إعلان

مسرحية هزلية تناقش أسباب الرغبة في الإنتحار

03:05 ص الأربعاء 02 يوليو 2014

عيش انت

كتبت- نسمة فرج:

"غير مضحك...أن تفقد رغبتك في الحياة، غير مضحك أن لا تعد لديك القدرة على الاندهاش مهما زاد قبح الواقع من حولك، أن تحلم حلما كبيرا و تصدقه ثم يتحول حلمك لكابوس دموي وسلسلة من الفشل المستمر بداخلك وفي عيون الآخرين...فإن هذا غير مضحك بالمرة".

أن تعلن من فوق خشبة المسرح اقدامك على الانتحار بأعصاب باردة ...ما المضحك في هذا؟

تمتلئ الكراسي القاعة على أخرها، بمسرح الهناجر، بدار الأوبرا المصرية، تخفت الإضاءة، مع موسيقى هادئة، "دقائق وسوف يبدأ العرض المسرحي "عيش أنت أو ضحك السنين" .

قال شادي الدالي كاتب ومخرج المسرحية في تصريحات خاصة لمصراوي، إن العرض المسرحي يقوم على خطين أساسين هو أسباب الرغبة في الإنتحار بسبب معتقدات المجتمع، والخط الثاني هو كيفية التعامل مع المرض النفسي والتأقلم على المجتمع المريض.

وأوضح شادي أن اسم المسرحية جاء مغيرا عن مضمون المسرحية حيث قال "عيش انت بمعني انفد بجلدك من المجتمع وأمراضه أو اضحك ضحك السنين على المجتمع"، مشيراً إلى أته عرض كوميديا سوداء يطرح كم كبير من الأسئلة حول معنى الحياة و الموت و الأحلام و يحكي قصصا على قدر واقعيتها المؤلمة على قدر ماهي عبثية و مثيرة للضحك والتي تسفر في النهاية عن انتحار الشخص.

يبدأ العرض مع دخول أول أعضاء الفرقة المسرحية تجاه الجمهور، كعرضات الأزياء، تحت ضوء خافت وموسيقى هادئة، وتفأجاك برعشة تتنفض لها جميع جسمها وتثبت على الوضع الإنكماش، ثم يبدا باقي أبطال بنفس الحركة، حتي تأتي أحد البطلات المسرح بتقديم نفسها وكمذيعة وشكر الحضور معربة عن حبها الشديد للجمهور وتواجدهم، ثم تبدا بحبس دموعها لتندم على حياة الشهرة التي تجعلها تتظهر بغير حقيقتها لتنهي بذلك المشهد الأول من العرض المسرحي.

وعن المشهد الثاني بفتاتين تبحث كل منهم عن "الحب" وتحاول رصد مواصفات فتى أحلامها مستعرضة صفاته بأنه يكون رجل يوفر لها الأمن والأمان.

فيما أبدت الفتاة العشرينة أسباب انتحارها قائلة: "أنا عايزة أنتحر عشان الشر اللى جوايا لو طلع للناس مش هعرف اسيطر عليه".

يجلس على الأرض "يلف السيجارة" .. بص يا باشا انا بحب البلد أوي، انا أضرب بس معورش، لو حد ضربني رصاص أصفيه، عارف انا في محمد محمود تلاقيني ومصطفى محمود تلاقيني برضه، انا كنت بحب الريس اللى فات، وبحب الريس اللى جاب الريس دلوقتي، وهحب الريس اللى جاي، بس في يوم من الأيام ، لاقت 14 واحد داخلو البيت سألوا أمي عليا قالتهم معرفش ضربوها لحد ماماتت وخطفوا خالد ابني يا باشا، وعجزوني وكسروا لي رجلي، دول ولاد حرام يا باشا . هكذا يحكي البلطجي أسباب رغبته في الإنتحار.

"يا سافلة يا سافلة" ... كان هذا جزاء الفتاة الشقراء التي رفضت معاكسة حارس العمارة لها فقرر ان يقوم بجميع الأطفال الشارع ليردون تلك العبارة عند نزولها الشارع.

وكان لسيطرة الأباء على الأبناء ورغبتهم دور في العرض المسرحي حيث كان الحوار بين الأب والأبناء ممزوج بين الحب والخوف والتمرد على الخوف. "

وعن وجود التكنولوجيا التي من المفترض أن تساعد على صحة الإنسان وتزيد من قوته الا انها تقوم بالعكس فالجلوس على جهاز الكمبيوتر يؤدي إلى العزلة الإجتماعية.

وفي نهاية العرض المسرحي أبدت الفتاة رغبتها في عدم الإنتحار قائلة :"مش هنتحر لان مجرد ما امنع رائي في حد ذاته موت، اسكت باسم أكل العيش موت، أعمل حاجة غصب عني ده موت".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان