لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حمزة نمرة.. صاحب التساؤلات التي أوجعت قلوب الشباب

02:02 ص الأربعاء 14 فبراير 2018

كتبت- سما جابر: 

"مالك مش باين ليه؟ قلبك تايه من مدة كبيرة".. قد يبدو تساؤلًا عاديًا في بداية أغنية عادية قد تحقق نجاحًا وتلفت نظر المتابعين إليها لفترة ثم تتراجع وتصبح فقط في ذاكرة عدد قليل من محبي صاحب الأغنية.

"خايف تتكلم ليه؟ في عيونك حيرة وحكاوي كتيرة".. انتهى التساؤل الذي طرحه الفنان الشاب حمزة نمرة في بداية أغنيته "داري يا قلبي" التي أطلقها مؤخرًا، لكنه لم ينته من الضغط على جراح الشباب الذين عبّر عنهم مع كل كلمة غناها حوت إجابات موجعة لقلوبهم، لدرجة جعلت الأغنية تقترب من 5 ملايين مشاهدة -إلى الآن- بعد 4 أيام فقط من طرحها، وانتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

متغير ياما عن زمان، قافل على قلبك البيبان

حبيت وفارقت كام مكان عايش جواك

بعد اختفاء لأربعة سنوات منذ ألبوم "اسمعني" مهّد "نمرة" الطريق أمام فنه بعودة قوية في العام 2018 الذي شهدت بداياته أحداثًا متسارعة سياسيًا واجتماعيًا، بكليب "داري يا قلبي"، والذي يُعد خطوة وبداية لألبوم قوي ينتظره جمهور الفنان الشاب قريبًا.

مع كل كلمة غناها حمزة تسبب في "وجع" قلوب بعض الشباب من أصحاب الطموح والأحلام، الذين انتهت أحلامهم لأسباب مختلفة، وبمجرد أن ترتدي سماعة الأذن وتسمع الأغنية وتذوب في العالم "المُر" الذي صنعه "نمرة"، تمر عليك لحظات الضعف والمواقف الصعبة التي تعرضت لها.

إحساسك كل يوم يقلّ، وتخطي وخطوتك تذلّ

من كتر ما أحبطوك تمل فين تلقى دواك!

كلمات الأغنية جاءت مناسبة مع مواقف يمر بها شباب جيله، فالمغترب يعتقد أن كلماتها موجهة خصيصًا له، والحالم يرى أن الأغنية تعبر عن وضعه الحالي، والذي أخفق في حبه يجد كلمات "داري يا قلبي" مناسبة مع تجربته.

لم تكن الكلمات الصادمة فقط هي المعبرة عما يعانيه شباب الوطن العربي، لكن اللحن وبعض التفاصيل في الكليب كانت لها تأثير قوي على مشاعر الشباب، وأبرزها "الشعر الأبيض" الذي ظهر في رأس "نمرة" صاحب الـ 37 عامًا، والذي سلط الضوء على الفرق بين الشاب الذي كان مليئًا بالطاقة في أولى ألبوماته ويطالب الناس بـ"الحلم"، والشاب الذي أصابه سهم الإحباط في عمره الصغير بسبب ما يمر به هو ومن حوله، مثله مثل قطاع كبير من الشباب.

بتودع حلم كل يوم، تستفرد بيك الهموم

وكله كوم والغربة كوم، والجرح كبير

رغم مشواره القصير الذي بدأ قبل حوالي 10 أعوام، وتألقه الذي ازداد أكثر وقت ثورة 25 يناير، لم ينظر "نمرة" لتصدر اسمه صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية بتقديمه ألبومًا كل عام أو عامين، لكن أكثر ما كان يشغله هو أن يقدم أعمالًا تعيش لسنوات، حتى وإن كان رصيده في 10 سنوات هو 3 ألبومات فقط، وهو ما نجح في تحقيقه، فنجحت ألبوماته في أن تظل في ذاكرة قطاع كبير من الجمهور لارتباطها بمواقف معينة أو لمدى صدقها وملامستها لأحلام وواقع الشباب.

لم يعمل "نمرة" في المُطلق، لكن كان هدفه طوال الوقت أن يعبر عن فئة الشباب وما يمرون به، سواء كانت فترات تشاؤم، تفاؤل، سعادة، حلم، إحباط، وانكسار، وذلك على مدار 3 ألبومات هم "احلم معايا" عام 2009، و"إنسان" في 2011، و"اسمعني" في 2014، فلم يعتمد على الكم، لكنه اعتمد على الكيف في أغنياته القوية التي تصنع ضجة كبيرة منذ طرحها، لترتبط في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة، ويمكن تصنيفها بأنها أغاني "تعيش".

مبتديش حاجة اهتمام، أهلًا أهلًا، سلام سلام

بقى طبعك قلة الكلام ومفيش تفسير

مشوار حمزة المُعلن في الفن، لم يكن بدايته الحقيقية، لكن بدأ اهتمامه بالموسيقى في سن مبكرة، وعندما أصبح في الـ 17، بدأ في تعلم الموسيقى والغناء، وفي عام 1999 التحق بفريق "الحب والسلام" بقيادة الموسيقي "نبيل البقلي"، وقدم معهم الكثير من العروض كمغني وعازف جيتار، وفي عام 2001، استقل حمزة عن الحب والسلام، وقدّم نموذجًا للفريق الموسيقي تحت اسم "نميرا" وكان ذلك بمثابة أول مشروع موسيقي لحمزة، حيث بدأ في تقديم العديد من ألحانه من خلال الفريق، واستمر الفريق إلى عام 2004. أما البداية الحقيقية له كانت عام 2006، عندما بدأ التحضير لألبومه الأول "احلم معايا" ليطرحه بعدها بعامين.

وبالرغم من اختلاف البعض معه بسبب الآراء السياسية، التي تسببت في فصله إحدى المرات من نقابة المهن الموسيقية، نظرًا لاستخدام أغنياته في القنوات الموالية لجماعة الإخوان، إلا أن الجمهور وصُناع الفن استطاعوا أن يفصلوا بين آراء حمزة وفنه، ووقتها تراجعت نقابة الموسيقيين عن قرار الشطب.

داري داري يا قلبي مهما تداري

قصاد الناس حزننا مكشوف

رغم إعجاب عدد كبير من الجمهور بالأغنية، إلا أنها خلقت تساؤلات أخرى حول أهداف الفن بشكل عام، فحالة "الكآبة والنكد" المكثفة في الأغنية جعلت المعجبين يطرحون سؤال "هل النكد هو هدف الفن الحقيقي؟". ربما ينقسم الجمهور في الرد على هذا التساؤل، فمنهم من يؤيد فكرة التعبير عن الواقع حتى لو كان الواقع أليمًا، ومنهم من يرى أن الفن لابد أن يقدم حالة الأمل الدائم للجمهور ويسلط الضوء فقط على النماذج الإيجابية، أما البعض الآخر فقرر تحويل حالة اليأس إلى حالة من الكوميديا والسخرية، فانطلقت الكوميكس التي تسخر من تفوق حمزة نمرة في "الحزن" على غرار بعض المطربين الآخرين مثل تامر عاشور، والتي تعبر عن بعض المواقف التي يتعرض لها الشباب في الجامعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان