كاظم الساهر.. سيد الغزل "بروفايل"
كتبت- هدى الشيمي:
يقف على المسرح وكأنه خلق من أجله، ثابتا مغمض العينين، رافعا يديه بحركة ميزته، واثق الخطوة يمشي ملكا، استطاع برصانته وهدوئه أسر عقول وقلوب النساء منذ سنوات طويل، فتمنت العديد منهن أن يمتلكن حبيب يستطيع التغزل بهن مثله، وأن يتفوه بكلمات الحب والغرام مثله، ويجعلها وردة وريحانه وياقوتة وسلطانة، وملكة بين جميع الملكات،كما يفعل قيصر الغناء العربي "كاظم الساهر".
كاظم الساهر- كتاب الحب:
كانت والدته وستظل دائما حبه الأول، والمصدر الرئيسي الذي تعلم منه كيف تعامل النساء، فيراها صاحبة الفضل عليه في كل شيء، فيقول في أحد حوارته "هي إللي ربتني، وعلمتني كيف اتعامل واحترم حالي والناس"، ويتابع "كان لدينا بالتليفزيون قناتين، إحدهما تبث دائما موسيقي كلاسيكية، وعندما يعلن اشقائي رفضهم لمشاهدتها، وتقول لهم هذه لكاظم، وتناديلي وتجعلني اشاهد واسمع الموسيقي"، فاعتادت اذنه على سماع الموسيقي.
لم يكن كاظم الساهر طفلا مدللا، يعيش حياة سلسة بلا مشاكل، فنام كثيرا بدون عشاء، وعاش حياة فقيرة وقاسية، فباع كتب، وأيس كريم، وعمل في الصباغة، والنجارة، لكن صبر والدته عليه وعلى اخوته التسعة، علمهم الكثير، وزاد من حبه للنساء وتقديره لهن، "أمي كانت تسوي لينا محروقة سبعة، وهي عبارة عن خبز يابس وبصل وشوية دهن وبهرات ومياه، وأمي المسكينة عيونها راحت من رائحة النفط وهذا".
أخلص كاظم الساهر للغناء وأحبه بشدة، فبجانب عزفه للجيتار في صغره تعلم عزف العود، ثم البيانو والذي لا يستطيع الاستغناء عنه حاليا، وتردد في شبابه على المطاعم والمحلات لكي يعطيهم رقم تليفونه، حتى يذهب للغناء مكان أي مغني يعتذر، ومن هنا بدأ مشواره الفني، فبجانب دراسته لست سنوات في معهد الموسيقي العربية تعلم فيهم على يد كبار الاستاذة الذين ما زال يتذكرهم حتى الآن، حقق شهرة كبيرة في سن صغير، لغنائه بكلمات متميزة، جعلت بعض النقاد يقولون "محمد عبد الوهاب راح طلع كاظم الساهر".
كاظم الساهر ومحمد عبد الوهاب:
استطاع كاظم الساهر التقرب من جمهوره بالكلمات التي انتقاها بعناية، فيقول "احاول دائما أن اقدم الشي إللي يفرح الجمهور"، وعلى الرغم من كونه بين المطربين القلائل الذي قدموا أغاني باللغة العربية الفصحى، إلا أن أكثر الأغنيات الصعبة أو المؤثرة به كانت "أنا وليلى"، ومع ذلك كانت قصائد نزار قباني كانت الأقرب للقلوب، فزادته النساء عشقا، ورقصوا على ألحانه حفاة القدمين، ويقول كاظم إن علاقته بنزار بدأت منذ سنوات طويلة، ففي عامه الـ17 لحن له قصيدة، ثم لحن أغنية "زيديني عشقا" في عامه 21، وظلت بمكتبته الموسيقية حوالي 15 عاما، لأن اللحن لم ينل اعجاب أحد اصدقائه المقربين، فقال له "في الوقت الذي يغني فيه الناس الأطلال، تغني انت لحن كهذا".
كاظم الساهر- أنا وليلى:
اللقاء الأول بين الثنائي بدأ في حفلة للطلاب في معهد الموسيقي العربية بالعراق، وغنى كاظم الساهر مذهب من "إني خيرتك"، فنهض صاحبها وصفق له، وبعد انتهاء الحفل طلب منه اصدقائه البحث عنه وتسجيل الأغنية، واستمرت عملية البحث أربعة أعوام، انتهت بوصوله لسوريا واحيائه حفل هناك، وأعلن بعده رغبته في التواصل مع الشاعر الكبير، وبالفعل بدأ التواصل، وأثمر عن عدد من القصائد التي مازال يشدوا بها كاظم في حفلاته حتى الآن.
يرى نفسه سيدا للغزل ، ويعتقد أنه لا يوجد رجل في العالم لن يكون استاذا بالغزل أمام حبيبته، وألا يستطيع أن يقدم لها من دفء ما يحمله في أعماقه أرقى كلمات الحب والغزل، ويقول في حوار له بقناة الشرقية "لو كنت متزوج وداخل بيتي وهناك زوجتي جالسة، ما اسامح نفسي إذا ما بوست راسها ويدها، وأو ما سمعتها كلام حلو في الصباح، او انتبهت على تفاصيل جديدة بها، كقصة شعرها، أو ملابسها الجديدة".
لم تتوقف قدرته على الغزل عند النساء فقط، بل وصلت إلى الأطفال، وقد يرجع ذلك إلى حبه الشديد، لحفيدتيه واللاتي يعتبرهن روحه وحياته، فغنى "ست الحلوت"، و"البنية"، وحققت كل منهما نجاح أكبر من الأخرى.
كاظم الساهر- البنية:
حصل العراق على نصيبه من غزل كاظم الساهر، فغنى لها أكثر من أغنية، وحاول أن يستغل فنه في خدمتها، فبعد حرب الخليج عُرض عليه الغناء في مهرجان كبير بدبي الإماراتية، وكان في ذلك الوقت جواز السفر العراقي يعني وصمة عار لصاحبه، فطلب من كريم العراقي أن يؤلف ليه أغنية وكتب له قصيدة "تذكر كلما صليت ليلا"، وبعد غنائه لهذه الأغنية رفع الحصار عن كافة المطربين العراقيين.
لم يتزوج كاظم الساهر سوى مرة واحدة، لكنها لم تستمر ومازال يكن لأم ابنائه مشاعر احترام وتقدير، وفي حواره بقناة الشرقية منذ أربعة أعوام، قال إنه دائما في حالة حب، ولكنه يرفض الافصاح عن هوية حبيبته، احتراما لها، ولحياته الشخصية، التي وضع سياج دائما حولها، وحاول حمايتها من النميمة والشائعات التي تنتشر حول نجم في حجمه، وعندما سأله مقدم البرنامج عن مواصفات السيدة التي يرغب في الارتباط بها، قال له يجب أن تتسم بالبساطة، فرد عليه ممازحا "أميرة وتعيش على حصيرة"، فأجابه الساهر "حصيرة كيف؟ المرأة التي ستكون معي لازم ادللها، واعطيها الدلال كله".
فيديو قد يعجبك: