لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قالوا عن الأغنية والثورات: "1952" تحدت الاستعمار و"يناير" بكاء على اللبن المسكوب

04:57 م السبت 27 يناير 2018

الأغنية والثورات

كتبت- منى الموجي:

تعيش في الوجدان وتتفاعل معها الجماهير، تعبر عن حبهم للوطن، تعكس أحلامهم وطموحاتهم، سلاحًا لرفع الروح المعنوية، لمحاربة الاحتلال، لشحذ الهمم، وصوتًا يعلن التحدي والصمود، ومرثية مُهداة لأناس دفعوا حياتهم فداءً لأوطانهم، هي الأغنية المصرية، التي تأثرت بكل حراك سياسي عايشه المجتمع، ومنها الثورات التي مرت على مصر، وآخرها ثورة 25 يناير و30 يونيو.

ومع إحياء الذكرى السابعة على ثورة 25 يناير، نستعرض في التقرير التالي، كيف كانت للثورات تأثير على الأغنية؟..

وقود الأغاني

يقول الناقد الموسيقي أشرف عبدالمنعم، إن لكل مرحلة الأبجديات الخاصة بها، لافتًا إلى أن ثورة 1919 كانت ضد محتل، فالوطن كان مسلوبًا، مضيفًا في تصريح خاص لـ"مصراوي": "كانت الروح الوطنية مختلفة عن ثورة 1952، حتى طبيعة الأغاني كانت وطن عايزين يستردوه، وعودة سعد زغلول من المنفى أججت نوع مختلف من المشاعر".

"الثورة لما بتبقى ثورة شعبية زي 1919، كان وقود الأغاني وقتها، هو اللي طالع من الشعب، وهو ما سمعناه في أغاني سيد درويش"، هكذا تحدث الشاعر الغنائي فوزي إبراهيم عن تأثير ثورة 1919 على الأغنية، لافتًا إلى وجود أغاني أخذت كلماتها من خطب وأحاديث الزعيم سعد زغلول، أو من هتافات الشعب نفسه.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "الوجدان المصري آنذاك، كان متسقًا، وكان الهدف محدد، فظهرت أغاني موجهة بشكل صحيح".

ويعتبر فوزي، احتضان الدولة والسلطة الحاكمة في الفترة التي تلت ثورة 1952 للفن، سببًا في ظهور فيض كبير من الأغاني التي عبرت عن الثورة التي شارك فيها الشعب إلى جانب المؤسسة التي حكمت، مضيفًا "صحيح هي تجارب نابعة من داخل الفنانين، لكن كانت الدولة بتحتضنها على عكس ما يحدث الآن، الفنانون أرادوا التعبير عما يحدث وبادروا بالإنتاج على حسابهم، لكن لم يجدوا اهتمام من إعلام الدولة، ولم تحتضن الدولة تجاربهم لا بالإنتاج أو بإذاعة الأغاني وعرضها"، وهو ما جعله يؤكد صعوبة الحكم على تأثير ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو على الأغنية المصرية، "ما قُدم في هذه المرحلة للأسف الشديد مش هتقدري تحكمي عليه، ولا هتقدري تقولي انطباع مُنصف، لأن معظمه لم يظهر للنور، والذي ظهر كان عددًا محدودًا".

وأشار إلى أن نصف الأغاني التي خرجت في 25 يناير، كانت مُسجلة قبل الثورة، وتصادف أن مضمونها تطابق مع ما تشهده مصر من أحداث، مثل أغنية "إزاي" للمطرب محمد منير، مختتمًا بأن الشئون المعنوية للقوات المسلحة كان القطاع الوحيد المهتم بإنتاج أغاني عن ثورة 30 يونيو، واستوعب عدد منها، ووصفها بالأعمال الجيدة التي لا ينقصها سوى أن تأخذ وقتها وتُعرض بشكل كافي، حتى يكون لها نفس رصيد أغاني مثل "يا حبيبتي يا مصر" لدى الجمهور، معتبرًا أن مقارنة أغنية حديثة بأغنية عُرضت وأُذيعت مرات عديدة، نوع من الظلم.

ثورة بناءة

ويؤكد أشرف عبدالمنعم أن الأغاني التي ظهرت في ثورة 1952، تأثرت بأنها ثورة بنّاءة، متابعًا "مصر تخلصت من الاستعمار، وبدأت مرحلة بناء الوطن، فكانت الأغاني كلها تنشد التنمية وتتحدى المحتل الذي كان يراهن على أن هذا الوطن لن تقوم له قائمة، فكانت تميل إلى تأجيج الروح الوطنية للاهتمام بالزراعة وبناء المصانع، ولعمل نهضة، ولشحذ الهمم بالأغاني كعنصر من العناصر الإعلامية، لرفع الروح المعنوية للناس وروح التحدي للاستعمار".

ووصف أغاني ثورة 25 يناير بأنها أقرب للنحيب "فيها انتحاب اكتر منه روح وطنية، كلها غناء على الشهداء والوطن، مكنش فيها الروح القتالية بتاعت ثورة 1952، مفيهاش النزعة الوطنية بالمفهوم البنّاء، مكنش فيه أغنية واحدة تدفع للأمام كلها بكاء على اللبن المسكوب"، معتبرًا أن الأغاني البنّاءة ظهرت من جديد مع ثورة 30 يونيو، والتي تدعو للعمل، بعد فترة من التخبط في الميادين والشوارع، بحسب تعبيره.

حب الوطن

أما الملحن صلاح الشرنوبي، فقال لـ"مصراوي": "الثورات التي حدثت في مصر كانت حقيقية، وهو ما جعل الأغنية تتأثر بها بشكل كبير، وهناك أيضًا أغاني فجرت ثورات"، ووصف الأغاني التي تم إنتاجها بعد ثورة يونيو 1952، بأنها كانت تليق بمقام الحدث.

وأضاف "في ثورة 25 يناير اتلغبطت الدنيا، حتى جاءت ثورة التصحيح في 30 يونيو، لكن لم تندفق من الثورتين أغنية وطنية حقيقية تليق بأهميتهما في تصحيح وضع في مصر، فقط ظهرت أغنية (تسلم الأيادي) لتشيد بالجيش، وأغنية (بشرة خير) التي تبشر بالخير".

وعن اختلاف شكل الأغنية من ثورة لأخرى، أشار إلى أن الأمر مرتبط بالكلمة التي يُحمّلها الشاعر إحساسه في حب مصر "فالكلمة الحماسية لها وتيرة تختلف عن الغناء الناعم المُحمل بعواطف في حب الوطن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان