نهى فكري: "الچاز بحر".. وحلمي الوصول للعالمية (حوار)
حوار- يسرا سلامة وشروق غنيم:
تصوير - محمود أبو ديبة:
على مسرح المكتبة في داخل الحرم اليوناني بوسط البلد، قدمت "نهى فكري" عدد من المقطوعات الغنائية بالتعاون مع لاعب البيانو ومدير مهرجان الچاز الدولي عمرو صلاح، وبين الأغنيات العربية والأجنبية تنقلت نهى في اليوم الأخير لمهرجان الچاز ، وسط حضور بارز من الشباب والكبار جذب الأنظار.
نهى فكري مغنية وكاتبة أغاني مصرية، يتنوع أسلوب غناءها بين الچاز ، البوب والچاز العربي، وأصدرت ألبومها الأول بالتعاون مع عازف البيانو المصري رامي عطا الله بعنوان "حوار"، وحاليًا تستعد لإصدار ألبومها الثاني مع فرقتها "جنان"، التي تعزف الروك البديل، وعقب الحفل كان لـ"مصراوي" هذا الحوار مع المطربة الشابة التي تغني أشكالًا منوعة من الموسيقى.
حدثينا عن مشاركتك في مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الچاز ؟
شاركت في مهرجان الچاز منذ بدايته، كان في البداية مع The Riff band، وفي السنة الثالثة شاركت مع عمرو صلاح مثل هذا العام، وفي أحد السنوات قمت بالمشاركة مع زياد الرحباني، وشاركت أيضا مع أحد الفرق من التشيك من قبل، وفي كل مرة يختلف شكل المشاركة بحسب شكل المشروع.
وماذا عن مشاركتك هذا العام في الدورة الثامنة للمهرجان؟
فضلت المشاركة مع فريق "تريو" المكون من عمرو صلاح عازفا للبيانو، وأحمد رجب عازفا للباص، ورامي سمير للدرامز، وقدمنا عدد من المقطوعات العربية والأجنبية.
بعد ثماني سنين.. بماذا تشعرى تجاه انتشار موسيقى الچاز في مصر؟
هناك حضور مميز من الجمهور، أحيانا أشعر أن الناس "بتتخض" من الاسم، لكن حين يتم لعب الموسيقى في الحفلات أشعر بانجذاب الحضور مثلما حدث في حفلات بالجنينة أو الأزهر بارك، هو فن جديد على مصر، وبالفعل هو ليس فن جديد عالميا، الناس ينجذبون للعرض والموسيقى الجيدة، ويشجعونه أيضا.
حفلك بالمهرجان غلب عليه إعادة تقديم أغنيات قديمة.. أيهما تفضلين القديم أم أغنيات لكِ؟
إلى الآن لم أقدم أغنيات من تأليفي بشكل مباشر للجمهور وهذا ما أتمناه في المستقبل ، لكني قدمت الأغاني السابقة أو ما يسمى بالـcovers، فهناك أغنيات قديمة جميلة. وقد بدأت في تقديم أغاني خاصة بي في العام الماضي مع العازف ماجد نجاتي، وكان انتاجنا المستقل، ومن المنتظر أن نقدم أغنية جديدة لمطلع العام المقبل.
هل الانتشار الأوسع يأتي من اختيار أغاني قديمة؟
ليس دائمًا.. شعور بالفرحة عندما أؤدي الأغاني الخاصة بي، لكن الشهرة تأتي من الاثنين، سواء أغانيك الخاصة أو من الأغاني السابقة.
تضمن حفلك مزيج من الأغاني العربية والأجنبية.. أيهما تفضلين؟
الاثنين معًا.. كل لغة لها احساس مختلف، واستمع لهما، حتى فترة الدراسة في الجامعة كنت استمع أكثر للغربي، بعدها استمعت أكثر للعربية، ومن صغري اسمع لفيروز والرحبانية، لكن بدأت بعد فترة الجامعة استمع لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وعبد المطلب، وكان تحدي بالنسبة لي إني أغني شرقي، لإن العُرب الشرقية تحتاج تركيز، وفي وقت قريب سوف انتهي من دراسة الموسيقى الشرقية بشكل منضبط.
وهل اللغة الانجليزية أسهل للغناء؟
ليس تماما.. الغربي ليس بالضرورة يكون إنجليزية فقط، لكن الموسيقى مثل اللغة، على قدر المعرفة يكون الاتقان، وكلما استمعتِ أكثر للغة غناءً، يكن الأداء أفضل.
من الروك للبوب والچاز .. أي نوع من الموسيقي تفضلين؟
أحب تقديم كل الألوان، لكن منذ فترة شعرت بتطور في تقديم موسيقى الچاز ، على قدر صعوبتها غناءً، يحتاج المزيد من التدريب والتركيز، لكن عند سماعي لأغنية أو تخيلي للحن جديد يأتيني لحن الروك أو البوب.
كيف تحددين اللون المناسب لأدائك أغنية قديمة أو من التراث؟
عن طريق توزيع سمعته من قبل، وأعجبني أو عن طريق التجارب في البروفات مع الموسيقيين. نبدأ بناء أفكار وتصورات بداية من "الريتم" للسرعة للمقدمة والنهاية والهارمونيات، وتناولها صوتيًا لخدمة الأغنية حتى تصل في أجمل صورة في تخيلينا، الچاز "بحر" يحتاج التعلم والتقدم خطوة بخطوة.
هل تجدي صعوبة في إعادة غناء أغنية قديمة بصوتك؟
لا. لكنه تحديًا كبيرًا، حتى الآن أقدم cover للأغاني، والتحدي يكمن في أن الأغنية في الأصل ناجحة، فحينما أغني لليلى مراد أو فيروز "حاجة مش سهلة"، أو حتى محمد منير الذي يقدم لونًا أخر، "وده الكينج يعني"، فإذا لم أنجح في إني أضع بصمتي وأبث من روحي في الأغنية، ستُعقد مقارنة، و"هبقى بقلَّد، ومفيش حد في التقليد هيبقى أفضل من الأصلي"، لكن في الوقت الذي أضيف فيه على الأغنية، حينها إما أن تُعجِب الجمهور أو لا.
لماذا لا تقدمين أغانيك مع شركة إنتاج؟
شركات الإنتاج لا تهتم بدعم أي فنان مستقل إلا إذا كان لديه متابعين كثر، وكذلك يهتمون بمردود الأغنية أو بـ"اللي يبيع واللي يفرقع"، ويتخوف المنتجون من دعم أنواع معينة من الموسيقى، لكني أفضل تقديم شخصيتي في الغناء دون قيود انتاجية، "مقدرش أغني بس اللي هيبيع"، وكثير من المنتجين مثلا يرفضون انتاج أغنية بالفصحى، خاصة أن تلك منطقة إبداع لدي ويحبها المستمع.
كم عدد الأغاني المنفردة التي قدمتيها؟
قدمت عدد من الأغاني مثل العشق حالة، باب أحلامك، نملة، أنتم، محتاجاك.
قدمت أغنية بعد أحداث المنيا.. ما الدافع وراء ذلك؟
أنا جدودي من المنيا وأنا عشت في القاهرة، لكني لا أكتب أغنية إلا لما أحس كلماتها جدا، وبشكل عام أكتب عن "تقبل الآخر"، ليس فقط في الدين، ولكن أيضا من جنسيات أو أراء مختلفة، وأشعر أن الغناء لغة تجمع المختلفين، وفي عام 2012 قدمت أغنية "نملة"، وكلمات الأغنية (نملة وسط النمل، نفس الحجم نفس الشكل، شايفة شغلها وبتنسج حلمها، وبتختار دروب غير دروب أهلها، دروب عمرانة بنمل مختلف، نمل برضه بس مش نفس خط السير، دول بيمشى في صفوف ودول من غير، وفي كل الأحوال كل الطرق توصل، م اليمين م الشمال ما تفرقش هتوصل، والنملة ماشية صحبتنا ماشية، والفهم جواها مأصل، و النمل ده والنمل شايفين إن الدرب درينا ، هم بي بخيروها يا تكوني زينا، يا مفيش كلام وتمشي من هنا).
احكِ لنا عن أكثر ردود الفعل التي تؤثر فيكي خلال حفلاتك؟
أكثر ما يبهرني هو حضور فئات عمرية صغيرة، من بداية العشرينات وقبلها أيضًا، حفلاتي، رغم أن نوع المزيكا الذي أقدمه رائق، لا يحتوي على صخب أو "دبدبة"، وتركيزهم في الحفل "شئ مبهج جدًا بالنسبة لي"، كما أيضًا حضور الكبار بالسن ساحر بالنسبة لي، "منهارين من أنواع المزيكا اللي فيها دوشة، وبييجوا يسمعوا حاجة هادية"، وخلال الحفلات فإن ما يؤثر في "لما حد يبكي".
هل تأثرتِ بمطرب معين خلال مشوارك؟
من العرب تأثرت جدًا بالفنانة فيروز، "دي الحب كله"، أما على المستوى العالمي فإنني أحب “billy holiday”.
إذا فكرتي تقديم "ديو".. تختاري من؟
قدمت "ديو" مع أحمد حرفوش في أول باند عملت بها The riff band". وأصواتنا كانت لائقة مع بعض، كما أنه كان يوجد بيننا كيمياء على المسرح، وعام 2013 قدمت ديو مع هاني عادل أغنية "بلا ولا شي"، هذا ما قدمته لكن لا يوجد ببالي شخصًا محددًا لتقديم معه ديو في الفترة المقبلة.
ما هي طقوسك قبل بداية أي حفلة لكِ؟
أُفضِل أن أكون وحدي، وأبعد عن الزحام، حتى لا أتوتر أكثر، ولمزيد من التركيز، استعد جيدًا للحفل، "انام كويس قبلها وبصحى براحتي عشان متعبش، وببعد عن الحاجات الحراقة، وبشرب ماية" .
من أكثر شخص يدعمك في مسيرتك الفنية؟
عائلتي مساندة ليا بشكل كبير في كل حياتي تقريبًا، "أمي وأبويا في ضهري عمومًا، مش بس في شغلي".
تركتِ مجال عملك في التنمية ثم اتجهتِ للغناء.. هل كان القرار صعبًا؟
تخرجت من سياسة واقتصاد، وعملت لمدة ثلاث سنوات بعد التخرج، وكنت مشتركة في باند the Riff، لكن كان أمامي حلم، "كان لازم أخد الخطوة وأقفز"، فتركت عملي في ديسمبر 2008، وبدأت مع الباند والتركيز في مشروعي عام 2009، وحين قررت التفرغ للغناء عائلتي دعمتني، لكنهم قدموا أسئلة لي حتى يتأكدوا أنني مستعدة لتلك الخطوة، وكان لدي إجابات منطقية ومتسلسلة، واليوم أرى أنه أفضل قرار اتخذته في حياتي.
ما هي الصعوبات التي واجهتيها خلال مشوارك؟
كانت الصعوبة بالنسبة إلى، تحديد ما أريد أن أفعله بالضبط، الفريق الذي انضممت له كان جاهزا، وينقص أن أثبت نفسي، لذا كان ذلك هو أكبر تحدي، وفي الوقت الحالي، أرى أنني اقتربت مما أريد أن أحققه بالفعل.
ما هو حلمك للمستقبل؟
أريد أن يصل صوتي لمصر وللوطن العربي كله، وبالطبع إلى العالمية، كما أن حلمي "أعمل مزيكا حلوة وأقرب للروح ولنفسي"، واشارك في مشاريع موسيقية، وأتعاون مع موسيقيين من العالم بأجمعه.
فيديو قد يعجبك: