة الجلالة إلى عالمها أثناء دراسته، فقرر الانتماء لصحيفة روز اليوسف، ثم انتقل إلى مجلة ''أخر ساعة''، وبعدها ''أخبار اليوم''، ثم التحق بجريدة الجمهورية، وكان له بها باب اسمه ''جراح القلوب''، وكان قد أسس في الأربعينيات مجلة ''كلمة ونصف''.

بدأ اهتمام بكتابة الشعر قبل اهتمامه بالصحافة، بحسب حوار إذاعي نادر له، مؤكدا أنه كان يريد أن يعبر عن عواطفه لابنة الجيران التي لا تسأل عنه، وبدأت علاقته بعالم الشعر الغنائي من خلال أغنية ''أنت عزولي وزماني'' والتي غناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ليكتب بعد ذلك مأمون حوالي 500 أغنية، غناها كبار المطربين والمطربات.

الربيع

مأمون قدم لأم كلثوم حوالي أربع أغاني، لكن لم تكن العلاقة بينهما في البداية تنذر بهذا التعاون، حيث فشلا في الاتفاق حول تقديم أغنية ''الربيع''، التي غناها فيما بعد الفنان فريد الأطرش، فعندما عرض مأمون على أم كلثوم كلمات أغنية ''الربيع'' وافقت على غناءها بشرط أن يقوم بتعديل في الكلمات وهو ما كان يكرهه مأمون ولا يقبل بأن تمتد يدا إلى كلمات كتبها حتى أن كانت يد أم كلثوم التي يحلم كل الشعراء والملحنين بالتعاون معها، فاتجه إلى منزل الأطرش الذي قام بتلحين الأغنية ليعرضها مرة أخرى على أم كلثوم، لكن واسطة الأطرش لم تثنيها عن رأيها في تعديل الكلمات، ففشل لقاء ''الربيع''.

ظل حلم التعاون مع أم كلثوم هاجسا يراود مأمون، ليقدما سويا فيما بعد أربع أغاني من أجمل ما غنت كوكب الشرق وهي ''أنساك''، ''بعيد عنك''، ''دارت الأيام''، ''كل ليلة وكل يوم''.

ثنائيات فنية

كون الشناوي مع فريد الأطرش ثنائي فني فقدما معا ما يزيد عن الثلاثين أغنية من بينها ''الربيع، تقول لأ، جميل جمال، وحكاية غرامي''، كما تعاون مع الفنان محمد فوزي في أكثر من أغنية من بينها ''ليه يا ماما، راح توحشيني، يا مين يقولها، قلبي اللي انت ناسيه''، وكذلك كون مع الفنانة نجاة الصغيرة ثنائي فني فتعاونا معا في أكثر من أغنية.

وغنت من كلماته أسمهان ''أمتى حتعرف أمتى''، وقهوة''، وكان للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ نصيب كبير من كلمات مأمون فكتب له ''حلو وكداب، في يوم من الأيام، ثورتنا المصرية، نعم يا حبيبي نعم، خايف مرة''.

كركشنجي

اعتبر كثيرون الأقوال التي تشير إلى قيام مأمون بكتابة أغاني للمطرب الشعبي أحمد عدوية، لا تتعدى كونها شائعة، ولكنها حقيقة أكدها عدوية في أكثر من حوار، لافتا إلى أن مامون وقف إلى جواره في بداية مشواره في وقت كان يحاربه عدد كبير من أهل الفن، وقدم مأمون لعدوية ''سيب وأنا سيب''، وموال ''الزحمة''، وأغنية ''كركشنجي'' أحد أشهر وأجمل أغاني عدوية.

رحل مأمون عن عالمنا في شهر يونيو عام 1994، عن عمر ناهز 80 عام، تاركا إرثا فنيا ضخما يجعله باقيا في ذاكرة الملايين، مهما طالت سنوات الرحيل.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان