عزيزي المطرب.. ما مؤهلاتك لتصبح عضو لجنة تحكيم؟
كتبت ـ منى الموجي:
لم يعد هناك على شاشات القنوات الفضائية أكثر من برامج اكتشاف المواهب الغنائية، فبمجرد انتهاء برنامج يبدأ الآخر، أو ربما يتزامن عرض أكثر من برنامج في نفس الوقت، وهي في مجملها نسخ عربية من برامج أجنبية مثل "آراب ايدول"، "اكس فاكتور"، "ذا فويس"، وتلعب لجان التحكيم التي تتكون في معظمها من اشهر المطربين في الوطن العربي دور هام في اختبار الأصوات المتنافسة، وعادة ما يتم اختيار اعضاء لجان التحكيم بناءً على شهرتهم وجماهيريتهم ضمانا لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، مع إغفال الجانب الاكاديمي والذي بإمكانه الحكم على سلامة صوت المواهب وفقا لمعايير علمية.
وقد يعتبر أعضاء لجان التحكيم البرنامج معركة يجب أن تنتصر فيها الموهبة التي يراها كل منهم من وجهة نظره أفضل، بعيدا عن مدى أحقية هذا الصوت في الفوز، وفي ظل تزايد هذه البرامج يطل سؤال حول رأي المتخصصين في الشأن الموسيقي حول مدى قدرة اعضاء لجان التحكيم –المطربين- على الحكم على المواهب الشابة وفقا لمعايير علمية.
عملية تجارية
ويوضح الدكتور أشرف عبد الرحمن الباحث والناقد الموسيقي لمصراوي أهمية أن تتكون لجان التحكيم من دارسين للموسيقى وأساتذة أكاديميين يحكمون على المتسابقين بشكل علمي، لا أن يتم اختيار اعضاء اللجنة بناءً على شهرتهم والنظر الى الجانب التجاري فقط.
وأوضح عبد الرحمن الفرق بين العلم والفن فالموسيقى بها قسمين "علمي، فني"، يقوم القسم العلمي على المعلومات والدارسات وهنا يأتي دور المتخصصين في الشأن الموسيقي للحكم على الاصوات الجديدة، أما القسم الفني فهو مبني على الموهبة التي تُصقل بالدراسة، مضيفا "عندما نأتي بعضو يقيم لابد ان نأتي بشخص دارس وليس مشهور، لكن برامج اكتشاف المواهب الغرض الاساسي منها التجارة والربح؛ لذلك تستعين هذه البرامج بالمشاهر لجذب الجمهور لمشاهدة البرنامج".
ويؤكد عبد الرحمن ان المواهب الشابة لن تستفيد من المشاهير بقدر استفادتها من الاساتذة الاكاديميين؛ ناصحا المطربين بالاستعانة بمتخصصين لتدريب الأصوات، فالنجم او المطرب قادر على تذوق الصوت الجميل لامتلاكه أذن موسيقية عالية، لكنه غير قادر على تدريب المواهب وفق أسس علمية، واختتم حديثه باعتبار برامج المواهب شو إعلامي أكثر منها اكتشاف للمواهب وتدريب للأصوات.
شو إعلامي
أكد الملحن الكبير حلمي بكر في حديثه لمصراوي أن لجان تحكيم البرامج التي تكتشف المواهب الغنائية لابد ان تتكون من أعضاء لا يهتمون فقط باختبار صوت المتسابق ولكن يهتمون بالمظهر وبالجانب النفسي، وبطريقة الحوار، إلى جانب المستوى الفني للمتسابق، متابعا انه من الممكن ان يكون هناك مطرب يغني بصورة جيدة لكنه لا ينجح لافتقاده عنصر من العناصر السابقة، فكلها عناصر يجب ان تُضاف الى الصوت حتى يتم صناعة النجم.
ويقول بكر: "لا يمكن ان يحكم مطرب على آخر إلا إذا كان ذو خبرة كبيرة، مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب أو عبد الحليم حافظ، حتى يكون على دراية بألوان الغناء وامكانيات الصوت ومساحاته"، متابعا ان اختفاء معظم الأصوات التي خرجت من برامج المواهب يرجع الى تشابه هذه الأصوات، فالموهبة يجب ان تأتي بجديد في عالم الغناء وإلا ستختفي ولن يشعر بها أحد.
وأضاف بكر أن أغلبية برامج المواهب تعتمد على كبار النجوم لتحقيق الشو الإعلامي، لافتا إلى تجربته في هذا المجال من خلال برنامج "صوت الحياة"، حيث حرص على ان يكون حكمه على المتسابقين بناءً على صوت وشخصية كل منهم، مستطرداً انه لم ير لجنة تحكيم في أي برنامج قالت لمتسابق أن صوته "وحش" ولا يصلح للغناء، خوفا من أن يفقد المطرب جمهوره من البلد التي ينتمي إليها المتسابق، بالإضافة إلى أن هذه البرامج لا تهتم بثقيف الجمهور موسيقياً فتتجاهل توضيح عيوب الصوت، وفقا لرأيه.
بعضهم يفتقد لخبرة
ويقول المطرب الشاب شريف عبد المنعم لمصراوي من واقع اشتراكه في ثلاث برامج لاكتشاف المواهب الغنائية كان اخرها "صوت الحياة"، أن الاستفادة من لجنة التحكيم يرجع الى المتسابق نفسه، موضحا أن المتسابق لابد أن يعتبر لجنة التحكيم اساتذة عليه الاستفادة منهم ايا كانت الاسماء التي تجلس على منصة التحكيم، خاصة وانهم مروا بتجارب وخبرات أكثر من المتسابق، فمنهم المطرب والموزع الموسيقي والملحن الكبير.
وأضاف قائلاً: "حرصت على الاستفادة من الموسيقار الكبير هاني مهنا وكذلك من الموسيقار حلمي بكر الذي كان يرى البعض ان نقده لاذع لكن كنت أراه استاذ كبير له خبرة كبيرة".
ويشير عبد المنعم الى ان بعض البرامج لا يهمها المتسابق بقدر اهتمامها بجذب النجوم الكبار الذين بدورهم يجذبون المشاهدين، "لذلك نجد في بعض البرامج أصواتها أفضل من أصوات بعض المحكمين وبعضهم يكون دارس للموسيقى بشكل علمي لا يتوفر لبعض المطربين".
ويختتم عبد المنعم حديثه مؤكدا ان برامج اكتشاف المواهب لم تستطع في مجملها ان تحل محل لجان الإذاعة والأوبرا، فهي تقوم على اعتبارات مالية وجماهيرية وسياسية، عكس الإذاعة والأوبرا التي لا تهدف لأي ربح مادي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: