لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمد عبدالوهاب.. ''موسيقار الأجيال'' الذي تحدى أم كلثوم - (بروفايل)

07:05 ص الأحد 15 مارس 2015

موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب

كتب - حسين الجندي :

يضع المدفأة أمامه، يرتدي روبا فوق بيجامته ويضع فوق رأسه طاقية صوف، يخلع نظارته الطبية من فوق عينيه ويُمسكها بين اصابعه ويفكر، يرجعها مرة أخرى، الكلمات تخرج من فمه سريعاً رغم هدؤها يرفع سماعة التليفون ان كان مشغولاً حتي لا يقلقه صديق أو معجب. أو معجبة، يضع ساقا فوق الأخرى، كل هذه الأبعاد جاءت لشخصية موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي ولد في الثالث عشر من مارس لعام 1902 بحى باب الشعرية بالقاهرة.

أسلوبان يُخرج من خلالهما عبد الوهاب طريقة عرض اللحن، إما أن يكتب نغمات من وحي خاطره وتأملاته الخاصة وبعدها ينتظر الكلام الذي يتماشى مع اللحن، وإما أن تعجبه كلمات الأغنية وهو يسمعها من مؤلفها. ويبدأ في تلحينها، وبهذين الأسلوبين بدأ عبدالوهاب في اعداد مدرسته التي يأخذ منها الأجيال من موسيقار الأجيال.

لا ينام الا بالحبوب المهدئة واذا نام فإن نومه متقطع ويشعر بالقلق، بدأ حياته بالغناء في القصور وبيوت الأسر الكبيرة وفي المديريات والأفراح وبين شهر وشهر، وموسم وموسم، يتقدم بخطوات سريعة في فنه.

وجاء الوقت الذي لابد على عبدالوهاب أن يشق فيه الحدود المصرية، ووقتها استمع الى نصائح وإرشادات امير الشعراء، فقرر أن يفتح مرحلة جديدة من مرحلة العربية ليغني في لبنان، ويضيف إلى ملايين معجبيه ملايين آخرين من العالم العربي، وقرر وقتها شوقي وفكري أباظة في أن يقوم عبدالوهاب بإحياء احيد الحفلات بلبنان وتم بالفعل إعداد الحفلة وبيع التذاكر ليس في لبنان فقط بل وصلت إلى الدول المجاورة، واستغل المتعهدون للحفلات اسم شوقي في الترويج للحفل ونجح التوزيع نجاحاً مذهلاً وجاء ميعاد الحفل. الا وتوفي والد محمد عبدالوهاب.

وطالب وقتها عبدالوهاب أن تُلغي الحفل ولكن كل من حوله قالوا له لابد أن تغني وأصدر شوقي وقتها قراراً بعد أن أخذ رأي العديدين، وخاصة أنها المرة الأولي التي يتعرف فيها عبدالوهاب علي الجماهير العربية وما كان من الممكن أن تلغي، بعد أن وصلت سيارات الجماهير، وصعد عبدالوهاب وغني مزيجاً من الفن المتين والحزن الدفين، وعلي الفور سافروا في اليوم التالي لحضور المآتم.

وتعتبر أهم سنوات موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، هي السبع سنوات التي قضاها مع أحمد شوقي، حيث اعتبر شوقي مثله الأعلى والأب الروحي له الذي علمه الكثير من الأشياء فكان أحمد شوقي يتدخل في تفاصيل حياة عبدالوهاب وعلمه طريقة الكلام وكيفية الأكل والشراب وأحضر له مدرس لتعليمه اللغة الفرنسية لغة الطبقات الراقية، وغني عبدالوهاب قصائد أمير الشعراء منها ''ياجارة الوادي، أنطونيو وكليوباترا، عروس البحر، البندقية، عاشق الروح، خايف أقول اللي في قلبي، دمشق، النيل نجاشى، مضناك جفاه مرقده''.

عبدالوهاب الفنان الموهوب كانت له قصص غرام وحب منذ أن بدأ نجمه في الغناء والتلحين منها ما ظهر ومنها ما اختفى، فقد تزوج عبدالوهاب ثلاث مرات الأولى في بداية مشواره الفنى وهي سيدة تكبره بربع قرن يُقال أنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو ''الوردة البيضاء'' وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات، وتزوج مرة أخري من السيدة ''إقبال'' وأنجبت له خمسة أبناء هم ''أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة''، واستمر زواجهم سبعة عشر عاماً وتم الطلاق.

وكان زواج عبدالوهاب الثالث والأخير من نهلة القدسي، أم السفير الأردني بالقاهرة عمر الرفاعي في ذلك الوقت، وهي سورية الأصل من إحدى عائلات مدينة حلب، تزوجها عبدالوهاب في صدفة في عام 1957 أثناء تواجده هناك وكان مريضاً فأرادت أن تذهب له هي واحدي السيدات للاطمئنان علي صحته ووقتها حدث التعارف والزواج.

وجاء ما سمي بلقاء السحاب بين أم كلثوم وعبدالوهاب الذي بدأ في أول تعارف في منزل أحد الأثرياء وهو محمود خيرت جد الموسيقار عمر خيرت حيث غنيا معاً دويتو ''على قد الليل مايطوّل'' وبعد ذلك لحن لها أغنية ''غاير من اللى هواكي قبلي ولو كنت جاهلة''، فرفضت أم كلثوم أن تُغنيها فغناها عبد الوهاب.

ومن بداية الثلاثينيات وحتى أواخر الأربعينات كانت الصحف تلقب كلاً من عبد الوهاب وأم كلثوم بالعدوين إلا أنه جرت محاولات للجمع بينهم، كان منهم التي قام بها طلعت حرب الذي أطلع عبد الوهاب وأم كلثوم برغبته في جمعهما في فيلم يتولى استديو مصر إنتاجه ووافق الطرفان على الفيلم، لكن حدث اختلاف بينهما حول من يقوم بتلحين الأغاني المشتركة بين البطلين ونتيجة إصرار كل طرف على موقفه تأجل المشروع لتفشل محاولة طلعت حرب.

وجاءت المحاولة الأهم بعدها وهي اشتراكهم في أغنية ''انت عمري'' التي لاقت نجاحاً مذهلاً، تشجع بعدها الاثنين على المزيد من التعاون لتغنى أم كلثوم عشر أغنيات من ألحان عبد الوهاب هما ''إنت عمري، على باب مصر، إنت الحب، أمل حياتي، فكرونى، هذه ليلتى، أصبح عندي الآن بندقية، ودارت الأيام، أغداً ألقاك، ليلة حب''.

انه استاذ الأجيال في الغناء والطرب والألحان، واحداً من الذين لا يجود الزمان بعبقريتهم هذا الفن أنه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي توفي يوم الرابع من مايو عام 1991 بعد جلطة جسيمة بالمخ عقب سقوطه الحاد على أرضية منزله .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان