صناعها يجيبون: كيف قُدمت الأغنية الوطنية بعد ثورة يناير؟
كتب - محمد صالح:
أحدثت ثورة 25 يناير انتعاشة كبيرة فيما يخص الأغنيات الوطنية، بعد فترة طويلة من غياب هذا النوع من الأغنيات أو اقتصارها على التمجيد في شخص بعينه أو نظام حاكم، وهو ما انتشر بشدة قبل سنوات الثورة وخاصة في العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي.
ومثلما كانت هناك ثورة في ميدان التحرير وغيرها من ميادين وشوارع البلاد، كانت هناك ثورة غنائية تنوع أبطالها ما بين مطربين جدد وآخرين وجدوا ضالتهم في تلك الأغنيات، بالإضافة لمشاركة العديد من النجوم أيضا وطرحهم لأغنيات وطنية.
واستمر الوضع كذلك طيلة 5 سنوات، هي عمر الثورة المصرية، ولكن مع كل عام، وباختلاف الظروف السياسية، حدثت بعض التغييرات في تلك النوعية من الأغنيات وكلماتها وإطارها العام، وهو ما ظهر جلياً في الأغنيات التي تم طرحها السنوات الماضية.
ومع حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، كيف تم تقديم الأغنية الوطنية بعد الثورة، وما الفارق بين تقديمها حينها وتقديمها في الوقت الحالي ومستقبلاً؟
الحدث يفرض نفسه
الشاعر تامر حسين من أبرز الشعراء المصريين الذين تولوا مهمة كتابة العديد من الأغنيات الوطنية خلال الخمس سنوات التالية لثورة 25 يناير، والتي قام بغناءها العديد من نجوم الأغنية مثل شيرين عبد الوهاب، آمال ماهر، عمرو مصطفى، وغيرهم من النجوم.
"الحدث يفرض نفسه والأغنية تُخلق في ظروفها"، بهذه العبارة بدأ تامر حسين حديثه عن تقديمه للعديد من الأغنيات الوطنية على مدار السنوات الماضية، وأكد الشاعر الشاب في حديثه على أنه يكتب كلمات أغنياته من منطلق الأجواء التي تعيشها البلاد بعيداً عن ثورات أو رؤوساء.
وقال تامر حسين لـ "مصراوي": "على سبيل المثال، قدمت أغنية (يا مصريين) التي غنتها آمال ماهر، والبعض كان يرى أنها أغنية ضد الإخوان، ولكني لم اقصد ذلك، فقد كتبت كلماتها من أجل مصر التي كانت تعيش في أسوأ حالاتها، وضرب اليأس والاستسلام العديد من المصريين في حينها".
وأضاف تامر: "كتبت أيضاً أغنية بعنوان (تعظيم سلام) بعدما رأيت أحد الإعلاميين يستضيف طفل لا يزيد عمره عن عامين ويسأله عن رأيه في الجيش المصري، ليجيبه الطفل (مش بحبه)، ورأيت وقتها أن لزاماً علي أن اكتب مثل هذه الكلمات في أغنية للأطفال للتأكيد على عظمة جيشنا بعيدا عن أية سياسات أو انتماءات، وسبق وأن كتبت في 2010 أغنية للجيش أيضا وقت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، فهذه ثوابت لا تتعلق بأفراد.
وتابع بالسياق ذاته: "بعد ثورة يناير كان مشهد الشهداء يسيطر علي كثيراً فقدمت أغنية (دايماً عايشين) لمحمد حماقي، وكانت كلماتها وموسيقاها أيضا تعكس المشهد الذي نعيشه، ووقت حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي قدمت أكثر من أغنية تبعث على التفاؤل على أمل أن تستقر الأوضاع ويتحسن الوضع".
وعن تقديم الأغنية الوطنية في الشهور الأخيرة قال: "في الفترة الماضية كنت حريص على كتابة أغنيات لمصر في المطلق، وقدمت أغنية (تحيا مصر) التي غناها أحمد جمال في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وأضاف: "الآتي كله لمصر، سأكتب أغنيات من أجل مصر مصر".
صاحب "صوت الحرية" يجيب
المطرب هاني عادل كان في مقدمة المطربين الذين قدموا الأغنيات الوطنية بعد اندلاع ثورة يناير بأيام قليلة، وقدم بالاشتراك مع المطرب أمير عيد عضو فريق "كايروكي" أغنية "صوت الحرية"، والتي تم طرحها خلال الـ 18 يوم عمر الثورة المصرية، وتم تصويرها بميدان التحرير وكوبري قصر النيل وغيرها من الأماكن التي شهدت استشهاد عشرات الثوار.
"نفذنا الأغنية لأننا شعرنا بها جيداً"، هكذا تحدث هاني عن أغنية "صوت الحرية"، وقال عضو فريق البلد إنه وافق على الفور على العرض الذي قدمه له أمير عيد بتقديم الأغنية، لأنه عاش كلماتها في الميدان وكان شاهداً على ما حدث.
وأضاف: "هذا ما جعلنا نقوم بتصويرها بالشكل الذي ظهر على الشاشات، وأجمل ما في (صوت الحرية) أن الشعب هو الذي اشترك في صنعها، وظهرت الوحدة الوطنية بشكل كبير في لقطاتها".
وعن إمكانية تقديم أغنية مماثلة في الوقت الحالي قال: "بالطبع على استعداد أغنية بنفس الشكل، ولكن لابد وأن اعبر خلالها عما يحدث بشكل صادق، وأن تسمح الأجواء بتنفيذها دون أن يغضب أحد أو افكر في ذلك أثناء تنفيذها".
وأردف بالسياق ذاته: "لن اتردد في تقديم أغنية وطنية حالياً إذا تم تقديمها بشكل عفوي مثلما حدث مع (صوت الحرية)".
غنينا للثورة قبل 25 يناير
يرى فريق "بلاك تيما" الغنائي أن الأصل في تقديم الأغنيات الوطنية هو أن يتم تقديمها في وقت "جبروت" النظام وليس بعد انهياره، وأن أعضاء الفريق فعلوا ذلك قبل اندلاع ثورة يناير بسنوات.
وقال أمير صلاح الدين عضو الفريق: "نفذنا العديد من الأغنيات الثورية قبل الثورة مثل (زحمة)، (مجنون)، و(أنا الذي)، وقمنا بغناء تلك الأغنيات في عز جبروت النظام الأسبق وحاربنا لغنائها في أماكن كانت ترفض أن نغني تلك الأغنيات بها)".
وفي نفس السياق، قال محمد عبده عضو الفريق لـ "مصراوي": "تلك الأغنيات طرحناها أيضاً في ألبوم غنائي عام 2010، وأقنعنا الشركة المنتجة بذلك رغم الصعوبات التي قمنا بمواجهتها من أجل ذلك".
أما عضو الفريق الثالث أحمد بحر فقال: "ولكن كنا متواجدين أيضا بعد الثورة فيما يخص الأغنيات الوطنية، وقدمنا أغنية بعنوان (حر)، ولكن الأغنية الوطنية في الأصل تعبر عن الناس وليست مرتبطة بتوقيت معين، الرؤية تكون واحدة في كل المواقف".
فيديو قد يعجبك: